الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بسبب فتوى الهلالى

إفطار لاعبى كرة القدم فى رمضان يُشعل مواقع التواصل الاجتماعى

حالة من الجدل سيطرت على مواقع التواصل الاجتماعى بعد رد الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، على سؤال بشأن حكم إفطار لاعب كرة القدم فى رمضان.



إجابة الدكتور الهلالى وضعته فى مرمى الانتقادات من جانب الكثيرين، وفتحت عليه نيران مشايخ السلفية الذين دعوا إلى منعه من الظهور على شاشة التلفاز.

أستاذ الفقة المقارن قال فى مداخلة هاتفية مع إحدى البرامج التليفزيونية ردًا على ذلك السؤال: إنه يجب إعادة التفكير فى تسمية لعبة «كرة القدم»، مشيرًا إلى أنها تحولت إلى صناعة ولم تعد لعبة.

وعن جواز إفطار لاعب كرة القدم فى رمضان، قال: «نحن نسميها لعبة فى السنوات الأخيرة تجاوزًا، لكنها فى الحقيقة صناعة مربحة جدًا والكل يعلم ذلك».

وأضاف: «اللاعب يتم بيعه من نادٍ لآخر بالملايين، اللاعب له وضع مالى غير عادي، وكرة القدم صارت صناعة وباب للترزق والتكسب، ومن ضمن التجارات والمكاسب المشروعة التى اعترف بها العالم».

ولفت أستاذ الفقه المقارن، إلى أن «اللاعب فى تلك الحالة يعمل وليس يلعب»، مضيفًا: «يقوم بعمله وأكله وشربه وجريه بحساب، ولو اختل ذلك يتم استبعاده».

وأكمل: «لو أراد القيام بعمله وصناعة كرة القدم على وجهها الأكمل وبحقها، فعليه الالتزام بتعليمات المدرب، فالدين يتكيف مع صاحبه وليس الإنسان يكيف نفسه على الدين».

وأشار إلى أن الإسلام أتاح الفطر للمسافر والمريض فى شهر رمضان، عملًا بقوله تعالى: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر».

الشيخ حاتم الحوينى نجل الشيخ أبى اسحق الحوينى «أحد كبار مشايخ السلفية»، رد على تلك الفتوى عبر حسابه على «فيس بوك»، الذى اعتاد على التعليق من خلاله على «قضايا الترند» قائلا: إفطار لاعب كرة فى رمضان من أجل الماتش كبيرة من الكبائر.. لما لاعب الكرة يجوز له الإطار! ماذا يفعل العمال والفلاحون وعمّال المناجم؟!

هذا دعانا إلى العودة لمصادر الفتوى الرسمية لمعرفة حقيقة الأمر، وهل يرتبط إفطار اللاعب فى رمضان بحالات معينة دون غيرها؟

دار الإفتاء المصرية قالت فى ذلك: اللاعب المرتبط بناديه بعقد عمل يجعله بمنزلة الأجير الملزَم بأداء هذا العمل، فإذا كان هذا العمل الذى ارتبط به فى العقد هو مصدر رزقه ولم يكن له بُدٌّ من المشاركة فى المباريات فى شهر رمضان، وكان يغلب على الظن كون الصوم مؤثرًا على أدائه فإن له الرخصة فى الفطر فى هذه الحالة.

وتابعت: نص العلماء على أنه يجوز الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذى يعوقه الصوم أو يُضعِفه عن عمله، كما نُصَّ فى فقه الحنفية على أن من آجر نفسه مدة معلومة -وهو متحقق هنا فى عقود اللعب والاحتراف، ثم جاء رمضان وكان يتضرر بالصوم فى عمله فإن له أن يفطر وإن كان عنده ما يكفيه.. هذا عن المباريات التى لا مناص للاعب من أدائها، أما التدريبات فما دام أنه يمكن التحكم فى وقتها فيجب أن تكون أثناء الليل حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام».

وأردفت: لا يجوز للاعبى كرة القدم الإفطار إذا نووا الإقامة فى سفرهم 4 أيام فأكثر، ويمكن أن يجروا تمريناتهم، ومبارياتهم فى الليل ليسهل عليهم الأمر.. وإن لم يتمكنوا من إقامة التمرينات، أو المباريات ليلا، وصاموا وشق عليهم الصيام مشقة بالغة لا يمكنهم تحملها ففى هذه الحالة يجوز لهم الفطر للمشقة، ولا يجوز لهم الفطر ابتداء لتوقع المشقة، فلا يجب التهاون بحرمة الشهر الكريم، بل يجب تعظيمه استشهادا بقوله تعالى: «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» [الحج:32].

من جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن إفطار لاعبى كرة القدم فى نهار رمضان جائز بشرط أن يكونوا على سفر يبيح لهم الإفطار.

وأضاف كريمة أنه لم يرد أن ممارسى الألعاب الرياضية البدنية أو غيرها لهم رخصة الإفطار فى نهار رمضان، إلا إذا كان هناك سفر شرعي، فالإفطار هنا لعلة السفر وليس للممارسة، قال الله تعالى: «فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام آخر».

وشدد على أن إفطار لاعبى الكرة فى رمضان غير جائز شرعا، إذا كان الغرض الممارسة فقط ولم يكن هناك سفر، لقول الله تعالى «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب».

وقال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن المولى عز وجل أباح الإفطار للمريض والمسافر للإفطار، إلا أنه قال بعد الرخصة «وأن تصوموا خير لكم».