الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تحت شعار مصر بتتكلم حرفى

القباج تفتتح معرض «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية

افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى معرض «ديارنا» للحرف اليدوية والتراثية، وذلك بحضور الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، والدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، المهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، و الفريق محمد عباس حلمى وزير الطيران المدني، والسفير كريستيان بيرجر سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، وماركو اليو روتيني، رئيس قطاع البنوك الدولية التابعة لمجموعة أنتيسا سان باولو واليتشى جريتيني، مسئول التنمية المستدامة، قطاع البنوك الدولية التابعة لمجموعة أنتيسا سان باولو، ودانتى كامبيوني، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب، وسفيرة سويسرا بالقاهرة ووفد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين مكون من النواب أحمد فتحي، وهيام فاروق، إيمان الألفي، وأعضاء التنسيقية محمد اللافى، وحنان جوهر، إسراء طلعت، وكريم الكناني، وجهاد سيف، وممثلى الهيئات الدولية فى مصر.



وتعقد هذه النسخة بالشراكة مع بنك الإسكندرية ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية والاتحاد الأوروبى فى مصر وشركة الفطيم، ويقام المعرض بكايرو فيستفال سيتى مول بالقاهرة ويستمر حتى 11 مارس المقبل، حيث يفتح أبوابه للجمهور يوميًا من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساء. وتقام النسخة الحالية من معرض « ديارنا» للحرف اليدوية تحت شعار « مصر بتتكلم حرفى»، وعلى مساحة أكثر من ٢٨٠٠ متر مربع، بمشاركة أكثر من 400 عارض يمثلون 20 محافظة للترويج لحرفهم اليدوية الأصيلة.

وحرصت القباج والحضور على تفقد أروقة المعرض ولقاء العارضين والزائرين والاستماع إلى آرائهم الذين أبدوا إعجابًا بما يشهده المعرض من منتجات حرفية على أعلى جودة.

وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعى أن المعرض هذا العام يحتفل بالثقافة والفنون لمدينة وواحة سيوة الفريدة كضيف الشرف، حيث سيتم تسليط الضوء على المنتجات والثقافة الخاصة بتلك المنطقة المميزة من أرض مصر، والمفوضية السامية لشئون اللاجئين فى مصر، بالإضافة إلى عارضين من ذوى الإعاقة لعرض منتجاتهم ودعم قضاياهم وعدد من الجمعيات الصديقة للبيئة، والهلال الأحمر المصرى وبنك ناصر الاجتماعي، كما أن هناك عددًا من الوزارات الشريكة منها وزارة الثقافة، وزارة الشباب والرياضة، وزارة الصناعة، وزارة التنمية المحلية، وزارة البيئة، وزارة قطاع الأعمال العام، والمجلس القومى للمرأة.

وأضافت أنه يقام على هامش المعرض عددًا من الورش لتعليم الحرف اليدوية من خلال عدد من الجمعيات الأهلية، وذلك لتعليم المشاركين مختلف الفنون من «الشموع، الزخرفة، التزيين، النحاس، مكرمية، الجلد، الفسيفساء، الإكسسوارات، الراتينج والتطريز»، كما سيتم تخصيص مكان لورش الأشغال اليدوية للأطفال، بالإضافة إلى وجود عدد من الخدمات الترفيهية والمصرفية المختلفة، فضلًا عن مشاركة الفرق الموسيقية الشعبية، حيث يشارك فريق من سيوة، والنوبة، وسوريا، والسودان.

وأفادت وزيرة التضامن الاجتماعى أن المعرض سيستمر فى دعمه لمهارات الحرفيين من ذوى الإعاقة، من خلال تخصيص مساحات عرض لعارضين من منظمات غير حكومية ومؤسسات اجتماعية، مع عرض قصص نجاح العديد منهم.

