الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

محمود على البنا

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



الشيخ محمود على البنا واحد من أشهر قراء القرآن الكريم فى العالم الإسلامي، ولد فى قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية شمال مصر يوم 17 ديسمبر 1926، وحفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية على يد الشيخ موسى المنطاش، وأتم حفظه فى الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكى. وصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة فى ذلك المجال درويش الحريرى، اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التى تقيمها الجمعية، وفى عام 1948م استمع إليه على ماهر باشا، والأمير عبدالكريم الخطابى وعدد من كبار الأعيان الحاضرين فى حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية، التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء فى ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء فى مصر.

اُختير قارئًا لمسجد عين الحياة فى ختام الأربعينيات، ثم لمسجد الإمام الرفاعى فى الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى فى طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته، وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذى سجله عام 1967، والمصحف المجود فى الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التى سجلها لإذاعات السعودية والإمارات. زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن فى الحرمين الشريفين والحرم القدسى والمسجد الأموى ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا، ومن ضمنها ألمانيا عام 1978، كان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشائها عام 1984. بعد رحلة عطاء حافلة انتقل الشيخ محمود على البنا إلى رحمة الله فى 3 من ذى القعدة 1405 هـ/20 يوليو 1985م، ودفن فى ضريحه الملحق بمسجده بقريته شبرا باص، وقد منح الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990.