الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بعد وفاة الطالبة رودينا

إزاى تحمى ولادك من التنمر وتعيدى الثقة إليهم

حالة من الحزن والامتعاض سيطرت على رواد وسائل التواصل الاجتماعى، عقب وفاة «رودينا أسامة» الطالبة بالصف الأول الثانوى فى مدرسة خاصة بمنطقة الجيزة، إذ قامت الدنيا ولم تقعد وظهرت مطالبات بمعاقبة الجانى، لأن سبب الوفاة هو أزمة قلبية أصيبت بها الفتاة  بعد تنمر زميلاتها على شكلها وقالوا لها «إزاى مستحملة شكلك» لتدخل الطالبة فى حالة نفسية سيئة لم تعد يتحملها قلبها ليتوقف فجأة معلنًا الرحيل عن هذه الحياة بكل ما بها من قسوة.



من جانبها، أوضحت دكتورة هبة السيد، أستاذ علم النفس، أوضحت أن التنمر معناه سوء استخدام الشخص المتنمر لسلطته أو علاقته مع الآخرين، عن طريق الإساءة إلى غيره فى السلوك أو الألفاظ، فالتنمر سلوك عدوانى ينتشر خاصة بين الأطفال فى المدارس ومن خلاله يفرض القوى سلطته على الضعيف، وهو يعد من المشاكل الاجتماعية التى يعانى منها المجتمع ويؤدى إلى الكثير من المخاطر النفسية، لافتة إلى أن هناك أنواعا للتنمر أولها التنمر اللفظى الذى من خلاله يسيء المتنمر لغيره بالألفاظ ويتعدى عليه بالعبارات المسيئة مما يتسبب فى الإيذاء النفسى الشديد لغيره، وثانيها التنمر الجسدى والبدنى من طفل قوى على طفل أضعف منه، وهناك تنمر على الجنس أو اللون أو الدين مما له عواقب خطيرة قد تؤدى إلى القتل وهذا النوع من التنمر يسمى التنمر العرقى.

وتعود أسباب التنمر كما أكدت د.هبة إلى وجود خلل سلوكى لدى الطفل المتنمر مما يتطلب تدخلا علاجيا وسلوكيا ونفسيا للحد من إيذاء الطفل المتنمر، مشيرة إلى أنه فى بعض الأحيان يكون سبب التنمر هو تعرض الطفل المتنمر للعنف الأسرى مما يجعله يلجأ للتنمر على من هو أضعف منه، إلى جانب غياب دور الأسرة وانشغال الآباء عن متابعة أبنائهم مما له تأثير على الطفل مما يدفعه للجوء للعنف، وكذلك وجود خلافات أسرية بين الأب والأم مما يؤثر بالسلب على الأبناء بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى غياب دور القدوة فى حياة الأبناء مما يجعل الطفل المتنمر لا يستطيع أن يفرق بين الصواب والخطأ، وفى بعض الأحيان قد يبحث المتنمر عن الظهور واستعراض القوة والبحث عن تقدير الآخرين فهو يريد أن يكون بارزًا فى المجتمع.

وعن كيفية حماية الأبناء من آثار التنمر، توضح أستاذ علم النفس أنه يجب على الأسرة إيقاف الاستهزاء بالطفل مهما كانت صفاته، وتوفير بيئة أسرية خالية من التنمر الأسرى وتعزيز ثقة الطفل فى نفسه والتعزيز من شخصيته وأهميته الذاتية، كما يجب التواصل الدائم بين الأبوين وأبنائهم وخلق لغة حوار بينهم لتوفير الراحة النفسية بين أفراد الأسرة الواحدة، وعلى الأبوين أيضًا المراقبة المستمرة للمحتوى الذى يشاهده الأبناء على مواقع التواصل الاجتماعى وحظر المحتوى المسىء والذى يحتوى على العنف والقيام بالإبلاغ عنه، مع ضرورة توفير الألعاب أو الرياضات التى تشغل وقت الأبناء وتحسين القدرات البدنية والنفسية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم والتأكيد على الهدف الأساسى من الرياضة وهو الدفاع عن النفس وليس الاعتداء على الآخرين.