الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليلـة الأمـن والأمـان والسـلام

الرئيس يشهد احتفالية وزارة الأوقاف بـ«ليلة القدر» بمركز المنارة للمؤتمرات

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، احتفالية وزارة الأوقاف بـ«ليلة القدر»، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.



وفوروصول الرئيس لقاعة الاحتفال، حرص على مصافحة د.أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجمع البحوث الإسلامية.

وخلال الاحتفال، ألقى الرئيس السيسى كلمة قال فيها:«اسمحوا لى فى البداية، أن أتوجه لكم بالتحية، وللشعب المصرى العظيم، بخالص التقدير والتهاني، بمناسبة احتفالنا، بليلة القدر المباركة، وبقرب انتهاء شهر رمضان الكريم، وحلول عيد الفطر المبارك بعد أيام، كل عام وأنتم بخير، ومصر والأمتان، العربية والإسلامية، فى أمان وسلام، واسمحوا لى أن أتقدم بالتهنئة لإخواننا المسيحيين .. كل عام وأنتم بخير»، مضيفًا:«كما أود أن أرحب، بضيوف مصر الأعزاء، وأهنئ أبناءنا، حفظة كتاب الله، من مصر وجميع دول العالم، متمنيًا لهم التوفيق والسداد، وأن يكون القرآن الكريم، رفيقًا لهم، فى وجدانهم وسلوكهم الطيب، بما يحقق المقصد الأسمى، من قراءته، وفهمه وتدبره، والعمل بقِيَمِهِ العظيمة».

وتوجه الرئيس بالتحية أيضًا، إلى رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الأئمة والدعاة والقراء، معربًا عن تطلع الأمة كلها، إلى مواصلة الجهد المحمود، لنشر العلم الدينى الوسطي، وتوضيح صحيح الإسلام، والتعريف بجوهره الحقيقي، كقوة دفعٍ إنسانيةٍ هائلة، من أجل الخير، والتقدم، والازدهار.

وأشار السيسي، إلى أن الله سبحانه وتعالى، قد اصطفى من بين ليالى شهر رمضان، ليلة اختصها بمزيد من البركات والفضائل، بأن أنزل فيها القرآن، لتصبح ليلة الأمن والأمان والسلام، وليلة الرحمة والنور والهدى، موضحًا أن هذه الليلة العظيمة، تمثل لنا مناسبة طيبة، للتفكّر والتأمل، فى حجم ومدى هذا التغيير الهائل، الذى انطلق برسالة الإسلام، وطال جميع أركان الدنيا، ومَسّ جميع مناحى الحياة، تغيير هائل جذري، كان عماده العمل الصالح، المخلص النية لله ورسوله، والانطلاق نحو الجد والاجتهاد، بعزيمةٍ لا تلين، وإصرارٍ على تعمير الأرض، والصبر على المَكارِه، والتحمل فى سبيل تحقيق الأهداف السامية. 

وأوضح، أن هذا الطريق، طريق العمل الدؤوب، والكفاح المتواصل، والصبر الواثق، والإيمان المطمئن، هو السبيل الحتمي، لمن ابتغى السداد والنجاح، وهو الطريق الذى نهتدى به، ونمضى عليه، بثقةٍ فى الله سبحانه وتعالى، وفى قدرات شعبنا العظيم وإمكاناته، وفى إيمان هذا الشعب، بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأنه لا جزاء للإحسان سوى الإحسان.

وفى ختام كلمته قال:«وفى هذه الأيام المباركة، ندعو الله أن يشمل مصر والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بعنايته ورحمته، ونرجوه سبحانه وتعالى، أن يهدى الإنسانية للرشد والتعقل، فى جميع أمورها، وأن يُلهمنا جميعًا، الصواب والسداد، ويحيطنا بنفحات من حكمته ونوره، لتعيننا، على بذل المزيد من الجهد والعمل، بما يرضيه، ويحقق آمال شعوبنا فى المستقبل الأفضل».

وكان الاحتفال، قد بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ «حجاج الهنداوي، وتلا ذلك كلمة لوزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة، أكد فيها أن الاحتفال السنوى بليلة القدر دليل على اهتمام الدولة بخدمة القرآن الكريم وإكرام أهله وإعلاء كلمة الحق كتابًا وسنة، مشيرًا إلى أن تكريم الرئيس السيسى لأهل القرآن إنما هو من إجلال الله -عز وجل- وتعظيم شعائره، داعيًا الله أن يديم هذه النعمة على الرئيس السيسى ويجزيه عنا وعن القرآن وأهله خير الجزاء.

ولفت إلى أن العناية بالقرآن الكريم، لم تقف عند حدود حفظه وتجويده وإنما عناية بكل ما هو يتصل القرآن الكريم حفظًا وتفسيرًا ودراسة وفهمًا، مشيرًا إلى أن المسابقة العالمية التاسعة والعشرين، التى نظمتها وزارة الأوقاف والتى كرم أوائلها الرئيس السيسى أمس قد تضمنت عدة محاور أساسية تتعلق بتفسير القرآن الكريم وفهم معانيه ومقاصده، مؤكدًا أن نص القرآن ثابت مقدس وهو معطاء إلى يوم القيامة، داعيًا إلى بذل أقصى طاقتنا فى فهمه فهمًا صحيحًا وتطبيقه تطبيقًا دقيقا يُسهم فى صنع الحضارة وترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية ويصل بنا إلى سبيل النجاة.

