الأربعاء 12 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شـرم الشيـخ تتـأهب لاستقبـال مؤتمر المنـاخ

27 COP طوق النجـــــــــــــاة الأخير لإنقاذ البشرية

بدأ العد التنازلى لإنعقاد مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية التغير المناخى 27 COP الذى تستضيفه مصر فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر نيابة عن قارة إفريقيا، «روزاليوسف» تستعرض أهم التحضيرات التى أعدتها الدولة المصرية لاستقبال هذا الحدث الدولى المهم، ونقدم ملامح لأهم الموضوعات التى ستناقش فى المؤتمر، وذلك بمشاركة 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها، ومن المتوقع حضور 90 من رؤساء الدول للقمة التى تعقد فى الأيام الأولى للمؤتمر.



والمؤتمر يعقد سنويًا فى إطار إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخى لتقييم الجهود المبذولة، ويهدف أيضًا لوضع التزامات ملزمة قانونًا للدول المتقدمة؛ للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وعقد لأول فى العاصمة الألمانية برلين فى عام 1995.

 

أولويات المؤتمر

 

تركز مصر خلال استضافتها على الموضوعات الملحة ذات الأولوية فى القارة الإفريقية خاصة والدول النامية عامة كموضوعات التكيف وتمويل المناخ، كما تتطلع مصر إلى البناء على «مخرجات جلاسجو» التى وضعت فى مؤتمر المناخ المنعقد العام الماضى فى إنجلترا، لوضع هدف عالمى للتكيف طبقاً لبرنامج عمل «من جلاسجو - شرم الشيخ»، خاصة بعد الانتهاء من كتيب قواعد باريس.

تتطلع مصر أن يكون 27 COP هو مؤتمر للتنفيذ؛ حيث يهدف إلى الخروج  بنتائج موضوعية شاملة وطموحة ومستندة إلى قواعد تتناسب مع التحدى القائم على النواحى العلمية؛ مسترشدةً بالمبادئ التى تستند إلى الاتفاقيات والقرارات والتعهدات والالتزامات، منذ إتفاق باريس2015 إلى مؤتمر جلاسكو عام 2021، والذى فى نهايته تعهدت الدول المشاركة بالعودة إلى الاجتماع هذا العام، للاتفاق على زيادة نسبة تخفيض معدلات انبعاثات غازات الدفيئة وثانى أكسيد الكربون، بما يتماشى مع تقليل معدل زيادة درجة حرارة الكوكب إلى أقل من 1.5 درجة مئوية.

كانت وزيرة البيئة قد أعلنت عن إطلاق مبادرة «دليل شرم الشيخ للتمويل العادل» التى تتناول أنواع التمويل المختلفة، وكيفية تقديمه بطرق مبتكرة والعمل على زيادة حجم التمويل وتسريع وتيرة الوصول إليه، وما يمكن تقديمه إلى الدول النامية. ومن المنتظر أيضًا مناقشة إنهاء دعم الوقود الأحفوري، والتخلص التدريجى من الفحم، وتحديد سعر الكربون، وحماية المجتمعات الضعيفة، والوفاء بالتزام تمويل المناخ بقيمة 100 مليار دولار. وفى بيان سبق قمة المناخ العام الماضى، قالت مجموعة الدول الأقل نمواً إن «رفع سقف الطموح العالمى وزيادة الاعتمادات المالية لمحاربة تغير المناخ شىء أساسى لبقائنا».

 

الاستراتيجية الوطنية للمناخ

 

ضمن استعدادات مصر لقمة المناخ على المستوى الوطنى أطلقت مصر الإستراتيجية الوطنية الأولى للتغيرات المناخية للمدة حتى 2050،  والتى تهدف إلى التصدى بفاعلية لآثار وتداعيات تغير المناخ بما يسهم فى تحسين جودة الحياة للمواطن المصري، وتحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادى المستدام، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، مع تعزيز ريادة مصر على الصعيد الدولى فى مجال تغير المناخ.

تتضمن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ حزمة أولى من المشروعات، من أجل تنفيذ أهداف الاستراتيجية سواء فى مجال التكيف والتخفيف والآثار الاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ.

وتسعى الاستراتيجية لتحقيق خمسة أهداف أولها تحقيق نمو إقتصادى مستدام وتنمية منخفضة الإنبعاثات فى مختلف القطاعات والهدف الثانى بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ.

وبدأت الحكومة تحديث إطار التنمية منخفضة الانبعاثات، والذى يهدف الى دمج اعتبارات خفض الانبعاثات فى خطط التنمية المستدامة للدولة.

وحصلت مصر على تمويل من صندوق المناخ الأخضر (3 ملايين دولار أمريكي) لإعداد الخطة الوطنية للتكيف بهدف تيسير دمج التكيف مع آثار تغير المناخ فى السياسات والبرامج والأنشطة الجديدة والقائمة لا سيما فى عمليات واستراتيجيات تخطيط التنمية، وستتم إدارة عملية إعداد الخطة من خلال المجلس الوطنى للتغيرات المناخية.

وشاركت مصر فى أعمال اللجنة الخاصة بالإصدار الأول للسندات الخضراء بقيمة ٧٥٠ مليون دولار لتمويل ١٥ مشروعا فى مجالات النقل النظيف والإدارة المستدامة للمياه والصرف الصحي.

