الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لهن أجر الجهاد والحج

مشقة الصوم تضاعف ثواب ربّات البيوت فى رمضان

رغم أن الأعمال المنزلية قد تكون اعتيادية فى حياة المرأة المصرية إلا أنه يمكن أن يكون لها أجر وثواب خاص فى رمضان، لما يصاحبها من مشقة وعناء وتحمل فى سبيل تفطير الصائمين من أفراد الأسرة.



لا تمنعها مشقة الصوم من مباشرة أعمالها المنزلية وتحضير وجبة الإفطار يوميًا لسائر الأسرة، فبينما يرتاح الزوج بعد العودة من عمله، وينام الأبناء بعد الانتهاء من يوم دراسى أو غيره من الأنشطة، تمارس المرأة أدوارًا بطولية خاصة وإن كانت سيدة عاملة توازن بين حياتها المهنية والأسرية.

تحدث الداعية الإسلامى الشيخ رمضان عبدالرازق معنا عن فضل خدمة المرأة لبيتها خاصة فى رمضان، ساردًا إحدى المواقف التى حدثت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والتى كانت بمثابة تكريم للمرأة يرتقى إلى أجر الجهاد فى سبيل الله مع الرسول –عليه الصلاة والسلام- بل وأجر الصلاة جماعة معه –صلى الله عليه وسلم.

وحكى عبدالرازق موقفًا يبرهن عظمة الإسلام فى احترامه وتقدير لجهد المرأة فى بيتها، حيث جاءت أسماء بنت اليزيد إلى النبى وهو بين أصحابه فقالت: بأبى وأمى أنت يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد فى سبيل الله، وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم، أفما نشارككم فى هذا الأجر والخير؟

فالتفت النبي- صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: «هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها فى أمر دينها من هذه؟» فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدى إلى مثل هذا، فالتفت النبى إليها فقال: «افهمى أيتها المرأة وأعلمى من خلفك من النساء أن حسن تبعّل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله». فانصرفت المرأة وهى تهلل.

وشرح الداعية الإسلامى مغزى ذلك الموقف بقوله: «الإسلام ساوى بين الجنسين، وربنا كرّم المرأة وجبر خاطرها لأنها ليست أقل من الرجل فى شىء، بل إن ثواب ما تفعله عند الله كثواب الحج والجهاد فى سبيله».

قد تكون المرأة جندية مجهولة فى رمضان داخل الأسر لكنها ليست كذلك عند الله، حيث قالت الدكتورة عائشة عمرو عبد اللطيف عضو مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية قسم الفتاوى النسائية، إنه من المعلوم أن معظم السيدات يقضين معظم النهار فى أعمال المنزل وهذه عادة ويمكن أن يحولنها إلى عبادة بالنية فيمكن أن تأخذ الأجر والثواب على كل هذه الأعمال.

ومن جانبه أكد الشيخ أحمد علوان، أحد علماء الأزهر الشريف، أن إعداد المرأة الطعام لأهل بيتها يدخل فى أجر إفطار الصائمين، قائلا: «لو الزوجة لديها زوج وطفلين فهى تحصل على أجر صيام 3 أيام مع صيامها».

واستشهد «علوان» بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- والذى يقول: «من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجرِه غيرَ أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا».

وناشد العالم الأزهرى الأزواج أن يحافظوا على عادة دعوة الأقارب والأصدقاء على الإفطار لاغتنام فرصة تفطير صائم فى رمضان.

وتابع: « ثواب تفطير الصائم: لا ينحصر فيمن أطعم الطعام، وفطر الصائمين من ماله؛ بل إذا أنفق الرجل على ذلك من ماله، وكانت المرأة هى من طبخت الطعام، وأعدته للصائمين فإن للرجل أجر ما أنفق من ماله، وسعى على تفطير الصائم، ويرجى للمرأة من أجر ذلك، أيضا بما عملت، وتعبت، وأطعمت من صنع يدها.