الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«دبلوماسية التنمية» أرقام الدعم المصرى لإفريقيا

فى إطار سياسة الدولة المصرية الخارجية للانفتاح نحو القارة الإفريقية، تتعدد أشكال الدعم والتعاون الذى تقدمه مصر للأشقاء فى القارة الإفريقية، ما بين تدريب وبرامج تأهيلية فى مجالات مختلفة تحقق التنمية، وما بين مساعدات ومعونات غذائية وطبية وإنسانية ولوجستية، وما بين إيفاد خبراء مصريين ومنح دراسية فى الجامعات المصرية، إلى جانب الجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكة مع دول القارة فى مختلف المجالات. ويتصدر الجانب التنموي، أولويات عمل الدولة المصرية فى مسار الشراكة مع إفريقيا خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن قضايا التنمية من أكبر التحديات التى تواجه دول القارة، وعليه تعمل الدولة المصرية للشركة مع الأشقاء الأفارقة، للاستفادة من الخبرات المصرية فى مجال التنمية، وفى سبيل ذلك تعددت مسارات عمل الدولة المصرية ما بين التحدث بصوت القارة فى المحافل الدولية لدعم حقوقها التنموية، وما بين شراكات تعاون ثنائية ومتعددة، وبدا ذلك فى مشروعات عديدة منها الربط الكهربائى مع السودان، وإنشاء سد « جوليوس نيريري»، فى تنزانيا، ومشروعات أخرى مع دول القارة، خصوصًا دول الجوار.



من هذا المنطلق، كانت هناك بصمات مؤسسات الدولة المصرية المختلفة، فى مسار التعاون مع القارة الإفريقية، حيث تشارك معظم الوزارات فى برامج تعاون مع نظيرتها الإفريقية، وواحدة من أكثر المؤسسات التى تترجم سياسة الانفتاح المصرى نحو إفريقيا، هى الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التى صدر قرار بتأسيسها وأعلن عنها  الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 2014.

ومنذ تأسيس تلك الوكالة وهى تعمل كأداة الدولة التنموية التى تعمل على دعم برامج التنمية فى الدول الافريقية، حيث تعد الوكالة من أهم أذرع مصر التنموية فى القارة الإفريقية ودول الكومنولث، فى ظل ما تتمتع به من دور رائد فى تعزيز التعاون جنوب/جنوب فى المجالات المتعلقة بالتنمية المستدامة من خلال تقديم الدعم الفنى فى مختلف المجالات، وبرامج بناء القدرات للدول الافريقية الشقيقة، فضلًا عما تقدمه من مساعدات إنسانية للدول ذات الاحتياج. 

 

أرقام الدعم المصرى

 

وخلال العام المنتهى كانت هناك عشرات من برامج التعاون التى قدمتها الوكالة لدول القارة الإفريقية، ففى مجال التدريب والتأهيل، قدمت الوكالة نحو 104 دورات تدريبية لدول القارة الإفريقية، استفاد منها حوالى 3044 من الدول الإفريقية ودول الكومنولوث.

كما قدمت الوكالة للدول الإفريقية 18 شحنة مساعدات انسانية وطبية ولوجستية، كما قدمت الوكالة حوالى 47 منحة دراسية فى مختلف المؤسسات الجامعية، كما تم إيفاد حوالى 34 خبير  فى مختلف مجالات التعاون الثنائى مثل الهندسة والزراعة والطب وغيرها، لتقديم الخبرات المصرية للدول الإفريقية.

وفى مجال بناء السلام بالقارة الإفريقية، تم عقد أكثر من 18 دورة تدريبية للدفع بجهود بناء السلام وتحقيق التنمية المستدامة فى إفريقيا، كما تم تنظيم النسخة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، واستضافة القاهرة خلوة لمناقشة ترتيبات بعثة الاتحاد الافريقى فى الصومال بعد 2021، فى الوقت الذى تساهم فيه مصر بقوات فى بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى كل من الكونغو الديمقراطية وبعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان وقوة الأمم المتحدة المؤقتة فى أبيي.

 

منح تعليمية

 

وفى مجال التعليم العالي، وصلت إجمالى المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية 2317 منحة، مُقسمة إلى (1513 منحة فى المرحلة الجامعية ـ 733 منحة لمرحلة الدراسات العليا ـ 71 منحة لدراسة اللغة العربية)، وتشمل: منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالى باللجنة الفرعية فى وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

كما تستضيف مصر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، كما تقدم كل الدعم للاتحاد العام للجامعات الإفريقية، من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمى والشراكة فى البحوث الطبية والصيدلانية، فى نفس الوقت تقوم وزارة التعليم العالى بتفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج فى السودان وجنوب السودان وتشاد، بجانب ربط الجامعات المصرية بنظيرتها الإفريقية، من خلال برامج شراكة وتوأمة بين الجامعات المصرية والإفريقية، مثل الشراكة بين جامعة حلوان وجامعة ليمبوبو بجنوب إفريقيا.