كما سيوفر المعرض وسائل نقل للجمهور من العديد من نقاط التجمع، بالقاهرة الكبرى، لتسهيل وصول المواطنين والاستمتاع بالتراث والفن المصري.

ديارنا يجمع قلبى حسن وأمانى

عرفا بعضهما لأول مرة فى معرض ديارنا بالأقصر فى العام الماضى، وبعدها بأيام التقيا مرة أخرى فى معرض ديارنا بكايروفيستيفال، ليعقدا قرانهما بعد انتهاء المعرض بعشرة أيام فقط، وفى معرض هذا العام بكايرو فيستيفال، يعرض «حسن البروجي» منتجاته من سجاد جلد البقر والكليم، وتعرض أمانى حماد حقائب الجلد الطبيعى المطعم بالنحاس، فى جناح واحد بالمعرض الذى يستمر حتى 11 مارس.

أمانى من المحلة بمحافظة الأقصر، وتخرجت فى كلية الإعلام عام 2005 بقسم الإذاعة والتليفزيون، وهو نفس العام الذى تخرج فيه حسن فى كلية الحاسبات والمعلومات، الذى يكبر أمانى بستة شهور فقط.

لم تعمل أمانى فى مجال دراستها، وبقيت تمارس هوايتها فى الكروشيه وتطريز مفارش الصيرما فى بيتها، حتى عام 2018 حين أرادت أن تصنع لنفسها شنطة من الجلد الطبيعي، وهنا لجأت إلى فيديوهات اليوتيوب الأجنبية، حتى تلك الصامتة منها، والمتخصصة فى كيفية صنع الحقائب يدويًا من الجلد الطبيعي.

لم تكن أمانى تعرف من أين يمكن أن تحصل على الجلد الطبيعى ولا من أين يمكن أن تأتى بالأدوات التى رأتها فى الفيديوهات ولا تعرف أسماءها فى السوق، لكنها توجهت إلى مدينة طنطا القريبة منها، وهناك سألت من أين يمكن أن تأتى بالجلد الطبيعى ومن أين تأتى بالأدوات، وبالفعل اشترت أدوات بسيطة لتبدأ.

«لم أبدأ بعمل محافظ صغيرة كما تنصح فيديوهات الإنترنت التى عملت أول شنطة ثم الثانية والثالثة ولاقت إعجابًا كبيرًا من أصدقائي، وبدأن يطلبن المزيد».

ما يميز حقائب أماني، أنها تستخدم أجود أنواع الجلد الطبيعى من الدرجة الأولى التى تخصص للتصدير، وتأتى به من أحد المصانع الشهيرة فى قويسنا، «مصبوغ بالألوان التى احتاجها بمعرفة المصنع، فلا يتقشر الجلد ولا يذهب اللون».

أنشأت أمانى صفحة لها على فيسبوك لتعرض منتجاتها من الحقائب الجلدية، وتتلقى فيها الطلبات الجديدة، وهنا فوجئت بمديرة قصر ثقافة المحلة، لتبلغها بأنه تم اختيارها لتكون ضيفة فى برنامج»صاحبة السعادة» الذى تقدمه الإعلامية إسعاد يونس، بعدها حصلت على كورسات فى جهاز تنمية المشروعات، حول كيف تبدأ مشروعك وكيف تسوقه وكيف تحسب أرباحك.

تتميز حقائب أمانى أيضًا بأن كل واحدة منها تحمل تصميما مختلفة من نسج خيالها، واحدة تحكى قصة من الريف المصري، وواحدة تحمل قصة أفريقية، وثالثة للشمس ولأحد الأبواب الشعبية، ومن أجل إظهار تفاصيل القصة على الشنطة، تزاوج بين تقنيات حرق الجلد مع قليل من التلوين مع قطع النحاس.

«استخدم للشنطة اكسسوارات من النحاس، لأنها الأبقى والأكثر قيمة مع الجلد الطبيعي، وأعطى للمشترى ضمان سنتين لأنى أعرف خاماتي».

