السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تنديدا بـالوثيقة الأمريكية

غضب فى الكرملين من استمرار دعم واشنطن لكييف عسكريًا

أعلن الكرملين، أمس الأربعاء، أن مشروع قانون أمريكى للإنفاق على المساعدات العسكرية يتضمن تقديم 800 مليون دولار لأوكرانيا وأقره مشرعون أمريكيون، الثلاثاء «تصادمى» تجاه روسيا.



وفى اتصال مع صحفيين، أشار المتحدث باسم الكرملين، دميترى بيسكوف، إلى أن «الوثيقة التى جرى إقرارها ذات طبيعة تصادمية للغاية فيما يتعلق ببلدنا».

ويتيح قانون تفويض الدفاع الوطنى المالى لعام 2023 الإنفاق الإضافى لمبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية، بزيادة قدرها 500 مليون دولار عما طلبه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فى وقت سابق من العام الحالي.

كما يعلق مشروع القانون بعض القيود على صفقات الذخيرة لدعم أوكرانيا، فيما كانت موسكو تحذر من تقديم أسلحة نوعية لكييف.

ومن المتوقع أن يقر مجلسا الشيوخ والنواب المشروع، هذا الشهر، قبل إرساله للبيت الأبيض ليوقع عليه بايدن ويصبح قانونا.

وحذرت روسيا مرارا من مواصلة الدول الغربية تقديم دعم عسكرى لأوكرانيا، قائلة إن هذا النهج يؤدى لإطالة أمد النزاع.

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، أمس إن موسكو اقترحت فى 2008 توقيع اتفاقية حول الأمن الأوروبى، لكن الجانب الأوروبى رفض ذلك.

كما أضاف أن أوروبا وواشنطن رفضتا مقترحات كانت روسيا قد تقدمت بها فى نهاية 2021 حول «الضمانات الأمنية».

واعتبر أن حلف شمال الأطلسى «الناتو» ينتهك التزامات مجلس الأمن والتعاون فى أوروبا، مضيفًا أن «الناتو تخلى عن النهج الدفاعى مع توسعه 5 أضعاف».. وذكّر لافروف بأن «الناتو أصبح ينتشر فى المحيطين الهندى والهادئ»، موضحًا أن «اليابان تنشر هياكل تابعة للناتو فى المحيطين الهندى والهادئ».

من ناحية أخرى، كشف مصدر عسكرى غربى فى واشنطن، أن القوات الأوكرانية استخدمت مسيرات روسية الصنع فى استهدافها قاعدتين جويتين روسيتين جنوب شرق موسكو الإثنين الماضي.. وقال المصدر الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، إن استخدام القوات الأوكرانية للمسيرات روسية الصنع «وفّر لها غطاءً للإفلات من الدفاعات الروسية وأجهزة الرادار، خلال عمليات استهدافها للقاعدتين الجويتين».

ووفق المصدر فقد اجتازت المسيرات الأوكرانية مئات الأميال فى عمق الأراضى الروسية، ودمّرت قاذفتين استراتيجيتين نوويتين روسيتين من طراز «توبوليف-95» فى القاعدتين. وختم المصدر بالقول إن أوكرانيا «تظهر يوما بعد يوم قدرات عسكرية متطورة على احتمالات استهدافها موسكو بحد ذاتها، إذا ما قررت ذلك».

من جانبها، تعتزم بيلاروسيا نقل معدات وقوات عسكرية، اليوم الخميس، فيما قالت إنها تدريبات لمكافحة الإرهاب، وسط مخاوف من أن تشن روسيا هجومًا على أوكرانيا انطلاقًا من أراضى حليفتها.. ونقلت وكالة أنباء «بيلتا» الرسمية عن مجلس الأمن فى بيلاروسيا قوله «خلال هذه الفترة، من المقرر نقل معدات عسكرية وأفراد من قوات الأمن الوطنى».

وأضاف «سيتم تقييد حركة المواطنين والنقل على طول بعض الطرق العامة والمناطق وسيجرى التخطيط لاستخدام أسلحة مقلدة لأغراض التدريب».. ولم تتوفر معلومات عن أى أجزاء من البلاد يمكن أن تتأثر بهذه الإجراءات.

وقالت بيلاروسيا مرارًا إنها لن تدخل الحرب فى أوكرانيا المجاورة، لكن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أمر قواته فى الماضى بالانتشار مع القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، مشيرًا إلى تهديدات لبيلاروسيا من كييف والغرب.

وتحذر أوكرانيا منذ شهور من خشيتها أن تكون بيلاروسيا وروسيا تخططان لتوغل عبر حدودها الشمالية.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فى بيان نُشر على فيسبوك أمس، إن «وحدات العدو يتم تدريبها فى ساحات التدريب فى جمهورية بيلاروسيا» وإن الهجمات الروسية مستمرة من أراضى بلاروسيا.

وفى الأسبوع الماضى أجرى وزير الدفاع الروسى سيرغى شويجو محادثات مع نظيره فى بيلاروسيا فيكتور خرينين، لمناقشة التعاون العسكرى.

وفى بولندا، قال وزير الدفاع البولندي، ماريوش بلاشتاك، على تويتر إن بلاده تستعد لنشر نظام الدفاع الجوى الألمانى باتريوت على أراضيها، وذلك بعد أن رفضت برلين وضع هذا النظام فى أوكرانيا.

وعرضت ألمانيا الشهر الماضى على بولندا نظام باتريوت للمساعدة فى تأمين مجالها الجوى بعد سقوط صاروخ طائش ومقتل شخصين على أراضيها.. وكتب بلاشتاك على تويتر،: «بعد التحدث إلى وزارة الدفاع الألمانية، شعرت بخيبة أمل إزاء قرار رفض دعم أوكرانيا. نشر صواريخ باتريوت فى غرب أوكرانيا كان سيزيد من أمن البولنديين والأوكرانيين».

وأضاف: «نبدأ فى ترتيبات لوضع منصات الإطلاق فى بولندا، وربطها بنظام القيادة لدينا». ونهاية الشهر الماضي، أعلن نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى ديمترى ميدفيديف أن تزويد حلف شمال الأطلسى (الناتو)، كييف بمنظومات باتريوت، سيجعل منها هدفا مشروعا للقوات المسلحة الروسية.

وكتب فى حسابه على «تليجرام» بالنص: «إذا قام الناتو كما ألمح ستولتنبرج، بتزويد عصابات كييف بأنظمة باتريوت رفقة أفراد الناتو، فسيصبحون على الفور هدفا مشروعا لقواتنا المسلحة.. وآمل أن يفهم العاجزون الأطلسيون ذلك».

وفى وقت سابق، أفاد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، بعد اجتماعات لوزراء خارجية دول الحلف، أن دول الناتو تناقش إمكانية تسليم أنظمة صواريخ باتريوت المضادة للطائرات إلى أوكرانيا.