الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مذكرات الأمير هارى تربك العائلة المالكة .. وقصر باكينجهام يلتزم الصمت

بعد أشهر من الترقب تخللتها حملة دعائية متواصلة، طرحت، مذكرات الأمير (هاري) (الاحتياطي)، فى أسواق المملكة المتحدة، مما  تسبب فى مزيد من الإرباك للعائلة المالكة. صدر الكتاب فى 16 لغة بالاضافة الى نسخة صوتية تسربت إلى الصحافة منذ طرح المذكرات للبيع عن طريق الخطأ. حقق الكتاب انطلاقة قوية، إذ بيعت 1.4 مليون نسخة منه باللغة الإنجليزية فى اليوم الأول على طرحه في بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، يوم 10 يناير الجارى ليحطم بذلك الرقم القياسى لمبيعات دار «بنغوين راندوم هاوس»، على ما أفادت به الدار.



وتجاوزت المبيعات الرقم القياسى السابق الذى حققته منشورات دار «بنغوين راندوم هاوس»، الذى كان مسجلاً لكتاب مذكرات الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما بعنوان «الأرض الموعودة».

وبيع من كتاب أوباما هذا 887 ألف نسخة فى الولايات المتحدة وحدها، فى أول يوم له فى الأسواق عام 2020، وفى فرنسا، استنفدت كامل النسخ فى الطبعة الفرنسية الأولى من كتاب الأمير هارى التى بلغت 210 آلاف، وتقرر طبع 130 ألف نسخة إضافية، وفق ما أفادت به دار النشر فايار لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأشارت دار فايار إلى أن الطلب من المكتبات على كتاب الأمير هارى كان أعلى بنحو 20 فى المئة من الطلب على مذكرات أوباما الرئاسية.

وأشارت رئيسة دار «راندوم هاوس غروب» جينا سنتريلو فى بيان إلى أن «سبير» كان أكثر بكثير من مجرد كتاب مذكرات لشخص مشهور. وأكثر كتاب غير روائى مبيعا على الإطلاق. ويتهم دوق ساسكس البالغ 38 سنة، فى الكتاب، شقيقه ويليام بطرحه أرضاً خلال شجار عام 2019 فى شأن ميغان التى كان هارى تزوجها قبل سنة من ذلك. ويكشف الكتاب عن عمق الشقاق بين الأمير هارى وأخيه وريث العرش الأمير وليام، واعترافات أخرى مثل تعاطى مخدرات.

 وتطرق الأمير هارى كذلك إلى فقدانه عذريته وتعاطيه المخدرات، إضافة إلى قتله 25 من عناصر حركة «طالبان» خلال خدمته فى صفوف الجيش البريطانى فى أفغانستان، فى خطوة صادمة ومثيرة للجدل، على متن طائرة «هليكوبتر»، واصفاً المستهدفين بـ«قطع شطرنج أقصيت من فوق الرقعة»، وفق ما جاء فى كتاب سيرته الذاتية.  تم القضاء على الأشرار قبل أن يتمكنوا من قتل الأخيار».

وكتب هارى الذى كشف عن أنه قتل 25 شخصاً، «لم يكن هذا إحصاء يشعرنى بالفخر لكنه أيضاً لم يشعرنى بالخزي»، بحسب النسخة الإسبانية من الكتاب. واستطرد، «حينما وجدت نفسى وسط لهيب المعركة وارتباكها، لم أفكر فى هؤلاء الـ25 كبشر»، وندد ضباط كبار فى الجيش البريطانى بشدة بهذه التصريحات.

كما غرد القيادى فى «طالبان» أنس حقانى قائلاً، «السيد هاري! الذين قتلتهم ليسوا قطع شطرنج، بل كانوا بشراً، وكانت عائلاتهم تنتظر عودتهم».

ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية التعليق على الأمر قائلاً، «لا نعلق على التفاصيل العملياتية لدواع أمنية».

ويأتى صدور الكتاب بعدما تخلى هارى وزوجته الأميركية  ميجان مركل عن الواجبات الملكية عام 2020 للانتقال إلى كاليفورنيا وبدء حياة جديدة، ومنذ ذلك الحين، وجه الثنائى انتقادات لاذعة لقلعة وندسور والصحافة البريطانية.