وعقب انتهاء كلمته، أهدى وزير الأوقاف، الرئيس عبدالفتاح السيسي، هدية تذكارية عبارة عن نسخة من كتاب الله -عز وجل- «القرآن الكريم».

أعقب ذلك عرض فيلم تسجيلى بعنوان (مصر ربوة الإسلام ودار القرآن) أكد أن ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان اكتسبت قدرها بما أُنزل فيها على رسولنا الكريم، وهى سلام حتى مطلع الفجر، وهى ليلة قدرها جليل وليس لها مثيل، مضيفًا أنه على أرض طالما حملت على عاتقها الاعتناء بتعاليم وعلوم وقيم الإسلام أضحت مصر المحروسة ربوة الإسلام ودار القرآن، بها مساجد عامرة تفوح بنفحات وجامعات علم ومراكز إشعاع ومنابر هدى منذ قديم الزمان.

وأشار إلى أن السنوات التسع الأخيرة الزاهرة فى الجمهورية الجديدة شهدت بناء وتجديد وصيانة وتطوير أكثر من 10 آلاف مسجد مآذنها تلامس السماء وتقف شامخة وشاهدة على حقبة عظيمة من تاريخ الجمهورية الجديدة، كما تسهم فى خدمة كتاب الله- عز وجل- وتعتنى بتعاليمه حفظًا وفهمًا وتطبيقًا.

وأوضح الفيلم، أنه بالأمس القريب دشنت أم الدنيا صرحها الدينى الشامخ «مركز مصر الثقافى الإسلامي»، ليجسد رؤيتها المستقبلية فى خدمة القرآن الكريم والفكر الوسطى برؤية مستنيرة متزينًا بتشييد مسجد عظيم يحمل اسم العزيزة مصر مع دار لا نظير له فى خدمة كتاب الله عز وجل  «دار القرآن الكريم».

ولفت الفيلم، إلى أن وزارة الأوقاف استحدثت عددا من الأنشطة الجديدة التفاعلية، التى تسهم فى خدمة كتاب الله- عز وجل- مثل إطلاق المقارئ القرآنية المتعددة، التى حملت كل واحدة منها عنوانا وهدفا، لافتًا إلى أن مصر قدمت لمعظم دول العالم نماذج مشرفة من سفراء دولة التلاوة المصرية فى الخارج، حملوا أمانة القرآن الكريم قراءة وتجويدًا.

ثم تم تقديم فقرة فنية لفرقة (صوت مصر) والمنشد أحمد العمرى تضمنت أناشيد وأدعية دينية.

عقب ذلك، وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف  فى كلمته نداء لوقف الاقتتال وسفك دماء المسلمين، داعيًا الله سبحانه وتعالى أن يكشف عن الأمة الإسلامية والعالم أجمع ما نزل بساحته من حروب وقحط ووباء وغلاء.

وتوجه شيخ الأزهر، بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يوفق قادة الأمة وعلماءها وحكماءها وأصحاب الرأى فيها، إلى الأخذ بيدها إلى بر السلام والأمان وحقن الدماء التى حرمها الله من فوق سبع سماوات، وحذر من سفكها رسوله صلى الله عليه وسلم فى قوله (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)، وقوله (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار).

تلا ذلك إهداء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، هدية تذكارية عبارة عن نسخة من كتاب الله عز وجل «القرآن الكريم». وقبّل الرئيس السيسى النسخة المهداة من القرآن الكريم، وتبادل أطراف الحديث مع شيخ الأزهر، وذلك عقب تسلم الرئيس الهدية.

عقب ذلك، كرّم الرئيس عبد الفتاح السيسى الفائزين فى المسابقة العالمية الـ 29 للقرآن الكريم من مصر والدول الإسلامية.

وكرّم الرئيس السيسي، حفظة القرآن الكريم كاملا وفهم معانيه ومقاصده العامة لأصحاب الصوت الحسن من الجنسين، والتى فاز بها، ماهر محمد عبدالنبى من مصر بجائزة قدرها 250 ألف جنيه، والأسرة القرآنية وهى أسرة مصرية من حفظة القرآن الكريم كاملا مع فهم معانيه ومقاصده العامة وهى مكونة من ثلاثة أشقاء هم: غازى الزياتة، وصالح غازى الزياتة ، وأحمد غازى الزياتة، بجائزة مالية قدرها 100 ألف جنيه لكل فرد من الأسرة.

كما كرّم الرئيس السيسى حفظة القرآن الكريم كاملا مع تفسيره وتطبيقات مباحث علوم القرآن الكريم، والتى فاز بها محمد أحمد عبدالغنى بجائزة مالية قدرها 200 ألف جنيه، وحفظ القرآن الكريم كاملا بالقراءات السبع مع توجيه هذه القراءات، والتى فاز بها حمادة محمد خطاب من مصر بجائزة مالية قدرها 200 ألف جنيه.

وتوسط الرئيس السيسى صورة تذكارية للأشقاء الثلاثة الفائزين فى مسابقة القرآن الكريم كاملا مع فهم معانيه ومقاصده العامة، كما حرص على أخذ صور تذكارية مع الفائزين بشكل منفرد.

وفى ختام الاحتفالية، تم عزف السلام الوطني، ثم غادر بعدها الرئيس السيسى مقر الاحتفالية بمركز المنارة للمؤتمرات، التى حضرها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، ورئيس مجلس النواب الدكتور حنفى جبالي، ورئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.