الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متحور شديد الخطورة يثير رعب العالم..و6 أسابيع لإنتاج لقاح معدل

«أوميكرون»..الضيف الثقيل

من جديد عدنا للمربع صفر وقلق متزايد بشأن متحور جديد من فيروس «كورونا»، وهناك الكثير من التكهنات والأسئلة، والقليل من الإجابات الواضحة، حيث تتأهب دول عدة لجولة جديدة من تدابير الوقاية الصارمة.



ولكن لا داعى للهلع فرغم بعض التصريحات المقلقة، من المبكر القول إن هذا المتحور يكون سببا كافيا للذعر أو استدعاء ذكريات بداية الوباء أو حتى المتحور البريطانى وما لحقه من إجراءات وقيود صارمة فى أنحاء العالم.

فى النهاية، يجب التذكير أن الفيروسات دائمة التحور والتطور، وتؤدى التغييرات أحيانا إلى جعلها أضعف أو فى بعض الأحيان تجعلها أكثر مهارة فى التهرب من الأجسام المضادة وإصابة البشر.

 

سبب التسمية

 

تم التعرف على متحور جديد من فيروس كورونا ويطلق عليه اسم «B.1.1.529»، وقد أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن هذه الفئة بالفعل وأطلقت عليه اسم «أوميكرون»

وطبقا لنظام المنظمة بإطلاق أحرف يونانية على مثل هذه المتغيرات، لتجنب ربط المتغيرات الجديدة بالمواقع التى تم اكتشافها فيه لأول مرة وبالتالى تصبح «وصمة عار»، وكان البديل اسم «أوميكرون».

وسر التسمية تعنى «حرف o» باليونانية، والحرف الخامس عشر فى أبجديتها، إذ اعتادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة منذ ظهور كوفيد 19 أواخر العام 2018 على استخدام أحرف من الأبجدية اليونانية، كـ»ألفا وبيتا وغاما ودلتا»، من أجل تسمية المتحورات التى طفت إلى السطح.

 

متى تم اكتشافه لأول مرة؟

 

اكتشف لأول مرة فى 9 نوفمبر الجارى لمسافر لوهونج كونج وصل من جنوب إفريقيا، وأول عينة كانت فى بوتسوانا فى 11 نوفمبر.

 

أماكن انتشاره

 

انتشر المتحور الجديد خارج جنوب إفريقيا، حيث اكتشفت حالات بين مسافرين إلى بلجيكا وإسرائيل وهونج كونج.

كما تشمل المتحورات الأخرى المثيرة للقلق دلتا، الذى يسود الآن فى جميع أنحاء العالم، وألفا، الذى أدى إلى موجة قاتلة من العدوى فى جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة فى الشتاء والربيع الماضيين.

ولكن المؤشرات الأولية مقلقة، كانت هناك زيادة فى الحالات فى جنوب إفريقيا من 273 حالة فى 16 نوفمبر إلى أكثر من 1200 بحلول بداية هذا الأسبوع.

 

هل هو أول متحور؟

 

كان هناك 4 متحورات أخرى مثيرة للقلق، وهى دلتا التى صارت تمثل جميع الحالات المسجلة فى العالم تقريبا، وألفا وبيتا وغاما.

رسميا كان أول إعلان عن فيروس كورونا فى 31 ديسمبر 201 بمدينة ووهان الصينية. ظهر المتحور ألفا فى المملكة المتحدة فى سبتمبر 2020، وانتشر فى أكثر من 100 دولة، ولديه قابلية للانتقال تفوق بنحو 50% قابلية فيروس كورونا الأصلى.

وظهر المتحور بيتا فى جنوب أفريقيا فى مايو2020، وانتشر فى 48 دولة على الأقل، ولديه قابلية انتقال أكبر بنحو 50% من الفيروس الأصلي.

وأما المتحور دلتا فظهر فى الهند فى أكتوبر 2020، وهو المتحور السريع الانتشار الذى أصبح السلالة المهيمنة فى العالم.

والمتحور غاما ظهر فى البرازيل فى نوفمبر 2020، وتم الإبلاغ عنه فى 74 دولة، وهو أكثر قابلية للانتقال من الفيروس الأصلى.

 

أعراضه

 

المتحور الجديد يمثل مرضًا خفيفًا مع أعراض تتمثل فى التهاب العضلات والإرهاق لمدة يوم أو يومين مع الشعور بعدم الراحة.. حتى الآن، والمصابون لا يعانون من فقدان حاسة التذوق أو الشم. قد يكون لديهم سعال خفيف. ولا توجد أعراض بارزة.. ومن بين المصابين، يتم علاج بعضهم فى المنزل حاليا.

 وعلى عكس المتحورات الأخرى، التى لا يمكن اكتشافها بسهوله، إلا أن اوميكرون يظهر فى اختبارات «بى سى أر»، وهذا يجعل من السهل تتبعه وهو ما جعل العلماء قادرين على التقاط انتشاره السريع.

 

لماذا يثير القلق؟

 

لاحتوائه على عدد كبير وبشكل غير عادى من الطفرات تقدر لحوالى 50، بما فى ذلك أكثر من 30 طفرة مرتبطة بالبروتين الشائك، وهى البنية التى يستخدمها الفيروس لربط الخلايا البشرية والهدف الرئيسى للعديد من اللقاحات الحالية.

كما يتضمن أوميكرون بعض الطفرات التى لم تكتشف من قبل، مما يجعل الفيروس ينتشر بشكل أسرع أو يحسن قدرته على التهرب من نظام المناعة أو اللقاحات فى الجسم، كما يشعر العلماء بالقلق من الزيادة السريعة فى الحالات فى جنوب إفريقيا منذ اكتشاف السلالة لأول مرة.

 

فعالية اللقاحات

 

لا يتوقع العلماء أن المتغير سيكون غير معروف تمامًا للأجسام المضادة الموجودة، وبالتالى قد توفر اللقاحات الحالية حماية أقل، لذلك يبقى الهدف الأساسى هو زيادة معدلات التطعيم، بما فى ذلك الجرعات الثالثة للفئات المعرضة للخطر.

فقد ثبت أن بعض الطفرات التى تم تحديدها فى المتحور تجعل من لقاحات كورونا أقل فعالية، وقالت الشركة الألمانية، التى طورت أحد أكثر لقاحات كورونا شيوعاً «فايزر» إن الأمر سيستغرق حوالى أسبوعين لتحديد ما إذا كان المتحور الجديد يقاوم اللقاح.

 

اللقاح والدواء

 

يمكن للشركات إنتاج لقاح جديد يتم تعديله لأى متغير فى غضون ستة أسابيع وشحن دفعات أولية فى غضون 100 يوم، أى قد يستغرق الأمر من أربعة إلى ستة أشهر قبل أن يتم تحديث اللقاحات. يتوقع العلماء أن الأدوية المضادة للفيروسات المعتمدة ستعمل بشكل فعال ضد المتحور الجديد لأن هذه الأدوية لا تستهدف البروتين، إنها تعمل عن طريق منع الفيروس من التكاثر.  ومع ذلك يمكن أن تفشل لأنها تستهدف أجزاء من الفيروس التى قد تتطور.