الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

رسائل شوق

الأعمال للفنانة ناريمان يسرى 



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

رسائل شوق

 

خاطرة

 

كتبها – ماهر طلبة

 

عزيزتى أحلام

أنا بخير، رغم أنك تزوريننى كثيرًا هذه الأيام.. نعم أعرف أنى أخبرتك فى الزمن الماضى أنك لا تهجرين عقلى وفراشى طوال النوم، لكنك هذه الأيام ومنذ أن رحلت من حياتى تزوريننى حتى فى صحوى.. اليوم مثلًا.. اكتشفت أننى أُعدّ الإفطار – كما اعتدت دائمًا- لاثنين، وأنى أذهب بالإفطار - ككل صباح – إلى السرير.. حيث اتركه وكلمة الصباح وقبلته بجانبك.. وحين وجدت السرير خاليا، تركت الإفطار – فقط - فى مكانه المعتاد بعد أن غطيته بقلبى، وذهبت إلى الدولاب، لبست وخرجت أبحث عنك.. لا أعرف هل قابلتك فى الطريق أم أن ما حدث مجرد خيالات عاشق، لكنى أشم  رائحتك التى مازالت تنبعث من ثيابى  بعد أن القيت بنفسك فى حضنى، رغم زجر العيون التى رفضت ما يحدث والأفواه التى ألقت فى اتجاهنا بكلمات ضخمة عن الشرف والعار، ولولا أنى حميتك من بعض الكلمات العنيفة لكان رأسك الجميل الآن ينزف دما – كقلبى الذى تركتيه - منها.

حين فتحت باب البيت ودخلت إلى حجرة النوم وجدت الإفطار كما تركته، لا أعرف لماذا لم تتناوليه؟! ولماذا وصلتْ إليه البرودة رغم قلبى الذى تركته غطاء له؟!.. كان على حالته –لولا البرودة - كأنى قد اعددته الآن فقط رغم أنى أشعر بأنى فارقتك من سنوات عدة  وأن طقوس يومنا المعتادة قد محاها الزمن من داخلى .

عزيزتى.. لا يسعفنى الوقت ولا الكلمات لأحكى لك عن كل ما حدث لى منذ ذلك الصباح الذى فتحت عينى فيه ولم أجدك بجانبى.. ربما يوما ما سوف استيقظ من نومى لاكتشف أن الكابوس قد انتهى، وأنك الآن بجانبى وأن الإفطار القادم لن يعبر فوقه الزمن ليجعله باردا مثل حياتى بدونك.. ربما

محبتى والسلام