الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هـــن الحكاية

المرأة المصرية.. أيقونة نجاح وقصة كفاح

هن تاريخ الغد .. هن نقوش النور فى جدران الحياة.. هن الحكاية وأصلها.. صممن على ترك بصمة نجاح لتكون دليلًا للعابرين من بعدهن ورمزًا للتاريخ.. تم اختيارهن خلال فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى «هن الحكاية» التى أطلقتها مبادرة «صحيح الرسالة التربوية والتعليمية» برئاسة سارة هاشم، ملكة المسئولية المجتمعية وصانعة محتوى تحفيزي، ليروين قصصهن بكل فخر وعزة وشموخ، منهن من قهرت الشيخوخة بممارسة السباحة وحصد البطولات بعد سن الـ70، ومنهن من هزمت السرطان مرتين لتحصل على الماجيستير فى سن الـ80 لتثبت أن العمر مجرد رقم، ومنهن من وجدت فى الوقوف على المسرح تحريرًا لها من إعاقتها الحركية، ومنهن من أسست منصة لتأهيل السيدات لسوق العمل، وأخيرًا منهن من اتجهت للعمل فى مهنة كانت يومًا حكرًا على الرجال فقط.. «روزاليوسف» التقت بهن جميعًا للتعرف على قصصهن.



 

 

 

آمال متولى

حاربت السرطان وحصلت على الماجيستير فى سن الـ 80

 

ثبتت السيدة آمال متولى التى تبلغ من العمر 80 عامًا أن المثل الشعبى القائل «بعد ما شاب ودوه الكُتاب» مثل خاطئ ويحتاج إلى حذفه من قاموس الأمثال الشعبية المصرية، حيث تمكنت السيدة الثمانينية التى تقطن بمدينة المنصورة، من الحصول على الماجيستير بعد الموافقة على الرسالة المقدمة منها، بكلية الآداب بجامعة المنصورة، بعد مناقشتها من اللجنة العلمية الخاصة بذلك، بعد رحلة استغرقت لمدة 3 سنوات بها الكثير من الصعوبات.

رحلة الحاجة آمال إسماعيل متولى، مليئة بالصعاب منذ أن كانت طفلة تريد استكمال تعليمها غير أنّ والدها كان له رأى آخر قبل عقود طويلة بجلوسها فى المنزل وانتظار الزواج، بجانب الأزمات الصحية المتلاحقة التى ضربتها كإصابتها بمرض السرطان، وكسر الحوض والانسداد فى الأمعاء.

وقالت الحاجة آمال: «أى أزمة مررت بها كنت أقول لها سأهزمك، ولن تنتصرى عليّ، سأستكمل رحلتى المؤجلة، وعالمى نحو القراءة، وسأتقدم وسأحصل على الدرجات العلمية التى غابت عنّى لعقود طويلة».

وتحكى السيدة المصرية الحاصلة على درجة الماجيستير وهى فى الثمانين من عمرها كواليس رسالتها: «كنت متوترة بعض الشىء لأننى كنت أتصوّر فى البداية أن المناقشة ستكون شفهية، ولكن عندما علمت بأننى سأنظر فى الكتاب قلّت رهبتى».

وبدأت آمال مع حفيدتها والمشرفة على رسالتها فى اختيار موضوع الرسالة وكانت بعنوان «أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة»، واستطاعت أن تناقش رسالتها مع 20 سيدة فى قرى مختلفة فى الدقهلية من أجل الوصول إلى رسالة علمية يستفيد منها الجميع.

وأشارت السيدة إلى أنها حصلت على الشهادة الإعدادية فى سن الـ38 من عمرها، وقد منعتها إصابتها بمرض السرطان من المواصلة، ثم استطاعت هزيمة المرض وعند بلوغها عمر الـ68 عامًا قررت مواصلة تعليمها الثانوى، وبعد ثلاث سنوات من التفوق والتميز، تخرجت والتحقت بقسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة.

الكثيرون تعجبوا من إرادة وإصرار الحاجة آمال على تكملة مشوارها العلمى، لكنها أكدت أنه كان يوجد من يحفزها ويوجد أيضًا من كان يحاول إحباطها، «ولكن أبنائى وأحفادى كانوا الداعم لى وأشكرهم على دعمهم».

وقالت: إنه بعد حصولها على درجة الماجيستير بدرجة ممتاز ستبدأ فى التحضير من أجل الحصول على الدكتوراة، ووجهت نصيحة للشباب: «مفيش حاجة أسمها مستحيل صدق حلمك وأسعى وربنا هيحققه».

 

 

 

إيناس المغربى

مأذونة فى مهمة رسمية بالمنوفية

 

لقرون طويلة ظلت المرأة بعيدة عن كثير من المهام التى احتكرها الرجال، لكنها تغيرت أخيرًا ووصلت إلى محطة المأذون، بعد أن تمكنت المرأة المصرية من أن تقضى على مقولة «للرجال فقط»، وخير دليل على ذلك إيناس المغربى، التى تعد أول مأذونة شرعية بالمنوفية.