قبل فترة، فوجئت أمانى بصديقة تخبرها أنها وجدت قصتها مكتوبة فى الكتاب ابنها المدرسي، فى القراءة للصف الرابع الابتدائي،  ضمن موضوع عن المشروعات الصغيرة، وكتب بالموضع اسم أمانى وكيف بدأت مشروعها من البيت حتى أصبح لديها ورشة ويعمل معها سيدات فى المراحل المختلفة للعمل.

حسن بدأ من 30 سنة

حسن أيضًا يستخدم الجلد مثل أمانى لكنه يستخدم الجلود بشعر الحيوان، لأنها من أجل السجاد، أما أمانى فتعمل فى الجلدالبقرى والجاموسى والغنم، لكن الفرق فى طريقة الدباغة.

ورغم دراسته لنظم المعلومات، لم يتخل حسن البروجى عن السجاد اليدوي»الكليم»، حرفة والده وعائلته التى أتقنها منذ الثالثة عشرة من عمره، البداية كانت قبل أكثر 30 سنة بمركز منوف بمحافظة المنوفية، حيث كان حسن يعمل على نول واحد فى بيت الأسرة، بعد أن يعود من المدرسة وطوال فصل الصيف، حتى أصبح لديه الآن أكثر من 50 نولًا، ويعمل معه أكثر من خمسين حرفيًا.

فى أغسطس 2012 حصل حسن على قرض بمبلغ 170 ألف جنيه من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، لمساعدته فى شراء خامات لمصنعه الصغير، بمدينة منوف، حيث كان عدد العاملين معه لا يتجاوز 8 صنايعية وبعد ثلاث سنوات استطاع تسديد القرض والحصول على قرض أكبر، لتوسيع المشروع، وصل عدد العاملين معه الآن إلى 50 صنايعيًا، إضافة إلى السيدات اللاتى تم تدريبهن على الغزل ويتسلمن الخامات من المصنع ويسلمنها له نظير رواتب شهرية.

من بين المنتجات التى يعرضها حسن فى جناحه مع أمانى سجاجيد يدوية من الجلد البقرى الطبيعي، من دوائر متكررة ومتلاصقة ومتداخلة ومثبتة معًا يدويًا بخيوط الساتان، وكلها من تصميمه ومن عزف أنامل صنايعية ورشته بمنطقة مصر القديمة.

«البازارات فيما مضى كانت من أهم منافذ التسويق للسجاد اليدوي، لكن تأثر السياحة، قلل التسويق لبازارات شرم الشيخ والغردقة، فى المقابل زاد إقبال المصريين على شراء السجاد اليدوى فى معارض ديارنا، حيث يشعر الحرفيون كيف ساهمت هذه المعارض والدعاية لها، فى تغيير ثقافة الشراء لدى شريحة كبيرة من الجمهور، تتبنى الآن شراء الهاند ميد وتزيين بيوتهم أو ألبستهم باللمسات التراثية».

من تجربة حسن، يؤكد للشباب أن المشروع الحرفي، يمكنه أن يوفر لمن يخلص له، دخلًا أكبر من دخل أى وظيفة، وأن الفيصل فقط هو حب الحرفة وتعلم أسرارها، وطرق أبواب الجهات التى يمكن أن تقدم المساعدة. 

أمنية الزوجين

يؤمن الزوجان حسن وأمانى بأن «النصيب» الذى جعل جناح أمانى فى معرض الأقصر، يقع أمام جناح حسن هو الذى جمعهما، «لما شفت أمانى ولمست أدبها وأخلاقها ورقتها، قررت أن أتزوج» يعلق حسن.

فى 15 مارس المقبل سيحتفل الزوجان بعيد زواجهما الأول، وهما سيشاركان فى ورش تدريب للشباب على صناعة السجاد والشنط من الجلود، ويتمنيان أن تحمل «ديارنا» دائمًا المفاجآت السارة للعارضين وللزائرين أيضًا.