الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«باخموت» تتحول لـ «جحيم» يحرق الجميع

 في إطار المعارك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، تسعى القوات الروسية إلى بسط نفوذها وسيطرتها الكاملة على مدينة باخموت الأوكرانية، في ظل استمرار القوات الأوكرانية بالدفاع عن المدينة ومقاومة الهجوم الروسي بفضل الدعم العسكري الغربي.



وذكرت تقارير أن القوات الروسية دمرت جسر الإمداد وخطة العودة الوحيدة المتبقية للقوات الأوكرانية.

وأوضح رئيس مجموعة فاغنر يفجيني بريجوجين، أنه يجب النضال من أجل روسيا هنا والآن، وإلا فإن أوكرانيا بمساعدة حلف «الناتو»، ستخترق الخطوط الحمراء مجددًا، ولن تنتهي العملية العسكرية قريبًا.

معارك شرسة

قالت كييف إن الجيش الروسي يتكبد خسائر كبيرة في المعركة الدائرة ببلدة باخموت في شرق أوكرانيا، وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لصحيفة بيلد إم زونتاج الألمانية: «خسائر الروس تصل إلى 500 قتيل وجريح يوميًا».

ووفقًا  للوزير، فإن باخموت تعد «موقعًا رمزيًا بالنسبة للروس» لذلك يبذلون مثل هذا الجهد للسيطرة عليها، وأضاف أنه «مع ذلك فإن سيطرة روسيا عليها لن تعني شيئًا بالنسبة لمسار القتال في المستقبل في إقليم دونباس».

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في منشور على «فيس بوك»، إن القوات الروسية لا تزال تحاول محاصرة باخموت دون جدوى، مضيفة أن المدافعين عن المدينة صدوا العديد من الهجمات داخل المدينة وفي محيطها.

فيما قال رئيس مجموعة فاغنر في مقطع فيديو مصور في الضواحي الشمالية لباخموت، نشره عبر قنواته على مواقع التواصل الاجتماعي: «أناشد رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، عزيزي فولوديمير أليكساندروفيتش، حاصرت وحدات فاغنر تقريبًا باخموت، ولم يتبق سوى طريق واحد»، وأضاف «هم (الجنود الأوكرانيون) يقاتلون، لكن حياتهم قرب باخموت قصيرة، ربما تستمر ليوم أو اثنين، أعطهم فرصة لمغادرة المدينة، لأن المدينة في الواقع محاصرة».

وأوضح بريجوجين أن «العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا قد تنتهي حتى غدٍ، من الممكن سحب كل تلك الخطوط التي توجد عليها قواتنا الآن. ومن المستحسن رسمها بخط عريض، وترسيمها كحدود روسية ووضع قوات حرس الحدود الروسية عليها»، مضيفًا أنه «واثق من أن السلطات الأوكرانية ستقرر قريبًا، بمساعدة حلف الناتو، اختراق الخطوط الحمراء مجددًا»، مشيرًا إلى أنه إذا انتهت العملية العسكرية الخاصة قريبًا، فإن الصراع الجديد قد يكون أكثر مأساوية ودموية.

تحولت إلى جحيم 

ومن جهته، قال نائب قائد في الحرس الوطني لأوكرانيا لفولوديمير نازارينكو، أمس الأول السبت، لشبكة “سي إن إن”، إن الجبهة الأمامية في باخموت استقرت خلال الأيام القليلة الماضية من قبل القوات الأوكرانية، على الرغم من الهجمات الشديدة والمستمرة للقوات الروسية.

ووفقًا للنائب التابع لكتيبة سفوبودا، لم تعبر القوات الروسية نهر باخموتكا، ولا يزال وسط المدينة تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وأضاف “كل ساعة في باخموت مثل الجحيم. حقق العدو نجاحات في الشمال، شمالي غرب باخموت قبل أسبوع. الجنود الأوكرانيون يقاتلون، وعلى مدار الأيام القليلة الماضية استقر خط المواجهة بفضل عملنا الجاد وجهودنا”، وأضاف “بالقرب من قرية إيفانيفسك، جنوبي غرب باخموت، طريق كوستيانتينيفكا - باخموت يخضع لسيطرة القوات الأوكرانية. إنهم يفعلون ذلك بجهود هائلة”.

وقال تقرير للاستخبارات البريطانية أن روسيا خفضت وتيرة نيران المدفعية في عملياتها بأوكرانيا لنقص الذخيرة، فيما كثفت عملياتها بمجموعات المشاة بدعم مدفعي أقل منذ نهاية فبراير الماضي، كما أشارت إلى لجوء القوات الروسية إلى “القصف الفوضوي” ومحاولتها قصف خطوط الإمداد، إلا أن نازارينكو أشار إلى أن قوات موسكو لا تزال لديها ذخيرة أكثر من الأوكرانيين.

وبدوره، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية سيرهي شيريفاتي للشبكة إن “روسيا لم تتول السيطرة على مدينة باخموت الشرقية”، مضيفًا “القتال في باخموت أكثر على الضواحي، مع المدينة التي تسيطر عليها قوات الدفاع الأوكرانية، القوات المسلحة في أوكرانيا، حارس الحدود والحرس الوطني”، وأشار “لا يوجد أيضًا انسحاب جماعي للقوات الأوكرانية”.

مقاتلات من لاتفيا

وفي سياق منفصل، أعرب رئيس وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينس عن تأييده لتزويد أوكرانيا بمقاتلات، وقال في حوار مع النسخة الإلكترونية من مجلة دير شبيجل الألمانية الإخبارية: «لا أعلم لماذا لا ينبغي للغرب إرسال مقاتلات. إذا احتاج الأوكرانيون لمقاتلات، فيجب أن يحصلوا عليها».