الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
منتوحوتب الثانى (الموحد الثانى لمصر) فرعون مصر

صناع الحضارة المصرية

منتوحوتب الثانى (الموحد الثانى لمصر) فرعون مصر

فى الفترة من حوالى، 2061–2010 ق.م, وهو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، وهو ابن انتف الثالث، يرجع إليه الفضل فى إعادة توحيد البلاد بعد نهاية فترة إضطرابات عصر الاضمحلال الأول وأصبح أول ملك مصرى فى الدولة الوسطى، واستمرت ولايته 51 عاماً وفقا لقائمة ملوك تورين.



صعد منتوحتب الثانى على عرش مصر فى مدينة طيبة بمصر العليا خلال فترة عصر الانتقال الأول. فمصر لم تكن موحدة فى ذلك الوقت، ففى عصر الاضمحلال الاول شغل حكام الأقاليم سلطات هامة فى جميع أرجاء مصر حتى ولاية منتوحتب الثانى، وأصبح منصبهم هو منصب وراثى خلال الأسرة السادسة، وإنهيار السلطة المركزية ضمن لهم سلطة مطلقة على أراضيهم، وكانت الأسرة العاشرة المناوئة لأسرة منتوحتب الحادية عشرة، والتى كانت تحكم مصر السفلى من مدينة هيراكليوبوليس (اهناسيا المدينة) بنى سويف حاليا، وبعد أن قام ملوك هيراكليوبوليس باجتياح مصر العليا وبتدنيس الجبانة الملكية المقدسة الموجودة فى منطقة أبيدوس بمصر العليا، فى العام الرابع عشر من حكم منتوحتب الثانى، فقام منتوحتب الثانى بإرسال جيوشه شمالاً لإحتلال مصر السفلى. ونجح منتوحتب فى توحيد بلاده ربما قبل نهاية عامه التاسع والثلاثين من جلوسه على العرش، وبعد الاعتراف بالوحدة فى العام التاسع والثلاثين قام بتغيير لقبه إلى سما-ناوى أى (موحد الأرضين)، ومقبرة المحاربين المشهورة بالدير البحرى والتى تم إكتشافها فى عشرينيات القرن العشرن تحتوى على رفاة 60 جثة من جثث الجنود الذين قتلوا فى معركة، وهى جثث لم يتم تحنيطها وتم لفها بالكتان وعليها الخرطوش الملكى للملك منتوحتب الثانى، ونظراً لقربها من مقابر طيبة الملكية يُعتقد أن مقبرة المحاربين هى مقبرة الأبطال الذين قتلوا خلال الصراع بين منتوحتب الثانى وعدوه فى الشمال.

 وأن «مري-كا-رع» حاكم مصر السفلى فى ذلك الوقت ربما قد توفى خلال هذا الصراع، مما زاد من ضعف مملكته وأعطى منتوحتب الثانى الفرصة لإعادة توحيد مصر، والذى استغرق وقتا طوبلا، ربما نتيجة إنعدام الأمن بشكل عام فى البلاد فى ذلك الوقت.

لقد أعاد منتوحتب الثانى تنظيم البلاد وعمل إصلاحات فى الحكومة المصرية فور الإنتهاء من توحيد البلاد. فألغى عدم مركزية السلطة التى ساهمت فى إنهيار الدولة القديمة، وذلك عن طريق تجريد حكام الأقاليم من بعض سلطتهم وتركيز الحكم فى طيبة  كما وضع وزيراً على رأس الإدارة، وكان الوزراء فى ولايته هم «بيبى» و»داجي»، وكان أمين الخزانة هو «خيتى»، ومن المسئولين المهمين الأخرين نجد أمين الخزانة «مكيت-رع» والمشرف على الإختام «ميرو». أما «إنتف» فكان قائد جيشه.

.اما عن النشاط العسكرى خارج مصر، فقد شن منتوحتب الثانى حملات عسكرية فى العام التاسع والعشرين والواحد والثلاثين من ولايته تحت قيادة وزيره ختى فى إتجاه الجنوب إلى النوبة، وهى المرة الأولى التى يظهر فيها مصطلح كوش بشكل موثق لمنطقة النوبة فى السجلات المصرية. كما وضع منتوحتب الثانى حامية عسكرية فى قلعة جزيرة الفنتين حتى يتمكن من نشر قواته العسكرية بسرعة فى إتجاه الجنوب. 

كما قام بحمله عسكريه ضد الكنعانيين فى ارض الشام، وتم العثور على نقش يحمل اسم الملك فى جبل العوينات القريب من الحدود مع ليبيا والسودان وتشاد، والذى يشهد على وجود اتصالات تجارية فى هذه المنطقة.

على الرغم من أن منتوحتب الثانى قد أمر بإنشاء العديد من المعابد إلا أن قليلاً منها بقى حتى يومنا هذا، وقد تم العثور على الهيكل  الجنائزى الذى تم إكتشافه فى أبيدوس عام 2014. ومعظم أطلال المعابد الأخرى موجودة أيضاً فى مصر العليا، فى أبيدوس، وأسوان، والطود، وأرمنت، والجبلين، والكاب، والكرنك، ودندرة. 

أحب المصريون كثيرا منتوحتب الثانى وفد اعتبره الشعب المصرى إله أو نصف إله بعد إعادة توحيد البلاد، واستمر هذا هو الحال خلال أواخر الأسرة الثانية عشرة بعد حوالى 200 عاما, واعتبروه مثل مينا (موحد الوجهين القبلى والبحري) ومؤسس الأسرة الأولى، ومثل أحمس طارد الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة) ويوجد صورة له بجانب الملك مينا وأحمس. وهكذا نجد فى التاريخ المصرى والذى امتد آلاف السنين من يعيد وحده الدوله المصرية، ويحافظ على كيانها واستقرارها بفضل جيشها الباسل العظيم.