السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دراسة: ذيل الزرافة هدية ثمينة للملوك ومحاولات استئناسها باءت بالفشل

توصلت الباحثة برديس سمير سيد عضو إدارة التسجيل والتوثيق الأثرى فى المتحف المصرى الكبير لعدد من النتائج المهمة عن الزرافة عبر التاريخ، وذلك من خلال دراسة قامت بها ضمن الرسالة التى أعدتها وحصلت بها على ماجستير بتقدير ممتاز من كلية الآثار بجامعة القاهرة، وعنوان الدراسة»الزرافة فى مصر القديمة».



ومن خلال هذه الدراسة توصلت الباحثة إلى أن الزرافة فى البدايات الأولى من تاريخ مصر القديمة كانت حيوانًا أصيلًا متواجدًا فى البيئة المصرية، وبصورة كبيرة جدًا وذلك نظرًا للظروف المناخية التى تشبه بيئة السافانا مع مصادر دائمة للمياه، والتى سمحت لهذا الحيوان بالتعايش بشكل طبيعي.

لكن مع دخول مصر فترات بداية الأسرات وما بعدها، كانت هناك تغيرات مناخية وبيئية وتوقفت الأمطار وقلت الغابات والأشجار وهى الغذاء الرئيسي، مما أدى إلى نزوح الزرافة إلى مناطق الجنوب، حيث كانت لا تزال الظروف المناخية بها ملائمة لكى تتمكن الزرافة من العيش والاستمرار فى الحياة.

وكشفت دراسة طبيعة وبيئة حيوان الزرافة سبب الرمزية المزدوجة له فى الفكر المصرى القديم، فالذكر يُمثل القوة والشر، أما الإناث فقد ارتبطت بطقوس ورموز تُمثل الخصوبة والأمومة، وهناك نصوص دينية تُشير إلى أهمية الزرافة فى مساعدة المتوفى فى العبور إلى العالم الآخر وانضمامه إلى حقول أوزير أو حقول الإيارو.

وكشفت دراسة الباحثة أن الزرافة كانت إحدى الحيوانات المفضلة لدى الفنان المصرى القديم التى استخدمها فى زخرفة بعض أدوات حياته اليومية، وكذلك على جدران المقابر والمعابد، وكيف كانت الزرافة دومًا مرتبطة بسياق ملكى، وتبادل دبلوماسى.

لذا ترى الباحثة أن مشاهد الزرافة وآثارها تُعد بوصلة ومؤشر لمعرفة مركز القوى والسلطة، ففى الدولة القديمة، كانت معظم آثارها قد تمركزت حول العاصمة منف الجيزة حاليًا، وخلال عصر الدولة الوسطى تمركزت معظم مشاهدها حول آثار الملك سنوسرت الأول ورجال عصره.

مما يُشير إلى قوة عصر هذا الملك وتوسع الإمبراطورية المصرية خلال عهده، أما خلال عصر الدولة الحديثة، فقد تمركزت معظم مشاهد الزراف فى العاصمة طيبة أو الأقصر حاليًا، ولأن الدولة الحديثة كانت أزهى فترات مصر القديمة، فقد ظهرت مشاهد الزراف فيها بقوة مقارنًة بفترات الدولة القديمة والوسطى.

كما ألقت الدراسة الضوء على أهمية ذيل الزرافة، واعتباره كإحدى الهدايا الثمينة المُهداة للملوك أو كونه أحد الممتلكات الخاصة بالمؤسسات الملكية، وكان هذا جليًّا من خلال النصوص التى ورد ذكرها، بالإضافة إلى مشاهد قدوم شعوب الجنوب وهو يجلبون ذيول الزرافة.