ومثلما جرت عادة العائلة المالكة، رفض متحدثون باسم الملك تشارلز والأمير وليام التعليق.

دافع الامير هاري، فى مقابلة تلفزيونية، عن مذكراته، واصفاً إياها بأنها «ضرورية»، على رغم أن مقتطفات أولى منها تهدد بزيادة الشرخ داخل العائلة الملكية قبل أربعة أشهر من  تتويج الملك تشارلز الثالث وقال دوق ساسكس، فى هذه المقابلة التى أذاعتها قناة «آى تى فى» البريطانية قبل يومين من الموعد الرسمى لنشر كتابه «spare» (البديل)، «بعد 38 عاماً من رؤية قصتى يرويها كثيرون مع تشويه وتلاعب متعمدين، شعرت أن الوقت حان لكى أسترجع ملكية قصتى وأخبرها بنفسي».

وأضاف «أنا أحب والدي، أحب أخي، أحب عائلتى وسأحبهم دائماً، لا شيء مما كتبته فى هذا الكتاب كان بقصد إيذائهم أو إلحاق ضرر بهم»، مبدياً أمله فى حصول «مصالحة» بشرط تحديد «المسئوليات»، لا سيما عند مغادرته مع زوجته ميغان ماركل إلى كاليفورنيا فى عام 2020.

واعتبر هارى أن مذكراته «ضرورية» لتوضيح «حقائق تاريخية»، مضيفاً أنه يشعر الآن بـ«الارتياح».

وتخشى العائلة المالكة وتحديداً الأمير ويليام والأب الملك تشارلز الثالث، من الأجزاء الأخرى المحرجة فى الكتاب، إذ إن الصحافة البريطانية تحرص على انتقاء مزاعم هارى بدقة كبيرة. ويبدو أن زوجة والده على استعداد لخوض مرحلة صعبة بعد أن هاجمها هارى فى مقابلة له مع شبكة «سى بى أس» الأمريكية. 

وقال إن بعض تفاصيل المحادثات الخاصة التى نشرت فى وسائل الإعلام «لم تكن لتتسرب من أحد» سوى كاميلا، واصفاً إياها بــ«الشريرة».

ويأتى الكتاب عقب عرض مسلسل «هارى وميغان» الوثائقى على «نتفليكس»، الشهر الماضي، والذى تطرق فيه الزوجان إلى مشكلاتهما مع العائلة المالكة ووسائل الإعلام البريطانية، وفى حال كانت رغبتهما فى إثارة تعاطف البريطانيين، فقد أتى تأثير ما فعلاه معاكساً أقله فى المملكة المتحدة، إذ أشارت استطلاعات أجريت أخيراً إلى تراجع فى شعبيتهما.

وكان هارى وميجان أجريا فى مارس 2021 مقابلة مع الإعلامية أوبرا وينفري، أكدا فيها وجود عنصرية داخل العائلة المالكة مما أثار ضجة واسعة.

واعترف الأمير هارى خلال المقابلة مع «آى تى في» بأنه «ربما كان متعصباً» قبل أن يتعرف إلى ميجان، واتهم ويليام وزوجته كيت بعدم منحها فرصة مطلقاً. ورداً على سؤال حول المقابلة، التى أجراها وزوجته مع الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفري.

 نفى هارى اتهام العائلة الملكية بالعنصرية، لأن أحد أفرادها تساءل عن لون بشرة الطفل المنتظر حينها خلال حمل ميغان بابنهما آرتشي.

وقال «لا، لم أفعل ذلك، بل الصحافة البريطانية هى التى قالت»، متحدثاً فى المقابل عن «أفكار نمطية فى اللاوعي».

ويؤكد هارى رغبته فى التقرب من والده وشقيقه، على رغم أن التواصل معهما مقطوع، مشيراً إلى أن المسئولية تقع عليهما. ورفض تأكيد ما إذا كان سيحضر تتويج الملك تشارلز الثالث فى مايو القادم.