إيناس فتاة قروية تسكن قرية الماى بمحافظة المنوفية تعمل مأذونًا شرعيًا بالقرية حاصلة على ليسانس الحقوق فى جامعة المنوفية ونالت درجة الماجستير وامتهنت مهنة المحاماة لفترة من الزمن، وتقوم بتزويج الشباب، كما تقوم أيضًا بمهمة الطلاق للأزواج الذين وصلت بهم الحياة إلى مفترق الطرق.

 الصدفة وحدها لعبت دورًا كبيرًا فى عمل إيناس كمأذونة، إذ عملت فى مقتبل حياتها بمهنة المحاماة بعد التخرج من حقوق جامعة المنوفية وأثناء تواجدها بمحكمة شبين الكوم لاحظت إعلانًا بطلب مأذون شرعى بقرية الماى معلقًا بالمحكمة فتقدمت على الفور.

خاضت مأذونة المنوفية منافسة شرسة مع 14 آخرين من الذكور وفتاة أخرى إلا أنها حصلت على تلك الوظيفة وساعدها حصولها على درجة الماجستير ما زكاها عن المتقدمين بالإعلان، كما قام 20 رجلًا من أبناء قريتها بتزكيتها كأحد شروط قبولها كمأذونة.

تقول: «والدى رحمه الله هو أكثر من شجعنى على هذا وجمع لى عددًا من رجال البلد لترشيحى للعمل كمأذون شرعى للقرية، والأمر كان صعبًا لى ليس للعمل ولكن كيف أجعل الناس بقريتى يتقبلون فكرة أن يكون لهم مأذون شرعى فتاة، خاصة إننى كنت أول مأذون شرعى بنت بدائرة محكمتى محكمة شبين الكوم الكلية والحمد لله نجحت فى جعل أهل قريتى يتقبلون الموضوع».

صدر قرار عمل إيناس كمأذونة رسميًا فى 30 أكتوبر 2016 واستلمت عملها فى أول نوفمبر من العام نفسه،  أكدت أن زوجها يدعمها دائمًا وفخور بعملها،  وأكثر ما يسعدها عندما تحضر عقد قران ويقال لها «احنا بنتشرف بيكى فى البلد يا أستاذة» خاصة السيدات.

 

 

 

نجوى غراب

قهرت الشيخوخة بالسباحة 

 

الحياة تبدأ بعد السبعين والنجاح لا يرتبط بسن معينة، بقدر ما يرتبط بالإرادة والتحدي، هذا ما أثبتته السبّاحة المصرية نجوى غراب التى تبلغ من العمر 79 عاما ولا تزال قادرة على العطاء وتمثيل مصر أمام العالم وحصد البطولات العالمية فى سباحة الرواد.

تقول نجوى: «أعشق السباحة وأمارسها منذ أن كنت فى الرابعة من عمرى، وكنت أواظب على التمرين بشكل مستمر، حيث كان يشجعنى على ذلك والدى اللواء يوسف غراب الذى كان رياضيًا هو الآخر فكان بطل مصر فى الفروسية، فأذهب للتمرين رغم بعد المسافة وقلة المواصلات، وقد اشتركت فى بطولات عدّة وحصدت ميداليات كثيرة حتى وصلت لسن الثامنة عشرة، وقتها لم أتمكن من المشاركة فى البطولات الدولية، لأنه لم يكن يسمح للفتيات بالمشاركة ببطولات دولية فى السباحة لكننى لم أتخل عن حلمى يومًا، ولم أتوقف عن التدريب على ممارسة السباحة ساعتين بشكل يومى حفاظًا على لياقتى».

عندما أتممت نجوى عامها العشرين، تعلّمت السباحة التوقيعية، ولكن لم يكن لسباحة الرواد وجود بمصر فى ذلك الوقت، فتوقفت عنها وقرّرت أن تستكمل تعليمها الجامعى ودرست الرسم بمدرسة «ليوناردو دافنشي»، بعدها التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية، وبعد تخرجها التحقت بالعمل كمدرّسة، حتى بلغت سن التقاعد عام 2009 بعدها قررت العودة للسباحة عشقها الأول لا سيما أن بطولة الأساتذة دخلت مصر عام 2005.

التحقت نجوى فى 2010 بفريق سباحة الرواد التابع لنادى هليوبوليس وكانت الأكبر سنًا به، حيث شاركت فى عديد من البطولات الدولية بكثير من دول العالم وحصدت العديد من الميداليات، لتثبت أن المرأة المصرية قادرة على المنافسة فى البطولات العالمية حتى فى سن كبيرة.

تؤكّد: «السن مجرد رقم وتحقيق الأحلام ليست له سن معينة، وممارسة الرياضة لا ترتبط بسن ما دامت هناك مواظبة على التمرين، ولذلك أنصح شباب هذه الأيام بممارسة الرياضة حتى لو كان جريًا أو مشيًا لمدة نصف ساعة يوميًا.