 

حملة «رجع الطبيعة لطبيعتها»

 

أطلقت وزارة البيئة الحملة الوطنية للتوعية بقضية الغيرات المناخية تحت شعار «رجع الطبيعة لطبيعتها»، من خلال فيديوهات تتضمن التعريف بالتغيرات المناخية وتأثيرها على حياة المواطن، ونشر رسائل عن مدى الأضرار التى تسببها التغيرات المناخية وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وتصحر وإختفاء بعض الأطعمة، وتدهور الأراضى الزراعية وغيرها من التأثيرات.

والحملة تهدف إلى خلق وعى بيئى حقيقى بقضايا التغيرات المناخية وسط المجتمع المصرى بكل أطيافه وفئاته العمرية، وتهدف إلى تنمية المسئولية لدى المواطنين بأهمية دورهم فى تلك القضية التى أصبحت حقيقة واقعة فى حياتنا، وضرورة مساهمة الجميع فى حل قضايا المناخ. 

 

المنطقة الخضراء تستعد

 

يضم مؤتمر المناخ منطقين الأولى زرقاء وتضم رؤساء الدول والوفود الرسمية، وتتولى هيئة الأمم المتحدة تنظيم تصاريح الدخول لها، ومنطقة أخرى خضراء وهى منطقة تحت إدارة الدولة المضیفة مخصصة للقطاع الخاص والمجتمع المدنى، وتهدف لمنح الفرصة للدولة والقطاع الخاص والشباب والمرأة والمجتمع المدنى لاستعراض قصص نجاحهم فیما یخص تغیر المناخ.

وتبدو المنطقة الخضراء مثل زهرة اللوتس من الأعلى، وعبارة عن 5 مناطق عرض كبيرة تمثل بتلات الزهرة، مع ممرات مبنية من مواد مستدامة مثل الأخشاب والأقمشة التى تربط المناطق المختلفة معًا، كما يتم تحفيزها من خيوط العنكبوت.

ومن المقرر أن يتم عقد أحداث جانبية مختلفة داخل المنطقة الخضراء بمشاركة الوزراء والرؤساء التنفیذیین والشخصيات رفيعة المستوى من البنوك وشركات القطاع الخاص، وتم تجهيزها لتضم مساحة للمعارض، مسرح، وغرف الاجتماعات، مساحة للمجتمع المحلى البدوي، مطاعم وكافيتريات.

مؤخرًا قامت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بعدة جولات ميدانية لمتابعة اعمال التطوير ورفع الكفاءة لحديقة السلام بمدينة شرم الشيخ، والتى سيقام بها المنطقة الخضراء حيث تابعت الوزيرة خلال الجولات أعمال التطوير ورفع كفاءة النافورة ورصف الطريق المؤدى إلى المنطقة الخضراء، كذلك الأعمال الخاصة بتمهيد الأرض لإنشاء المعرض وخاصة الاجنحة المخصصة للمجتمع المدنى والشباب والعارضين من شركات القطاع الخاص؛ للتأكد من قدرتها واستعدادها لاستيعاب الأعداد المتوقع مشاركتها خلال المؤتمر من مصر ومن العالم.

هذا بالإضافة إلى تخصيص 9 أيام موضوعية غير رسمية لمناقشة الموضوعات التالية فى كل يوم، وهي: التكيف والمياه والتمويل والتنوع البيولوجى والمرأة والشباب وخفض الانبعاثات والحلول والعلم.

 

كيف أصبحت شرم الشيخ مدينة خضراء؟

 

منذ الإعلان عن استضافة مصر للمؤتمر نيابة عن قارة إفريقيا والدولة تعمل على قدم وساق بكل أجهزتها للاستعداد بصورة تليق بقيمة مصر ومكانتها، وتم تشكيل اللجنة التنسيقية العليا لاستضافة مؤتمر المناخ القادم COP27 برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وعضوية السفير سامح شكرى وزير الخارجية والرئيس المعين للمؤتمر، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمبعوث الوزارى للمؤتمر، والوزارات والجهات المعنية.

قامت وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة الخارجية بإعداد تصور للموضوعات الخاصة بالمسار التفاوضى والبعد السياسى والفنى المرتبط بتغير المناخ للمبادرات المقترحة والتنسيق مع شركاء التنمية، وتم تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، وتم ما يلي:

 

150 أتوبيسا يعمل بالكهرباء و120 أتوبيسا يعمل بالغاز الطبيعى.

 

120 فندقا يحصل على النجمة الخضراء من إجمالى 160 فندقا. 

 

60 مركز غوص يحصل على العلامة الخضراء.

 

3 محطات للطاقة الشمسية تم إنشاؤها منها على أسطح مبانى مطار شرم الشيخ وقاعة المؤتمرات.

 

100 نقطة شحن للسيارات والحافلات تم إنشاؤها لتعمل السيارات بالكهرباء بدلًا عن الوقود.

 

5 محاور تربط طريق السلام والطريق الأوسط والطريق الدائري.

 

30 مشروعا لتحويل شرم الشيخ الى مدينة خضراء ذكية.

 

3 آلاف نخلة تمت زراعتها فى شوارع وميادين شرم الشيخ.