الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بوتين على طاولة واحدة مع قادة الغرب

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد يكون على طاولة واحدة، مع قادة الغرب، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب فى أوكرانيا.



قال أشخاص مطلعون على جدول أعمال الرئيس الروسي، إنه من المتوقع أن يحضر فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين فى سبتمبر فى الهند، بعد الامتناع عن الحضور فى الاجتماعين السنويين الماضيين.

وأفادت بلومبرج نقلا عن أشخاص على دراية بجدول أعمال بوتين، أن الكرملين يقوم بتوضيح جدول بوتين فى نفس الوقت تقريبا، حتى يتمكن من السفر لحضور القمة فى نيودلهى.

فى الوقت الحالى، يخطط الكرملين له للمشاركة فى القمة على الرغم من عدم اتخاذ قرار نهائى، كما قال المصدر، الذى تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الخطط التى لم يتم الإعلان عنها بعد.

وحوّل المسؤولون الروس هذا الأسبوع مواعيد انعقاد المنتدى الاقتصادى السنوى فى فلاديفوستوك، الذى كان قد تم تحديده عشية قمة العشرين فى 9 و10 سبتمبر، إلى أسبوع بعد ذلك، لمنح بوتين مزيدا من المرونة لحضور القمة العالمية.

ودعت الهند بوتين رسميا لحضور قمة مجموعة العشرين ووافق الكرملين على ذلك. لكن العام الماضي، وسط ضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها بشأن الحرب، تخلى بوتين عن خططه لحضور الاجتماع فى إندونيسيا وأرسل وزير الخارجية سيرجى لافروف مكانه.

كما تخطى اجتماع مجموعة العشرين فى روما قبل عام عندما كان يخطط لحرب أوكرانيا.

لكن منذ نوفمبر، وجد الكرملين نفسه أقل عزلة فى المجموعة. فى اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين فى نيودلهى فى أوائل مارس، حيث رفضت روسيا والصين الصياغة الخاصة بالحرب التى تم الاتفاق عليها فى قمة القادة فى إندونيسيا قبل أقل من 6 أشهر.

مئات القتلى من الطرفين

على الجانب الميدانى، أعلنت أوكرانيا وروسيا، مقتل المئات من قوات الجانب الآخر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فى القتال من أجل السيطرة على مدينة باخموت، فى حين تتصدى كييف لهجمات متواصلة دون هوادة، وبات نهر صغير يمر وسط المدينة يمثل خط المواجهة الجديد.

وقال سيرهى شيريفاتى، المتحدث باسم القوات الأوكرانية فى شرق البلاد، إن 221 من القوات الموالية لموسكو قتلوا وأصيب أكثر من 300 فى باخموت. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ما يصل إلى 210 جنود أوكرانيين قتلوا فى الجزء الذى يمثل خط المواجهة الأوسع نطاقًا فى دونيتسك.

ولم تحدد موسكو حجم الخسائر فى باخموت، لكن المدينة الواقعة فى شرق دونيتسك والتى باتت شبه مهجورة أصبحت موقعًا لواحدة من أكثر المعارك دموية وأطولها فى الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

ويعترف كل جانب بتعرضه لمعاناة وخسائر كبيرة فى باخموت، فى حين يصعب التحقق من العدد الدقيق للقتلى من مصادر مستقلة. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية يوم السبت، إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة سيطرت على معظم الجزء الشرقى من باخموت، وهو تقدم أعلن عنه مؤسس المجموعة يفجينى بريجوجن يوم الأربعاء.

تحول خط المواجهة

وقالت وزارة الدفاع البريطانية فى تقريرها المخابراتى اليومي: «فى وسط المدينة، يمثل نهر باخموتكا الآن خط المواجهة».

وتصر أوكرانيا على أن قواتها لا تزال متحصنة فى باخموت وتقاوم القوات الروسية. وقال القائد المسؤول عن الدفاع عن باخموت إن حمايتها هى الأساس لبدء هجوم مضاد تشنه أوكرانيا.

وتقول موسكو إن السيطرة على باخموت ستحدث فجوة فى الدفاعات الأوكرانية وستكون خطوة نحو الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بأكملها والتى تمثل هدفًا رئيسيًا.

ولقى عشرات الآلاف حتفهم، كما شرد الملايين ودمرت العديد من المدن والبلدات الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسى الشامل لأوكرانيا فى فبراير من العام الماضى.

وقال وزير الداخلية الأوكرانى إيهور كليمينكو، إن روسيا نفذت أكثر من 40500 ضربة على الأراضى الأوكرانية منذ غزوها للبلاد فى فبراير2022.

وأضاف كليمينكو، فى مقابلة مع التلفزيون الوطنى الأوكرانى، إن الصواريخ والمدفعية الروسية دمرت أكثر من 152 ألف مبنى سكنى منذ بدء الغزو، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وكشف الوزير كليمينكو أنه تم تدمير 400 ألف من مرافق البنية التحتية العامة فى الهجمات.

