الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

محمد عمران

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع،



وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان.. لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.

لم يحقق القارئ والمبتهل محمد عمران الشهرة والانتشار اللائقين بمكانته، لكن أحداً لا ينكر موهبته كآخر العباقرة فى دولة التلاوة.

وجمع محمد عمران بين تلاوة القرآن والإنشاد الديني، إذ دانت له كل مقومات العطاء القرآنى والمديح النبوي، فكان له صوت جميل وإلمام بأحكام التلاوة وفهم عميق للمقامات الموسيقية.

وحالت ظروف الشيخ الصحية دون عطائه، إذ فقد بصره وصار كفيفًا فى سن مبكرة، وفى مرحلة متقدمة من شبابه أصيب بمرض السكري، الذى أثر على مزاجه بالسلب فى كثير من الأحيان.

وكشف الكاتب المصرى شكرى القاضى فى كتابه «عباقرة التلاوة فى القرن العشرين» عن تدهور علاقة الشيخ محمد عمران بالإعلام والإعلاميين، ولم تبادر جريدة ولا مطبوعة مصرية بنشر خبر وفاته.

ولد الشيخ محمد أحمد عمران فى مركز طهطا بمحافظة سوهاج جنوب مصر فى 10 أكتوبر 1944، وتوفى 6 أكتوبر 1994 عن عمر ناهز 50 عاما، وأتم حفظ القرآن الكريم فى العاشرة من عمره.

وفى العام 1955، ارتحل الشيخ عمران إلى القاهرة وعمره 11 عامًا، والتحق بمعهد المكفوفين للموسيقى، وتلقى دروس الإنشاد والموشحات الدينية على يد الشيخ سيد موسى، ومن هنا بدأت رحلته فى عالم التلاوة.

والتحق بشركة حلوان للمسبوكات قارئا فى مسجدها، وفى أوائل السبعينيات اعتمدته الإذاعة المصرية مؤديًا ومبتهلًا للموشحات، وبدأ بألحان الموسيقار حلمى أمين ثم شاركه بصوته فى ألحان برامج دينية.

كما أدى الشيخ ألحانا أخرى للشيخ سيد مكاوي، وحين سمعه موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب أعجب بصوته كثيرا وسجل معه بعض الابتهالات، وبدأت بصمات الشيخ تظهر عبر الابتهالات الإذاعية.

وذاع صيته فى عالم التلاوة بعد مشاركته فى إحياء المناسبات الدينية المذاعة وغير المذاعة، كما شارك فى إحياء أمسيات بدار الأوبرا، وتعاقدت معه إحدى شركات «الكاسيت» لتسجيل بعض سور القرآن الكريم.

بعد ذلك، اختير قارئا بمسجد أحمد عبدالمنعم بالجيزة، وحرصت إذاعات عربية عدة على تسجيل القرآن والابتهالات بصوته، ومنها إذاعة المملكة العربية السعودية والبحرين وعمان وغيرها من الدول.

ويقول «القاضي» فى كتابه: «عندما يكتب تاريخ الإنشاد الدينى الذى تربع على عرشه الشيخ على محمود، وسار على دربه محمد الفيومى وطه الفشنى وسيد النقشبندى سوف يأتى اسم الشيخ عمران فى مقدمة الصفوف».