الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جريمة فى الظلام رواية لملكة روايات الجريمة النرويجية كارين فوسم

صدر حديثا عن دار العربى للنشر رواية «جريمة فى الظلام» للكاتببة النرويجية كارين فوسم وترجمة هند عادل 



على غلاف الكتاب الخلفى كتب «فى ظهر أحد الأيام، وأثناء تمشيتها مع ابنتها بجانب النهر، تجد «إيفا» وابنتها «إيما» جثة رجل طافية على سطح البحر. تُصدم «إيفا»، وتأخذ ابنتها وتبتعد سريعًا، منتوية الاتصال بالشرطة للإبلاغ عن الجثة، لكنها لا تفعل، وينتهى بها الأمر وهى تتصل برقم آخر. يبدأ المحقق «كونراد سيير» التحقيق فى أمر الجثة، إنها لرجل مختفٍ منذ عدة أشهر، وقد اختفى فى الوقت نفسه الذى عثروا فيه على جثة عاهرة فى شقتها.

هناك أمر مريب يحيط بالموضوع بأكلمه، الطعنات التى تلقاها الرجل فى ظهره، سيارته البيضاء التى اختفت دون أدنى أثر، تلك المرأة التى وجدت الجثة لكنها لم تبلغ الشرطة عنها كما ادعت أنها فعلت.

كل خطوط القضية لا تؤدى إلى شيء، لكن «سيير» رجل صبور وذكي، ويرى أن هناك حلقة واحدة مفقودة هى التى تربط بين كل تلك الخيوط، عليه فقط أن يصل إليها ويجعلها تتحدث.

هذه هى الرواية الأولى فى سلسلة المحقق «كونراد سيير»، والتى بدأت معها مسيرة «كارين فوسم» الأدبية كملكة الجريمة النرويجية.

ومن نسيج الرواية:

فتح شخصٌ ما الباب بزمجرةٍ عصبية، فوضعت سيدة «برينيجن» إصبعها على الجملة التى توقفت عند قراءتها. إنه المحقق «سيير» برفقة امرأة بدت وكأنها عانت الأهوال. كانت ذقنها مجروحة، ومعطفها وتنورتها مهترئين، وفمها ينزف. فى العادة لا تطيل سيدة «برينيجن» النظر إلى أى شيء. لقد عملت موظفة استقبال هنا لسبع عشرة سنة، رأت فيها الكثير، لكنها اندهشت هذه المرة لدرجة أنها أغلقت الكتاب بقوة. أمسك «سيير» بذراع المرأة وقادها إلى المصعد. سارت معه وهى تحنى رأسها، ثم أغلق باب المصعد.

كان وجه «سيير» جامدًا، من المستحيل قراءة أفكاره. جعله هذا يبدو قاسيًا، لكنه فى الحقيقة متحفظًا فقط. خلف ملامحه الجامدة تقبع روحه العطوفة. ليس معتادًا الابتسام بود إلا إذا احتاج إلى التقرب من الناس، وقلة من الأشخاص من سمعوا منه مديحًا. أغلق باب مكتبه وأومأ باتجاه الكرسى الوحيد فى الغرفة. ثم أخذ بعض المناديل المعلقة فوق الحوض وبللها بالماء الساخن وأعطاها المرأة. مسحت فمها ونظرت حولها. كانت الغرفة شبه فارغة. على الجدران رسوم طفل، وتمثال صغير من الصلصال على المكتب. هذا هو الدليل الوحيد على أنه يملك حياة خاصة خارج هذا المحيط القاسي. من المفترض أن يصوِّر التمثال ضابط شرطة، لكنه متداعٍ وبطنه متدلية وحذاؤه كبير. إنه لا يشبه أبدًا صاحبه المحقق الذى يجلس الآن وينظر إليها بعينين رماديتين جادتين. يوجد جهاز تسجيل، وكمبيوتر من نوع «كومباك» على المكتب. نظرت المرأة إليهما بقلق وأخفت وجهها خلف المناديل. تركها تهدأ وأخذ شريط تسجيل من الدرج وكتب عليه «إيفا مارى ماجنوس».

ولدت فوسم عام 1954 فى ساندفيورد، بدأت مشوارها الأدبى كشاعرة حيث كتبت أولى قصائدها عام 1974، والتى فازت بجائزة «تارياى وسوس» الأدبية فى العام نفسه. ثم اتجهت فى منتصف التسعينيات لكتابة الرواية. واشتهرت بكتابات الجرائم حيث عرفت بأنها «ملكة روايات الجريمة النرويجية»، بسبب نجاح سلسلة الجريمة «المحقق كونراد سيير» التى تُرجمت إلى أكثر من 25 لغة ونالت العديد من الجوائز. وقد فازت ثانى رواياتها «لا تنظر إلى الوراء» التى تم نشرها عام 1996 بجائزة «ريفرتون» الأدبية لأفضل رواية جريمة نرويجية فى العام نفسه، وجائزة «المفتاح الزجاجي» عام 1997 كأفضل رواية جريمة. وتحولت إلى فيلم سينمائي.