حرب طويلة

وقال رئيس مجموعة فاغنر الروسية إن مجموعة المرتزقة الروسية تحتاج إلى 10 آلاف طن من الذخيرة شهريًا من أجل الانتصار فى معركة مدينة باخموت فى شرقى أوكرانيا.

وطالب بريجوزين خلال مقطع فيديو تم نشره أمس الأول بتسليم قذائف مدفعية وذخيرة، ويظهر مقطع الفيديو رئيس مجموعة فاغنر، وهو يعتلى سطح منزل فى المدينة التى دمرت بشكل كبير، على بعد حوالى 1.2 كيلومتر من المركز الإدارى الذى تسيطر عليه القوات الأوكرانية، وهو يقول: «سوف ننتصر».

وأظهر الفيديو العديد من المنازل والشوارع المدمرة، وهى لقطات نادرة نسبيًا من المدينة التى كان يقطن بها نحو 70 ألف شخص.

وقال رئيس فاغنر: «ينبغى تسليم الكميات المطلوبة من الذخيرة دون إبداء تحفظات». وأضاف أن «المليارديرات الروس مستعدون أيضًا لتغطية تلك النفقات»، وقدر التكاليف الشهرية بنحو نصف مليار دولار.

ويريد الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى أيضًا السيطرة على مدينة باخموت ذات الأهمية الاستراتيجية بأى ثمن. مطالب بالمساعدة

واستنكر عدد من أفراد قوات الاحتياط الروسية، فى مناشدة مصورة، من منطقة الحرب شرقى أوكرانيا التجاوزات فى السلاح ودعوا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للمساعدة.

وقال متحدث متنكر فى رسالة مصورة تم تسجيلها السبت، وتم تداولها عبر تطبيق تليجرام للرسائل إن بوتين، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة يجب أن يهتم بأداء القادة لمهامهم.

وظهر فى المقطع المصور إجمالى 12 رجلًا مجهولًا لا يرتدون الزى العسكري، وشكا المتحدث باسم المجموعة من نقص المعدات وقيادة القادة.

وقال الرجل: «نعلم أننا لسنا الوحيدين الذين لديهم مثل هذا الطلب فى منطقة دونيتسك»، وطالب بأن يعتنى بوتين بالوضع على الأرض لا على الورق، ولم يزر بوتين القوات فى منطقة القتال حتى الآن، على النقيض من الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الذى زار الجبهة أكثر من مرة.

طائرات مقاتلة

سياسيًا، حث وزير خارجية أوكرانيا دميترى كوليبا ألمانيا على الإسراع بتقديم إمدادات الذخيرة والبدء فى تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة غربية.

وقال كوليبا لصحيفة بيلد إم زونتاج الألمانية إن نقص الذخيرة يعد المشكلة «الأولى» التى تواجه أوكرانيا لصد الغزو الروسي.

وأضاف أن الشركات الألمانية المصنعة للأسلحة أبلغته خلال مؤتمر ميونيخ الأمنى الشهر الماضى أنها جاهزة لعملية التسليم، لكنها تنتظر توقيع الحكومة على العقود.

ونقل عن كوليبا قوله: «لذا فإن المشكلة تكمن فى الحكومة».

وأوضح أنه لا يتوقع أن تتسلم أوكرانيا فى أى وقت قريب الطائرات المقاتلة التى تطلبها من الحلفاء الغربيين.

لكنه قال، وفقًا لما ذكرته الصحيفة، إنه يجب تدريب الطيارين الأوكرانيين على أى حال حتى يكونوا مستعدين بمجرد اتخاذ ذلك القرار. وأضاف أنه إذا قامت ألمانيا بتدريب الطيارين الأوكرانيين فسيكون ذلك «رسالة واضحة لمشاركتها السياسية».

من ناحية أخرى، أكد كوليبا أن أوكرانيا ستواصل الدفاع عن بلدة باخموت الشرقية التى تهاجمها القوات الروسية منذ ستة أشهر.

كما بحث القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليرى زالوجني، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي، الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا.

وقال زالوجني، عبر حسابه فى تطبيق تليغرام: «أجريت مكالمة هاتفية مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي، وناقشنا عددًا من الموضوعات المهمة بالنسبة لنا، وركزت على قضية الاحتياجات الدفاعية لأوكرانيا»، وفقًا لوكالة أنباء «أوكرين فورم» الرسمية الأوكرانية.

وأضاف قائد الجيش الأوكرانى «ناقشنا أيضًا توريد الذخيرة والمعدات، والحاجة إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية.

كما أطلع زالوجني، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، على الوضع فى ميدان القتال، واتفق الطرفان على مواصلة الحوار والعمل المشترك.

وقال: «ممتن للرئيس الأمريكى جو بايدن، والجنرال مارك ميلى شخصيًا، وجميع الشعب الأمريكى لدعمهم أوكرانيا».