 

 

 

سها البقلاوى

أسست «بيزنيسيتا» لتمكين المرأة لسوق العمل

 

تعد الدكتورة سها البقلاوي، مؤسسة مبادرة «بيزنيسيتا» لتمكين المرأة لسوق العمل، أحد النماذج المصرية الناجحة، التى خرجت عن المألوف وعبرت طريقها للنجاح والتميز، لتحصد الجوائز العالمية وتكتب اسمها بحروف من ذهب.

قالت الدكتورة سها البقلاوي، أول مصرية تفوز بجائزة عالم الاختلاف، وهى تقدم إلى أصحاب مبادرات المشاريع المميزة لتمكين المرأة بشكل عام: إن مبادرتها لتمكين المرأة بسوق العمل فى مصر بدأت فى يناير 2018م، وتمكنت فى أقل من عام من حصد جائزتين محليتين، ثم مع توسع وظهور النتائج الفعالة للمبادرة، حققت جائزة أخرى عالمية باسم «عالم الاختلاف».

وأشارت إلى أنها قضت 3 شهور لدراسة احتياجات المرأة فى سوق العمل ودراسة المشكلات التى تقف فى طريقها، مؤكدة أن مبادرتها تعمل على أربعة محاور رئيسية، الأول تطوير المرأة وتدريبها، والثانى إقامة مسابقة لطرح أفكار مشاريع، والثالث الاستشارات التى تقدمها المبادرة للمشروعات، والرابع يرتكز على تمكين المرأة من العمل الحر.

“بيزنيسيتا”، تركز على تمكين المرأة من سن 18 إلى 65 عامًا، وتقدم كل الخدمات فى سوق العمل ماعدا تمويل المشروعات، حيث يتم البحث عن جهة للمساعدة،.. تحلم سها بمساعدة السيدات بأن يرتقين فى عملهن ويصلن لمناصب عليا فبحسب, الإحصاءات فإن ٣,٤٪ من السيدات يتولين مناصب قيادية و٢٣,٩٪ منهن يعملن فى الزراعة، إذ تقول: «أتمنى أن تكون لكل سيدة مشروعها والكيان الخاص بها وأن تكون مستقلة بذاتها وتستطيع أن تضيف وتساعد المجتمع أن ينهض».

 

 

 

أميرة حربى

تحدت إعاقتها بالرسم والتمثيل

 

موهبة كامنة وطاقات حبيسة فى فن التمثيل خرجت إلى النور أخيراً بعد سنوات من المعاناة، لتعلن أميرة حربى ابنة محافظة المنيا إحدى محافظات الصعيد بجنوب مصر، التغلب على إعاقة أقعدتها على كرسى متحرك منذ ولادتها، والمشاركة فى أعمال فنية ملهمة.

كشفت الفتاة العشرينية التى تدرس بالفرقة الأولى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن معاناتها بدأت منذ ولادتها بعد أن علم والداها بوجود مشكلات متعلقة بالحبل الشوكى لدى رضيعتهما تحتاج إلى جراحة عاجلة، تبعتها جراحات كثيرة ومشكلات متعلقة بالكلى تسببت فى غسيل الكلى وعدم قدرتها على المشى دون وجود إعاقة فى الأرجل.

بدأت تتفاقم إصابة أميرة فى سن الـ11 من عمرها، أقعدت على كرسى متحرك، وأصييبت بعد ذلك بحالة من الإحباط، أعقبها رحلة تحد وإصرار، وقررت ألا تستسلم للأمروشجعها على ذلك والديها وإخوتها الثلاثة، الذين حاوطووها برعايتهم واهتمامهم.

وبخلاف الرسم، كانت أميرة تعشق التمثيل منذ الصغر وتمارسه فى البيت ومع أصدقائها، وعبر منصات مواقع التواصل الاجتماعى حتى استوقفها إعلان منشور يدعو أصحاب الهمم للمشاركة فى مسلسل «القضية 404» الذى عرض فى شهر رمضان الماضي، فتقدمت إلى الاختبارات وقُبلت».

وقالت أن المسلسل لديه أكثر من رسالة أبرزها دمج أصحاب الهمم فى المجتمع بشكل كبير، فضلاً عن تنبيه المجتمع إلى عدد كبير من المشكلات التى تواجهه وإيجاد حلول لها. بعدها قدمت أميرة مسرحية بعنوان «القلم الناطق» مع المخرج محمد الأنصارى وشاهدتها نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فرشحتها للفنان أشرف عبد الباقى للمشاركة فى مسرحية «كنز الدنيا» وهذا ما حدث بالفعل، وأوضحت أنها تعشق مسرح مصر منذ أن كانت طفلة، وكانت دائمًا تتخيل أنها تقف معهم على المسرح وصدقت ذلك الحلم. وتشارك أميرة فى رمضان القادم بمسلسل «وصية جدو» مع المخرج محمد الأنصارى وكذلك برنامج «بنات حواء» وهو أول برنامج فى العالم يقدمه ثلاثة من ذوى الهمم.