الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جحيم «باخموت» سقوطها ضربة لأوكرانيا وانتصارًا دعائيًا للروس دون ميزة استراتيجية حقيقية

قالت المخابرات العسكرية البريطانية: إن القوات الأوكرانية التى تدافع عن مدينة باخموت تواجه ضغطا كبيرا متزايدا من القوات الروسية.. يأتى ذلك بالتزامن مع احتدام القتال داخل مدينة باخموت الواقعة شرقى أوكرانيا وحولها، بعد طى الحرب عامها الأول نهاية الشهر الماضى.



 

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية فى النشرة المخابراتية اليومية على «تويتر»، أن أوكرانيا تعزز دفاعاتها فى المنطقة وتدفع بوحدات من النخبة، بينما تقدمت قوات الجيش الروسى وتلك التابعة لمجموعة «فاغنر» فى الضواحى الشمالية لمدينة باخموت.

وأضافت أ ن جسرين رئيسيين فى باخموت دمرا خلال الساعات الست والثلاثين الأخيرة، مشيرة إلى أن طرق الإمداد التى تسيطر عليها أوكرانيا خارج المدينة محدودة.

وقصفت روسيا آخر طرق للإمدادات خارج باخموت بهدف حصار المدينة بالكامل ومساعدة موسكو فى تحقيق أول انتصار كبير لها فى الحرب منذ نصف العام.

وأعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية أن مدينة باخموت تتركز حالياً المعارك فى شرق أوكرانيا باتت «محاصرة عمليا» من قواته.

وتشهد المدينة المحاصرة بشكل شبه كامل، إطلاق نار كثيف من الجانبين، واندلاع حرائق ووقوع انفجارات قوية منذ أيام، فيما يصف عدد من المتطوعين ما يجرى بـ«الجحيم».

وخلال الأيام الأخيرة، ورغم زيادة التعزيزات الأوكرانية فى المنطقة، كافحت قوات كييف لصد التقدم الروسى إلى شمال وجنوب المدينة. 

لكن طرق الإمداد الأوكرانية تعرضت باستمرار لنيران كثيفة من المدفعية الروسية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.

وحول سقوط المدينة المتوقع، نقلت صحيفة الجارديان عن محللين أن هذا السقوط «سيكون بمثابة ضربة لأوكرانيا وانتصارًا دعائيًا للكرملين»، لكنهم قالوا: إن الاستيلاء على المدينة «لن يقدم ميزة استراتيجية حقيقية لروسيا».

ومن شأن النصر فى باخموت، التى بلغ تعدادها السكانى قبل الحرب نحو 70 ألف نسمة، أن يمنح روسيا أول تقدم كبير فى هجوم شتوى مكلف، بعد أن استدعت مئات الآلاف من قوات الاحتياط العام الماضي.

وفى غضون ذلك، قام وزير الدفاع الروسى سيرغى شويجو بزيارة نادرة إلى المناطق التى تقع تحت سيطرة الروس فى جنوب دونيتسك.

وتحاول القوات الروسية السيطرة على المدينة منذ حوالى ستة أشهر.

وحذّر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى قبل أيام من أن الوضع على الجبهة الشرقية أصبح «أكثر وأكثر صعوبة».

ويمثل النقص المستمر فى مخازن الذخيرة أحد المخاوف الرئيسية لأوكرانيا فى الحرب الشديدة، مع عدم ظهور أى إشارة من روسيا تدل على تباطؤ وتيرة الحرب.

وفى غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 400 مليون دولار لدعم كييف التى تعانى تراجعًا فى الذخيرة والمؤن لديها.

وقال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن: إن أحدث المساعدات المرسلة من بلاده إلى أوكرانيا تضمنت صواريخ مدفعية من طراز «هيمارس» و«هاويتزر».

كما سترسل الولايات المتحدة جسورا تكتيكية قبل هجوم روسى متوقع.

وتمكن هذه المعدات الآليات المصفحة من عبور الأنهار والخنادق، فى وقت أشار فيه عدد من المسئولين العسكريين الأوكرانيين وخبراء إلى أن العملية قد تنطلق فى الأسابيع المقبلة. وقال بلينكن: إن واشنطن سترسل أيضًا «ذخيرة لآليات برادلى القتالية للمشاة، وجسور لعبور المركبات المصفحة، وذخائر ومعدات للهدم، وغيرها من أعمال الصيانة والتدريب والدعم».

وأثبتت صواريخ المدفعية «هيمارس» فعاليتها الكبيرة خلال الهجوم المضاد الخاطف، الذى شنته أوكرانيا فى أواخر العام الماضى والذى استعاد منطقة خاركيف بأكملها تقريبًا إلى سيطرة كييف. وكان هذا التقدم - إلى جانب تحرير مدينة خيرسون الجنوبية - من أهم التغييرات على خط المواجهة، منذ انسحاب روسيا من المناطق المحيطة بكييف فى أبريل.

فيما تعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن والمستشار الألمانى أولاف شولتس بمواصلة جعل روسيا تدفع ثمن غزوها لأوكرانيا التى دخلت الآن عامها الثانى وذلك فى الوقت الذى قال فيه مسئول فى الاتحاد الأوروبى: إن أى أسلحة تقدمها الصين لروسيا ستؤدى إلى فرض عقوبات.

وركز نقاشهم على أهمية استمرار «التضامن العالمي» مع شعب أوكرانيا والجهود المستمرة لتوفير الأمن والمساعدة الإنسانية والاقتصادية والسياسية لأوكرانيا.

كما تم الإعلان عن مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار خلال هذا اللقاء، وكانت فرصة لتأكيد الدعم الغربى لكييف.

ونفت بكين أى نية لتسليح روسيا. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير للصحفيين قبل الاجتماع: «لم نر الصين تفعل أى شيء بعد فيما يتعلق بالأسلحة الفتاكة. «كل خطوة تتخذها الصين تجاه روسيا تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للصين مع أوروبا والدول الأخرى حول العالم».

وصرح مسئول كبير بالاتحاد الأوروبى فى إفادة منفصلة بأن تقديم الصين أسلحة لروسيا يعد «خطا أحمر بشكل مطلق» وأن الاتحاد الأوروبى سيرد بفرض عقوبات.

وعادة ما تتخذ ألمانيا موقفا أقل تشددا بكثير من موقف الولايات المتحدة بشأن الصين، أكبر شريك تجارى لها، ولكن شولتس وجه أيضا تحذيرا قويا إلى الصين من تزويد موسكو بأسلحة وناشد بكين الضغط على روسيا لسحب قواتها وهو ما رحب به المسئولون الأمريكيون.

وأشاد بايدن بقرار شولتس زيادة الإنفاق العسكرى الألمانى بشكل كبير وتنويع مصادر الطاقة بحيث لا يتم الاعتماد على روسيا.