الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف بدأت البكاسة

أول تجربة مسرحية لفريق «روف 14» خارج أسوار الجامعة

كيان مسرحى جديد سعى إلى تأسيسه المخرج وليد طلعت مع مجموعة من شباب الجامعتين الألمانية والبريطانية لإنتاج وتقديم عدد من الأعمال المسرحية المستقلة بعيدا عن تقاليد الإنتاج داخل أسوار الجامعة؛ انطلقت فى النصف الثانى من شهر رمضان أولى عروض هذا الكيان بالعرض المسرحى «كيف بدأت البكاسة»؟.. حيث افتتح الفريق أولى تجاربه على خشبة مسرح روابط.



«كيف بدأت البكاسة»؟.. تجربة فنية طموحة اعتمد عنصر الجذب فيها حول معنى العرض نفسه وليس على عناصر الإبهار المسرحية المعتادة للتسويق والترويج؛ كان اسم العرض وحده كافيًا لتحقيق الجاذبية ولفت الانتباه من مفاجأة طرح السؤال حول كلمة «البكاسة» المثيرة للفضول والتى تبدو غريبة وملتبسة المعنى على أسماع الكثيرين .. يتناول العرض تفسير وتأويل معنى هذه الكلمة المبهمة للبعض بينما هى كلمة دارجة بالأحياء الشعبية المصرية قد تستخدم بكثرة لدى فئات بعينها كنوع من التوبيخ أو النقد للأشخاص المتجاوزين الحد فى التعامل مع الآخرين أو المتعدين بلا وجه حق وبشيء من الفجاجة؛ انتشرت تلك الكلمة من جديد بين شباب اليوم على مواقع التواصل الاجتماعى مما دفع المخرج مع مجموعة من الفريق لإعادة طرحها وفتح المجال فى الحوار حولها.

يبدأ العرض بشكل تفاعلى بين البطلة الدكتورة أمل المتخصصة فى علم الاجتماع والتى تحاول تقديم بحث أو رسالة علمية فى ظاهرة «البكاسة» لكن يتم رفضها وبالتالى تقرر طرحها ومناقشتها بين الطلاب هؤلاء الطلاب هم الجمهور؛ تدخل فى حوار مفتوح مع الصالة حول تعريف مصطلح «البكاسة» وفى حوار كوميدى ساخر تبدأ تدريجيا فى تعريف الكلمة ومراحل تطورها لسلوك يمارس بين أفراد المجتمع نتيجة عدة عوامل اجتماعية  أدت بالفرد لممارسة هذا التصرف أو السلوك السلبى تجاه الآخر كرد فعل لما تعرض له فى طفولته أو تجارب قاسية فى الحياة بشكل عام؛ تعرض نماذج من هذه الأشكال الاجتماعية المشوهة أو التى تجسد معنى هذه الكلمة فى أسلوب التعامل والسلوك بين البشر.

فى مجموعة من الاسكتشات الكوميدية المتلاحقة تعرض الدكتورة أمل نماذج متفرقة لشخصية داغر والمواقف التى يتعرض لها قبل تحوله بسبب ضغوط المجتمع إلى شخص «بكس» أو شخص «بجح» يفعل أى شيء مقابل الوصول إلى مآربه؛ تتعدد المواقف والحكايات التى يتعرض لها داغر على مدار حياته وبكل مراحل تحولها من المراهقة للشباب وحتى الاحتكاك بالحياة العملية.

شارك فى بطولة العرض أعضاء فريق «روف 14» يعد هذا هو الإنتاج الأول للكيان الجديد والذى أكد عنه مؤسسه وليد طلعت أن هذا الكيان جاء نتاج جهد وعمل متواصل لسنوات طويلة داخل أسوار الجامعة؛ حيث سبق أن أخرج طلعت العديد من الأعمال المسرحية بالجامعة البريطانية والجامعة الألمانية فهو المسئول بشكل متواصل وحتى اليوم عن فريق مسرح الجامعتين؛ لكن فكر بعض أعضاء الفريقين فى عمل نوع من الاتحاد أو المزج وتشكيل كيان فنى مستقل بعيدا عن الجامعة تحت اسم «روف 14»؛ هذا الكيان يطرح شكلًا جديدًا من الإنتاج الفنى يتضمن عروضًا مسرحية ضخمة؛ وعروضًا كوميدية اسكتشات ومسرحًا كلاسيكيًا، استاند آب كوميدى وغيرها من اشكال الفنون. 

وأضاف وليد: فكرة «روف 14» نتاج عمل سنين طويلة بالمسرح الجامعى بشكل عام من مسرح حلوان هندسة المطرية إلى مسرح الجامعتين الألمانية والبريطانية؛ حتى تخرج من بين هؤلاء الشباب اليوم عدد كبير ممن يعملون بشكل محترف؛ وبالتالى فكرنا بعد نقاش طويل فى تأسيس كيان مستقل خارج الجامعة لوجود بعض القيود والضوابط الكثيرة التى تحكم العملية الإنتاجية داخلها لذلك قد تظل التجارب مقيدة بشروط محددة ومواعيد الطلاب بسبب الامتحانات، كنا معتادين أن نقدم بروفات عروضنا بـ «روف» أحد الزملاء لذلك فكرنا فى إطلاق تسمية «روف 14» على الكيان الجديد خاصة أن وقتها كان عددنا 14 فردًا بالفعل!

بدأ الفريق بتقديم أولى تجاربه الإنتاجية لمدة ثلاثة أيام على خشبة مسرح «روابط» خلال شهر رمضان، وعلى الرغم من زحام هذا الشهر الكريم بعدد كبير من الأعمال الدرامية فإن العمل حظى بنصيب كبير من الإقبال الجماهيرى خلال أيام عرضه الثلاث واقترب من رفع لافتة كامل العدد وهو ما لم يتوقعه صناع العمل؛ جدير بالذكر أن جزءًا من أعضاء هذا الفريق كانوا قدم مؤخرا عرض «قضية سنبل» التابع للجامعة الألمانية مع المخرج وليد طلعت، قدم العمل على خشبة مسرح الهوسابير ونجح نجاحًا كبيرًا، ضم هذا العرض عددًا لا حصر له من الطاقات الشابة الذى تمت الاستعانة ببعضهم ضمن أعضاء الفريق الجديد.