وخصصت مصر منح للدراسات العليا سنويًا، حيث تم تخصيص حوالى 45 منحة للدراسات العليا هذا العام للطلاب الأفارقة، بالإضافة إلى تقديم ما يقرب من 50 منحة سنويًا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة المصرية اليابانية، كما تم تدريب العديد من شباب الدول الإفريقية فى دورات تدريبية قصيرة بالعديد من مجالات البحث العلمي، ومنها: (الفضاء والاستشعار من البُعد، وبحوث الفلك والجيوفيزياء، والبحوث الصحية والأوبئة وبحوث الفلزات والبترول).

 

 

 

 

تقدير موقف

 

فى عيد استقلال السودان الـ67.. 

 

«التكامل الاستراتيجى» يفرض نفسه على علاقات القاهرة والخرطوم 

 

تحتل العلاقات المصرية مع السودان أولوية لدى السياسة الخارجية للدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة، بحكم التحديات الحيوية التى يشترك فيها البلدان معًا، خصوصًا تحدى الأمن المائى، ليظل التكامل والشراكة الاستراتجية خيارًا لا غنى عنه لدى القاهرة والخرطوم.

ومع احتفال السودان بذكرى الاستقلال رقم 67، التى توافق الأول من يناير كل عام، قدمت الدولة المصرية التهنئة للسودان بذكرى استقلاله، وأكدت مصر على لسان السفير المصرى بالخرطوم السفير هانى صلاح، على «على عمق العلاقة الأخوية المتينة والمتجذرة التى تجمع شعبى وادى النيل الشقيقين، وجدد سفير مصر لدى السودان بهذه المناسبة، حرصه الشديد على مواصلة العمل من أجل تعزيز وتطوير علاقات الأخوة والتعاون المتميزة، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين المصرى والسودانى على حد سواء».

وتأتى كلمات السفير المصري، لتؤكد دور القاهرة التاريخى الداعم والمساند لإرادة الشعب السودانى، فهى أول الدول التى اعترفت باستقلال السودان، ووحدة أراضيها، وأيضا تدعم الخرطوم خلال الفترة الانتقالية المستمرة منذ أربعة أعوام بما تشهده من تحولات كبرى للتحرر من إرث حكم عمر البشير. 

وبعيدا عن التطورات السياسية فى السودان، تحرص القاهرة فى عهد الرئيس السيسى على إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان، ولعل خير دليل على ذلك عدد الزيارات القياسية المتتالية للرئيس السيسى للخرطوم خلال الثمانى سنوات الماضية، والتى أكدت أهمية الشراكة وتنسيق المواقف بين البلدين فى عدد من القضايا المهمة أبرزها مايلي:

1- مفاوضات سد النهضة: أولى هذه الملفات وأكثرها حيوية كان مسار مفاوضات سد النهضة الإثيوبى الممتدة منذ عشر سنوات، ذلك  أن مسار المفاوضات شهد عدة محطات خلال هذا العام، برعاية دولية وإقليمية، وكان من المهم تناغم الموقف المصرى والسودانى فى هذه المفاوضات بحكم تأثيرات ومخاطر السد على دولتى المصب فى جوانب عديدة.

ومن منطلق أن السودان المتضرر الأول من المسار الأحادى لإثيوبيا فى بناء السد دون اتفاق ملزم لجميع الأطراف، ومصر قد تكون الأكثر تضررًا، تأتى أهمية تكامل موقف البلدين فى تلك المفاوضات المتعسرة للوصول لإتفاق ملزم مع الجانب الإثيوبى حول آلية تشغيل وملء السد بما لا يضر بمصالح البلدين.

2- تقديم الدعم فى الكوارث: لعل المشهد الأبرز على الساحة الداخلية بالسودان، كان مشهد السيول والفيضانات التى ضربت قرى كاملة هناك سبتمبر الماضى، وتضرر منها نصف مليون سودانى فى 17 ولاية، ورغم تحدى جائحة كورونا، وقفت القاهرة إلى جانب الخرطوم وبتوجيهات من الرئيس السيسى لتدشن جسرا جويا استمر لأسابيع لنقل أطنان من المساعدات الغذائية والأدوية وكل ما يحتاجه الشعب السودانى الشقيق فى هذه الكارثة.

3- دعم استقرار السودان: على الصعيد الداخلى تدعم القاهرة كل خطوة من شأنها تحقيق الإستقرار فى ولايات السودان، وخاصة مسار السلام مع المتمردين فى مناطق النزاع، وعليه دائما ما تدعم القاهرة تحركات حكومة الخرطوم وأطراف التمرد والنزاع للجلوس على مائدة مفاوضات السلام خلال السنوات الأخيرة والتى توجت العام الماضى بتوقيع اتفاق أنهى حربًا امتدت لنحو 17 عامًا.

