الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حراس أمان مصر.. أبطال على الأرض خالدون فى السماء

الرئيس فى العيد الـ70 للشرطة: لا نقبل التفريط فى حقوق المصريين هذا عهدنا وتلك عقيدتنا التى لن نحيد عنها أبدًا مهما بلغت التحديات

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الشرطة، والذى يوافق 25 من يناير من كل عام، بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس مجلس النواب الدكتور حنفى جبالى، ورئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من كبار رجال الدولة.



وكان الرئيس السيسى قد وصل إلى مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة؛ حيث كان فى استقباله وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، حيث عزفت فرقة موسيقى الشرطة السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، وسلام الشهيد، كما وضع الرئيس السيسى إكليلًا من الزهور على النصب التذكارى لشهداء الشرطة.

وتوسط الرئيس، صورة تذكارية مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، واللواء محمود توفيق، ضمت أعضاء المجلس الأعلى للشرطة.

وبدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عرض فيلم تسجيلى تحت عنوان «العهد»، شاركت فيه المطربة مى فاروق والمطرب محمد محسن بصحبة مجموعة من الأطفال.

وذكر الفيلم التسجيلى بطولات قوات الشرطة فى «موقعة الإسماعيلية»، وشمل كذلك استعراضًا غنائيًا يخلد الذكرى السبعين لعيد الشرطة، وثورة الشعب فى الإسماعيلية ضد قوات المحتل الإنجليزى عام 1952، علاوة على عرض الفيلم لمسيرة الشرطة المصرية منذ موقعة الإسماعيلية وحتى ثورة 30 يونيو 2013.

كما تم عرض فيلم تسجيلى آخر لمجموعة من أبناء شهداء الشرطة، تحدثوا فيه عن بطولات وتضحيات آبائهم الشهداء من أجل الدفاع عن الوطن وترابه، واستذكروا لحظات استشهادهم.

وعبر الأطفال خلال الفيلم التسجيلى عن مدى اشتياقهم لآبائهم وعن فخرهم ببطولاتهم فداء للوطن، وعقب ذلك تم عرض أغنية لمجموعة من الأطفال عن شهداء الشرطة، وبدا الرئيس متأثرا بمقولات أبناء الشهداء وحديثهم الذى اختلط فيه الحزن على آبائهم وفخرهم باستشهادهم.

وخلال الاحتفالية ألقى الرئيس كلمة قال فيها: «مع حلول يوم الخامس والعشرين من يناير كل عام تهب علينا نسمات العزة والكرامة الوطنية حينما نستعيد معًا ذكرى عزيزة غالية، على قلب ووجدان كل مصرى ذكرى تعالت معها، صيحات المطالبة بالحرية والاستقلال الوطنى ففى ذلك اليوم من عام ١٩٥٢ كانت هناك طليعة من أبناء مصر الشرفاء، على موعد مع المجد، الذى قام بتخليد بطولاتهم فى الذاكرة الوطنية تتحاكى وتتفاخر بهم الأجيال المصرية فقد أثبت رجال الشرطة المصرية فى ذلك اليوم أن الدفاع عن الأوطان، ليس مرهونًا بامتلاك العدة والعتاد وإنما هو مرهون، بمدى إيمان وعقيدة الرجال، الراسخة داخل نفوسهم».

وأضاف: «إن الغاية الأسمى للدولة، هى المحافظة على بقائها، وحفظ الأمن والأمان لمواطنيها وهذا لن يتأتى، دون وجود جهاز شرطة وطنى، واع ومدرك لطبيعة مهمته جيدًا، ولعل ما يقوم به أبناؤكم اليوم من رجال الشرطة، من حفظ أمن واستقرار الوطن، ومحاربة الإرهاب البغيض لهو خير دليل على أن معين هذه الأمة، لا ينضب أبدًا وأرضها الطيبة، تفيض دائمًا بالخير وتنجب رجالًا، يدركون جيدًا، قيمة الانتماء لهذا الوطن وإننى من موقع المسئولية، أثمن دورهم الوطنى جنبًا إلى جنب، مع أشقائهم من رجال القوات المسلحة البواسل والذين يمثلون معًا، الحصن المنيع، لحماية الوطن من كل شر.. تحية لهم جميعًا، على بطولاتهم وتضحياتهم والتى لولاها، ما كان لمصر أن تسير على طريق التنمية الشاملة، التى تنشدها لشعبها وتحية أيضًا، مملوءة بأسمى آيات التقدير والاعتزاز، إلى أرواح الشهداء تلك الشموع المضيئة، التى اختارت الخلود فى السماء، على البقاء فى الأرض وإلى أسرهم، التى عانت وتحملت فراقهم، من أجل الهدف الأعظم وهو بقاء مصر مرفوعة الرأس ولكى تبقى مصر هكذا، لابد أن نستحضر الروح التى بثها فينا، أبناء الوطن الشرفاء ونحن نواجه المحن والأزمات التى تعترض طريقنا ومن هذه الأزمات، تأتى جائحة فيروس «كورونا»، التى تجتاح العالم كله وما من مناسبة نلتقى فيها، إلا وأن أكرر شكرى باسم المصريين جميعًا إلى أبنائكم من الأطقم الطبية على ما يقدمونه من تضحية، فى مواجهة هذا الوباء، للحفاظ على صحة المصريين».

وتابع: «كما لا يفوتنى، أن أوجه لكم التحية بمناسبة ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى عبرت عن تطلع المصريين، لبناء مستقبل جديد لهذا الوطن ينعم فيه جميع أبناء الشعب، بسبل العيش الكريم»، مضيفًا: «شعب مصر الأبى، إن الطريق ما زال أمامنا طويلًا وما تم تحقيقه على الصعيد الاقتصادى والأمنى، هو مجرد خطوة على طريق بناء المستقبل الذى نسعى لتثبيت دعائم استقراره، وبناء الجمهورية الجديدة التى تحفظ كرامة المواطن المصري، وتوفر له أفضل الظروف المعيشية».

 واستطرد: «لعلكم تتابعون ما يحدث، من خلال مبادرة «حياة كريمة» التى تجوب كل محافظات مصر لتحقيق غد أفضل للأجيال القادمة ولكن هذا الطريق لن يكون ممهدًا، دون وجود عوائق تعترض مسيرتنا فى ظل تحديات ومخاطر تواجه الأمن القومى المصري، وقدر مصر أن تعيش وسط منطقة مضطربة كانت ولا تزال هى بؤرة الأحداث الدولية تتعارض فيها المصالح، وتتشابك فيها التوازنات، وتتغير فيها التحالفات فما كان مستحيلًا بالأمس، أصبح ممكنًا اليوم وما كان من الثوابت فى الماضى، أضحى فى الحاضر، أمرًا قابلًا للتغيير ولا سبيل أمامنا لمجابهة كل هذه الأمور، إلا بوحدتنا وتماسكنا الوطنى فبهما دون غيرهما، نحافظ على ثوابتنا الوطنية التى لا تتدخل فى شئون الآخرين، ولا تقبل التفريط فى حقوق المصريين، هذا هو عهدنا وتلك هى عقيدتنا التى لن نحيد عنها أبدًا مهما بلغت التحديات ومهما كانت الصعوبات، ودائمًا وأبدًا وأخيرًا تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر».