الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرصد الأزهر: تنامى الفكر المتطرف ضد المهاجرين يهدد الوجود الإسلامى

مرصد الأزهر: تنامى الفكر المتطرف ضد المهاجرين يهدد الوجود الإسلامى
مرصد الأزهر: تنامى الفكر المتطرف ضد المهاجرين يهدد الوجود الإسلامى




أكد مرصد الأزهر فى احدث دراسة له أن  ظاهرة اليمين المتطرف  تنامت فى السنوات الأخيرة فى الدول الغربية، وكان تركيز أصحابها الأُول على المهاجرين، خاصة المسلمين منهم؛ حيث دعا أتباع هذا الفكر المتطرف إلى طرد المهاجرين وغلق الأبواب أمام أية موجات هجرة جديدة، متخذين مسار العنف سبيلًا نحو تحقيق أهدافهم، ولمَّا لم يجدوا نتائج مثمرة أخذوا يستغلون الأدوات الديمقراطية من أجل الوصول إلى السلطة، ومن ثمَّ تنفيذ أهدافهم عن طريق المؤسسات الشرعية والقانونية، من خلال سنّ التشريعات والقوانين، وقد أتتْ هذه السياسة أُكُلها؛ حيث وصلت بعض هذه الأحزاب إلى السلطة كما هو الحال فى إيطاليا والنمسا.
ولفت المرصد إلى كتاب «أيديولوجيا اليمين المتطرف» للكاتب «كاس موده»  حيث تناول بالبحث عدة أحزاب يمينيّة متطرفة فى ألمانيا، وفنلندا، وهولندا، وخَلُص إلى الأسس الأيديولوحية للفكر اليمينيّ المتطرف، والتى حصرها فى عدة مبادئ تُمثل بدورها مراحل متتالية، أولها مبدأ القومية أو الانتماء العنصرى للوطن؛ حيث بيَّن أن أتباع هذا الفكر يسعون إلى تحقيق الاتساق فى بلادهم على مستوى الدولة، وهو ما أطلق عليه «موده» (الوحدة السياسية)، وكذا على مستوى الأمة، وهو ما أطلق عليها (الوحدة الثقافية). وقد أدى هذا الاعتقاد إلى المبدأ الثانى القائل بأفضلية العرق الأبيض والتعصُّب له والعداء لكل ما هو أجنبيّ. وهو الأمر الذى تَولَّد عنه فى النهاية المبدأ الثالث المتمثل فى النظرة الشوفينية للرفاهية، بما يعنى اعتقادهم أنه يتعيَّن على الدولة عبر سياساتها الاجتماعية أن تضمن رفاهية أفراد عرقيتها فقط دون الأجانب، أى ضرورة ألا يؤثر الوجود الأجنبى على الرفاهية الفردية للمواطن.
ولفت المرصد إلى أن  شيوع هذه الأيديولوجيات، والأفكار، وتبنِّى بعض كبرى وسائل الإعلام وكبار الساسة على مستوى العالم لها أدى  إلى تأثر بعض مواطنى هذه الدول بهذا الخطاب تأثرًا كبيرًا لدرجة حدت ببعضهم إلى ارتكاب جرائم كراهية ضد المسلمين، بل تطوّر الأمر ليصلَ إلى الإقدام على مذابحَ مروعة باسم المحافظة على العرق الأبيض ونقائه، كان آخرها مذبحة مسجدى «كرايستشيرش» بنيوزيلندا؛ حيث أقدم الإرهابى المتعصب المتطرف «برينتون تارنت» على قتل (51) مصليًا فى دار عبادة، وبثّ ذلك مباشرة على أحد مواقع التواصل الاجتماعيّ، ولم يُبْد أى ندم، أو يُظهر أى أسفٍ عند مثوله أمام المحكمة بعد القبض عليه بوقت قصير، بل إنّه أظهر إصراره على أفكاره من خلال الإشارة بعلامة النازيّة خلال مثوله للمحاكمة.
وشدد الأزهر على إن مواجهة مثل هذا الفكر المتطرف تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الدول وتجريمًا قانونيًّا لكل أشكال الاعتداءات القائمة على الكراهية، كما تتطلب جهودًا من المسلمين المقيمين فى هذه الدول بأن يندمجوا فى مجتمعاتهم، دون التخلى عن هويتهم وقيمهم، وألا يعيشوا فى مجتمعات مغلقة فى هذه البلاد بما يخدم أجندة هؤلاء المتطرفين.