ليس هذا فقط ففى سبتمبر 2019 طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فى كلمته أمام الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ودعمت مصر هذا الأمر دوليا حتى تحقق فعليا فى 2020 برفع الولايات المتحدة الأمريكة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب.

4- مناورات عسكرية بين البلدين: وتأكيدا على انفتاح العلاقات المصرية السودانية بمختلف المجالات، كان شهر نوفمبر 2020،  شاهدا على أول مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، حيث جرت مناورات جوية مشتركة «نسور النيل 1» بين مصر والسودان، والتى يتم تكرارها كل عام فى اطار الشراكة الاستراتجية والتعاون الأمنى والعسكرى بين البلدين.

5- مشروعات تكامل مشتركة فى كل القطاعات التى تخدم المواطن السودانى سواء فى مجالات التعامل مع آثار الفيضانات التى حدثت، وفى قطاع الصحة، والقطاعات التنموية المهمة كقطاع الكهرباء بما فيها مشاريع الربط الكهربائي، والموارد المائية والري، وأيضًا مجالات التجارة والصناعة، وقطاع النقل من خلال مشروعات مشتركة بين البلدين، هذا بجانب مشروعات التكامل الاقتصادى والتجارى بين البلدين، لعل أبرزها ميناءا إرقين وقسطل على الحدود المشتركة.

 

أحداث x أسبوع

 

 

 

 

40  باحثًا من 5 دول إفريقية يناقشون تحديات التنمية فى «حوض النيل»

 

ناقش مؤتمر «حوض النيل ومستقبل التنمية المستدامة» الدولي، الذى استضافته كلية الدراسات الإفريقية العليا، بجامعة القاهرة تحديات التنمية منطقة حوض النيل، والفرص المتاحة للاستثمار فى دول المنطقة. وعقد المؤتمر فى نهاية شهر ديسمبر، بمشاركة ٤٠ باحثًا من مصر والسودان وجنوب السودان والجزائر والمغرب، وذلك بحضور عدد من الطلاب الأفارقة الوافدين الدارسين على أرض مصر فى تسع دول إفريقية.

 

 

 

 

70 قيادة نسوية متدربة من 5 دول إفريقية ضمن برنامج « القيادات النسائية الإفريقية»

 

اختتمت الجمعية الإفريقية بالقاهرة، فعاليات أول برنامج لتأهيل القيادات النسائية الإفريقية، الذى أقيم بمشاركة معهد فالكون للدراسات الإستراتجية ونادى المرأة الإفريقية بمصر، حيث شارك فى البرنامج 70 قيادة نسوية من 5 دول إفريقية هى مصر والسودان والجزائر وتنزانيا وجنوب السودان وتونس. ويأتى البرنامج فى إطار الدعم المقدم لتأهيل وتدريب الكوادر الإفريقية فى مصر.

 

 

 

 

مشروعات تعاون بين مصر وجنوب السودان فى مجال الرى

 

التقى السفير معتز مصطفى عبد القادر سفير مصر فى جنوب السودان بالسيد «بال ماى دينج» وزير الموارد المائية والرى الجديد بدولة جنوب السودان، حيث أكد السفير على توجيهات القيادة السياسية للحكومة المصرية بتقديم كافة أشكال الدعم لدولة جنوب السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية، كما استعرض السفير مجمل تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية، بما فى ذلك التعاون المتميز بين وزارتى الموارد المائية والرى فى البلدين والمشروعات المصرية فى جنوب السودان.

وأشاد وزير الرى بجنوب السودان بكم المشروعات وبرامج التعاون ذات المردود الاقتصادى والاجتماعى على حياة المواطن الجنوب سوداني. كما أشاد بمستوى وكم برامج ومشروعات التعاون القائم بين البلدين فى مجالى الرى وإدارة الموارد المائية.

 

 

 

 

مصر تقدم مساعدات غذائية وطبية إلى الصومال

 

قامت السفارة المصرية فى مقديشيو بتسليم الحكومة الصومالية شحنة مساعدات إنسانية مقدمة من الحكومة المصرية بمساهمة من كل من الأزهر الشريف ووزارة الدفاع ووزارة الصحة والسكان ووزارة التضامن الاجتماعى والهلال الأحمر المصرى بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، وقد وصلت المساعدات عن طريق الشحن البحرى إلى مقديشيو بإجمالى 240 طنًا من المواد الغذائية والطبية والإغاثية. وسلم سفير مصر بمقدشيو السفير محمد الباز، وزير الصحة الصومالى الدكتور على حاجى آدم شحنة المساعدات المصرية إلى الصومال، والتى تأتى فى إطار العلاقات المتميزة التى تربط بين البلدين، وحرص القيادة السياسية المصرية على مساندة الحكومة والشعب الصومالى لمواجهة موجة الجفاف التى يعانى منها الصومال منذ عدة أعوام.