الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انهيار زراعة القطن والمساحة تتراجع من 2مليون إلى100 ألف فدان

انهيار زراعة القطن والمساحة تتراجع من 2مليون إلى100 ألف فدان
انهيار زراعة القطن والمساحة تتراجع من 2مليون إلى100 ألف فدان




كتب - رضا داود


لماذا انهارت زراعة الذهب الأبيض؟ 100 الف فدان فقط المساحة المزروعة من القطن هذا العام وهذا بحسب تقرير الإدارة المركزية لشئون المديريات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة.. حينما نقارن أرقام المساحة المزروعة من القطن هذا العام بالمساحات السابقة والتى كان يصل فيها مساحة الارض المزروعة من القطن لـ 2 مليون فدان لن يوجد غير معنى واحد فقط يمكن أن نوصف به الوضع الحالى وهو انهيار أعرق زراعة فى تاريخ مصر الحديث والتى ارتبط بها أقدم صناعة ايضا وهى صناعة الغزل والنسيج.. ومن ثم حينما تراجعت مساحة القطن بدأت صناعة الغزل والنسيج فى الاضمحلال والانهيار والتى مر عليها ما يقرب من قرن من الزمان حتى وصلت خسائرها السنوية لـ 3 مليارات جنيه.. محاولات كثيرة بذلت لإحياء القلاع الصناعية بالمحلة وكفر الدوار ولم تؤت ثمارها حتى تحولت الآن إلى «خرابات» وجثث هامدة.. للأسف الشديد إهمال الحكومة لشراء القطن من الفلاح تسبب فى تراجع المساحات المزروعة منه وبعد ما كانت مصر دولة رائدة فى زراعة القطن وكانت هناك بورصة للقطن المصرى قبل ثورة 23 يوليو وكان الإنجليز والعالم يعتمدون بشكل أساسى على القطن المصرى فى التصنيع حتى وصل إلى العالمية إلا أن الواقع حاليا صعب ونعيش فى مأزق حقيقى لدرجة أن ما يتم استيراده من الاقطان سنويا بلغ حوالى 2.5 مليون قنطار نتيجة اعتماد مصانع الغزل والنسيج على الأقطان القصيرة والمتوسطة بدلا من القطن المصرى طويل التيلة.. والتساؤل الآن هل كانت هنا مؤامرة على القطن المصرى ولمصلحة من تم تدمير أعرق زراعة كانت تمثل مصدر دخل كبير للفلاح المصرى؟ لدرجة أنه كان من خلال زراعة واحدة للقطن يمكن أن يزوج أحد أبنائه أما الآن فحال الفلاح صعب.. للأسف الشديد الزراعات التى كان لنا فيها ميزة نسبية واشتهرنا بها على مستوى العالم أصبحت فى مهب الريح وتحولنا لدولة مستوردة بعدما كنا ملوكاً فى زراعة القطن والقمح.. تساؤلات كثيرة تحتاج إلى إجابات لماذا وصلنا لهذه الحالة ولماذا تركت الحكومة زراعة القطن لتموت بهذا الشكل المؤسف أين وزارة الزراعة أين دعم الحكومة للفلاح كما تعمل كل دول العالم وعلى رأسها أمريكا؟.