السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
إدمان المحمول

إدمان المحمول

الإنسان دائما وأبداً وفى كل زمان ومكان يتطلع لحياة أفضل وأسرع يستطيع فيها أن يحقق أحلامه وطموحاته الحياتية له ولأبنائه من بعده، وهو ما يستلزم إعادة النظر فى عاداتنا التى نمارسها بلا وعى وباندفاع منقطع النظير.



ففى السنوات الأخيرة وبعد ظهور التليفون المحمول وتحوله إلى جهاز يمكن للإنسان أن يستغنى به عن أشياء كثيرة وأصبح فى يد كل فرد منا جهاز يستطيع أن يحول العالم كله بين أيدينا مما جعل كل فرد فى حالة عزلة شديدة عن الآخرين مكتفيا بهذا الجهاز الذى يحمل له العالم الافتراضى والذى يتخيل أنه أصبح من حياته اليومية بل أصبح كل حياته اليومية لكن هذا المرض أشد خطراً على الأطفال الصغار خاصة أن بعض أولياء الأمور وتحديدا الأمهات دائما وأبداً يحاولن التخلص من تعب أولادهن بإلهائهن بالتليفون المحمول لفترات طويلة دون إدراك الضرر الذى يتسبب فيه هذا الجهاز الخطير، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية بمنع استعماله للصغار أقل من سنتين وبالسماح به 60 دقيقة فقط يوميا من سن 3 إلى 4 سنوات فقط بعدما تبين وجود أضرار متعددة جسديا ونفسيا عند إطالة النظر إلى شاشة المحمول ومتابعة برامجه وأفكاره، فهو من أسباب إصابة الأطفال بالتوحد ويبطئ تطور اللغة ويؤدى إلى التهتهة والتلعثم وتأخر الكلام وله صلة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وقد ينتج عنه صعوبات التعلم وربما يتفاقم الأمر بأن يصاب العقل بنوبات صرع إذا كان هناك تاريخ وراثى فى العائلة.

وتطالب الدراسة أولياء الأمور بضرورة أن يبعد الأطفال أعينهم عن الجهاز لمدة عشرين ثانية كل عشرين دقيقة مع ضرورة فحص العين دوريا بين سن 5 و13 عاما فقد لوحظ مؤخرا كثرة الإصابة بقصر النظر، ويجب الانتباه لعدم رفع صوت الألعاب حتى لا يؤثر ذلك على السمع وخاصة فى حالة ارتداء سماعات الأذن. وأكدت الدراسة أن الإدمان الإلكترونى يحول دون الاختلاط بالعالم الخارجى لذلك يجب شغل وقت الفراغ باللعب والرسم والقراءة وممارسة الرياضة أو أى هواية أخرى، ويجب على الأهل وأولياء الأمور أن يكونوا منتبهين لخطورة هذا الأمر، لكن الواقع يقول إن كل أفراد الأسرة مدمنون فكل منهم لديه جهازه الخاص بأحدث الوسائل التكنولوجية، وكل واحد منهم يجلس داخل البيت فى حالة انعزال تام ويحمل بين يديه جهازه المحمول ويعيش فى ملكوت مختلف مع عالمه الافتراضى وقد يجلس كل واحد منهم لساعات طويلة دون أن يشعر بأن أخرين يجلسون معه فى نفس الدار أو فى نفس الغرفة أو حتى بجواره فقد لا يشعر أحد بمن بجانبه لأنه منهمك فى تصفح برامج التليفون المحمول وقد توحدت كل جوارحه وأحاسيسه مع هذا الجهاز ومع هذا العالم الذى أصبح يسيطر على الجميع، وتحول البعض إلى آلة تشبه التليفون المحمول فهو لا يشعر بك ولا بوجودك إلا إذا كان هناك سبب قهرى ليشعر بوجودك، وهناك حوادث كثيرة كان سببها استخدام التليفون المحمول والتفاعل معه بكل الجوارح، فهناك حوادث كثيرة وقعت بسبب الاندماج مع التليفون المحمول منها على سبيل المثال الطالب الذى فقد حياته أثناء قيادته السيارة على أحد الطرق السريعة بسرعة كبيرة وهو منشغل فى التليفون المحمول وكذلك مهندس كهرباء يعمل فى أحد مصانع المواد الغذائية والذى فقد أصابع يده عند تشغيله إحدى آلات المصنع وهو يعبث فى المحمول والأمثلة على ذلك كثيرة جداً لا حصر لها.

لذلك نحتاج إلى مراجعة أنفسنا واتباع التعليمات الصحيحة السليمة فى استخدام هذا الجهاز الخطير الذى أصبح مضيعة للوقت وساعد على تفكك الأسرة والمجتمع وضياع مستقبل الصغار لإدمانهم لهذا الجهاز الخطير.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها.