الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بالتزامن مع المحادثات الروسية الأمريكية حول تبادل السجناء

موسكو تتهم «جونسون» بالكذب حول تهديد «بوتين» له بالقتل

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، قوله أمس الاثنين إن روسيا والولايات المتحدة ستواصلان محادثاتهما بشأن تبادل السجناء، ولكن ليس من المرجح أن ينتهى الأمر بتبادل يشمل جميع السجناء لدى الجانبين.



وصنّفت الولايات المتحدة، الجمعة الماضى، مجموعة «فاجنر» الروسية على أنها «منظمة إجرامية دولية»، ما يزيد الضغط على المجموعة العسكرية الخاصة التى تشارك فى القتال فى أوكرانيا.

من ناحية أخرى، وصف الكرملين، أمس، تصريحات رئيس الوزراء البريطانى السابق بوريس جونسون حول تهديد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين له بقتله باستخدام الصواريخ بـ»الكاذبة».

وقال المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف، إن «ما قاله جونسون غير صحيح. بتعبير أدق، إنه كذب». وشدد بيسكوف على أن «هذه قد تكون كذبة متعمدة من جونسون»، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يطرح سؤالا عن أسباب قيامه بذلك (تعمد الكذب)، أو أن رئيس الوزراء البريطانى حينها «لم يفهم فى الواقع» ما كان يتحدث عنه بوتين.

وكان رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، قد كشف فى فيلم وثائقى عن تفاصيل «محادثة طويلة جدًا ومذهلة» أجراها مع الرئيس فلاديمير بوتين العام الماضى، كاشفًا أن الرئيس الروسى «هدده بالقتل» قبل بدء العملية العسكرية.

وأوضح جونسون فى حديثه، أنه حذّر سيد الكرملين من العقوبات الغربية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ذا تليجراف» البريطانية.

وكشف جونسون فى الفيلم الوثائقى الذى بث عبر وسائل الإعلام البريطانية، أمس، أن الرئيس بوتين «هدده بشكل من الأشكال» قبل بدء العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وقال له «بوريس.. لا أريد أن أتسبب بأذى لك، لكن بصاروخ، سيستغرق الأمر دقيقة واحدة». وأضافت المعلومات أن بوتين رد لجونسون خلال المحادثة قائلًا: «بوريس، أنت تقول إن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو فى المستقبل القريب. ما هى الفترة الزمنية التى يجرى الحديث عنها بالضبط؟».

فرد جونسون: «حسنا، ليس لديها أى خطط للانضمام إلى الناتو فى المستقبل المنظور، وأنتم تعرفون ذلك جيدا».

كما شدد المسئول البريطانى السابق فى المحادثة مع بوتين، على أن إجراء العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا سيصبح «كارثة كاملة»، ووعد بأن لندن ستدعم سلطات كييف.

من ناحية أخرى، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، أمس، أن بلادها تعارض سياسة البيت الأبيض المتمثلة فى «صب الزيت على النار» بشأن الصراع فى أوكرانيا، وعملية التسوية السياسية لشبه الجزيرة الكورية.

وتعليقا على الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إلى بكين، قالت ماو نينج فى تصريح صحفي: «تواصل الصين بذل الجهود لتعزيز تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، وحل المشكلة النووية فى شبه الجزيرة الكورية، وإجراء المفاوضات بهذا الشأن».

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، إلى أن موقف بكين واستراتيجيتها بشأن هذه القضايا «يستند إلى حقائق وخبرات تاريخية». 

وتابعت ماو نينج «نأمل أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات للتقرب من الصين، وأن تسعى للحوار، وليس المواجهة، والتعاون من أجل المنفعة المتبادلة، وليس العداوة».

وكان نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، قد قال أمس، إن واشنطن تستفيد إلى حد كبير من الصراع الأوكرانى، لا سيما من إمدادات الأسلحة من الدول الأوروبية إلى كييف. وأضاف ريابكوف فى تصريحات لوكالة «سبوتنيك»: «من الواضح أن الولايات المتحدة ليست فقط القائد الرئيسى فى الأزمة الأوكرانية، ولكن أيضا المستفيد الرئيسى منها».

كما أشار إلى أن «واشنطن تعتبر أوكرانيا ساحة اختبار لمنتجاتها الصناعية العسكرية، حيث يتم اختبار أنظمة الأسلحة المختلفة وطرق استخدامها، بما فى ذلك الأنظمة الحديثة بعيدة المدى.. لمقاومة الأسلحة الروسية».

من جانبه، اعتبر الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الفرنسية الجنرال كريستوف جومار أن النقل المحتمل لدبابات «Leclerc» إلى كييف من قبل باريس سيكون نقطة اللاعودة، مضيفا أنه سيضعف الجيش الفرنسى. وأضاف جومار فى حديث لمجلة «Valeurs Actuelles»: «أعتقد أنه لا يجب علينا عمله. فسيؤدى إرسال دبابات «Leclerc» إلى أوكرانيا إلى نزع سلاح الجيش الفرنسى وسيكون ذلك نقطة اللاعودة ، أين سنتوقف؟ عن أى شيء آخر سنتخلى لاحقا؟». وأشار الجنرال إلى أن نقل الدبابات إلى أوكرانيا أمر مستحيل تقريبا، مذكرًا أنه توجد حاليا فى الجيش الفرنسى 220 دبابة من هذا النوع وأن إنتاجها توقف فى عام 2008.  كما أكد أن نصف هذه الدبابات مرابطة فى رومانيا، فى حين يخضع جزء آخر من الدبابات لأعمال التحديث، كما يخضع جزء آخر منها للصيانة.

ميدانيا، تقدمت القوات الروسية قرب مدينة فوجليدار مركز المعارك الجديد على الجبهة فى شرق أوكرانيا إذ تكثّف موسكو هجومها، وفق ما أكد زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا فى دونيتسك دنيس بوشيلين أمس.

وقال بوشيلين وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية، «إن الجيش الأوكرانى كان لديه الوقت للتراجع» فى هذه المنطقة التى تضمّ «عددًا كبيرًا من المواقع الصناعية والمبانى العالية التى تسهّل عمليات الدفاع». وتابع بوشيلين «إذًا ننطلق من مبدأ أن العدو سيقاوم»، رافضًا توقع مدة المعارك من أجل هذه المنطقة.

وتقع مدينة فوجليدار التى كانت تعدّ 15 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي، على بعد 150 كلم نحو جنوب باخموت فى شرق البلاد التى تشهد معارك أيضًا ويسعى الجيش الروسى إلى السيطرة عليها منذ أكثر من 6 أشهر متكبّدًا خسائر فادحة.

وأوضح بوشيلين، أمس، أن «معارك شرسة» تدور قرب باخموت وأنه «من المبكر جدًا» التحدث عن تطويق المدينة من جانب القوات الروسية.