السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حناجر ذهبية

عبد العظيم زاهر

القرآن الكريم نزل بمكة وكُتب فى العراق وقُرئ فى مصر، لذا استحقت المحروسة أن تكون بحق «دولة التلاوة»، التى هادت العالم بحناجر ذهبية صدحت بأصواتها فأطربت المسامع، وتجلّت بمقامات تقشعر لنغمها الأبدان، لذا ترصد لكم جريدة «روزاليوسف» يوميًا فى رمضان، قصص أصحاب الحناجر الذهبية من القُراء المصريين الذين جابت أصواتهم العالم ولا تزال.



الشيخ عبد العظيم زاهر، أحد أعلام دولة التلاوة المصرية، ولد  فى الثانى والعشرين من شهر فبراير عام 1904م، وذاك القارئ العظيم وأحد قراء الرعيل الأول وأحد الأصوات التى تستمع بها ولو تكرر سماعك لها كل وقت، فى قرية مجول مركز بنها بمحافظة القليوبية وحفظ القرآن الكريم مبكراً وعمره لم يتجاوز الثامنة ثم التحق بالإذاعة سنة ١٩٣٦م واختير قارئا بمسجد محمد على قبل الثورة وانتقل بعدها لمسجد صلاح الدين. حفظ القرآن الكريم فى الكتاب وعمره لم يتجاوز الثامنة، التحق بمعهد القراءات وتعلم على يد الشيخ خليل الجناينى. بدأ حياته بالعمل “كمسارى” بشركة الترام وكان يتلو القرآن الكريم فى الحفلات التى يقيمها زملاؤه حتى ذاع صيته فى جميع الأوساط، ثم استقال من شركة الترام، وارتدى الجبة والقفطان والعمامة. التحق بالإذاعة المصرية فى شهر فبراير عام 1936 وكان الإذاعى سعيد باشا لطفى يلقبه بصاحب الصوت الذهبى، وقدمه الإذاعى محمد فتحى ليقرأ على الهواء مباشرة بهذا اللقب.ربطت الشيخ عبدالعظيم زاهر علاقة وثيقة بالشيخ رفعت، فكان كل منهما يحرص على سماع الآخر، وفى الوقت الذى كانت تبث فيه الإذاعة برامجها على الهواء مباشرة، وكان المتبع أن قارئ القرآن يظل بالاستوديو ولا يغادره إلا بعد أن يرفع أذان المغرب، فما كان من الشيخين إلا أن يتبادلا طعام الإفطار فى رمضان، فإذا كانت التلاوة للشيخ عبد العظيم زاهر فكان بعد المغرب يخرج قاصدا منزل الشيخ رفعت بدرب الجماميز، ليتناول معه الإفطار، وإذا كانت التلاوة على الشيخ رفعت، فكان يخرج إلى حيث يسكن الشيخ عبدالعظيم زاهر بحلمية الزيتون. تم اختيار الشيخ عبدالعظيم زاهر ليقرأ القرآن الكريم فى مسجد محمد على بالقاهرة واستمر حتى قيام ثورة يوليو فى عام 1952. بدأت رحلة نهاية حياته فى أعقاب إصابته بانفصال فى الشبكية بعينه اليمنى عام 1967م، وأجرى عملية جراحية، ثم أصيب بمرض الصفراء فى العام التالى، قبل أن تصعد روحه يوم الثلاثاء الثامن من ذى القعدة سنة 1390هـ الموافق الخامس من يناير 1971م، وتمت الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم ليوارى جثمانه الثرى بمسقط رأسه بقرية مجول بالقليوبية، مات وترك اثنى عشر ولدًا وبنتًا يقرأون القرآن، وبعد رحيله بعشرين عاما كرمته مصر فى احتفال ليلة القدر بمنح اسمه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى. ومنح الشيخ عبدالعظيم زاهر وسام الجمهورية من الطبقة الأولى فى مصر فى احتفال ليلة القدر سنة 1991م  بعد وفاته والتى كانت فى يناير 1971م  وأصدرت إمارة عجمان طابعًا بريديا يحمل صورته تكريمًا له، حيث أمر السلطان قابوس بن سعيد  سلطان عمان  بطبع صورته على طابع بريد بفئة (10دينار) عمانى تكريما له.