الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
صندوق إعمار مصر
كتب

صندوق إعمار مصر




 


 
 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 03 - 03 - 2011



الفرصة سانحة لإعادة انطلاق الاقتصاد المصري
(1)
- كما أبلغني الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء، فإن دولة الكويت أعربت عن رغبتها في إعادة إعمار مصر ودعم الاقتصاد المصري، كمشاركة عربية بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بنا في الأسابيع الأخيرة.
- نفس الأمر أكده رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق في لقائه بالقيادات الإعلامية، مشيراً إلي أن لديه تطمينات من دول كثيرة في العالم لدعم الاقتصاد المصري ودفع مسيرته.
- الذي يحول دون ذلك هو عدم عودة الهدوء والاستقرار واستمرار المظاهرات والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، بما يضيع علي مصر فرصاً سانحة لتعويض خسائرها.
(2)
- العالم كله يفعل ذلك وكثيراً ما تبادر الدول الغنية بمساعدة الدول التي تواجه حروباً وأزمات لتقف من جديد علي قدميها، وتعيد بناء اقتصادها وترفع معدلات النمو.
- مصر تحتاج ذلك بشدة، لأن دولاب الإنتاج يكاد يكون معطلاً تماماً منذ أكثرمن أربعين يوماً، والحياة تكاد تكون متوقفة، والاقتصاد مصاب بالشلل والسكتة.
- الإنتاج وصل إلي أدني معدلاته، والبلاد تسحب من رصيدها الحي، ولكن إلي متي يستمر ذلك، وإذا احتملنا شهراً فهل نتحمل شهرين أو ثلاثة إذا استمر الوضع؟
(3)
- تستطيع مصر الآن، وهي في أوج تألقها أن تطرح صندوقاً لإعادة إعمار مصر، والمؤكد أن العديد من البلدان الأجنبية والعربية الغنية لديها الرغبة في ذلك.
- لأن مصر هي قلب المنطقة ورمانة الميزان ومؤشر الأحداث، إذا استقرت فسوف تستقر المنطقة كلها، وإذا اضطربت فسوف تعم الفوضي المنطقة كلها.
- ما يحدث في مصر تنتقل توابعه وتداعياته لكل دول المنطقة، ومن صالح العالم كله أن يعود الاستقرار لقلب هذه المنطقة في العالم، التي تتحكم في أهم موارد الثروة.
(4)
- ما الذي يعطل ذلك؟.. أولاً: استمرار الإضرابات والمسيرات والاحتجاجات، دون أدني بادرة لانتهاء هذه الظاهرة، بل إنها تتسع وتتعدد صورها يوماً بعد يوم.
- ثانياً: ارتفاع سقف المطالب بدرجة تعجز الموارد عن تلبيتها في الظروف الحالية، مع أن المفترض أن يتكاتف الجميع للعمل بأقصي جهد لتحقيق رفع المستويات المعيشية.
- ثالثاً: تعطيل العمل في المصانع والشركات وكل وسائل الإنتاج إما بشكل كامل أو جزئي، ولا يعود العمل إلا متقطعاً أو في صورة غير منتظمة.
(5)
- رابعاً: هروب الاستثمارات الأجنبية من مصر، بعد أن سارعت كثير من الشركات المهمة بتصفية أعمالها وتسريح العمالة فيها بعد دفع تعويضات لهم.
- خامساً: إحجام رجال الأعمال المصريين عن القيام بمشروعات جديدة وتقليص أنشطتهم الحالية، خوفاً من مزيد من الخسائر وعدم انتظام العمل في وقت قريب.
- سادساً: الحرب الإعلامية الشرسة حول قضايا الفساد التي لا تتحري الدقة وتعتمد علي الشائعات والاتهامات المرسلة، مما خلق شعوراً بالقلق وعدم الاطمئنان لدي قطاعات عريضة.
(6)
- الفرصة الذهبية لا يجب أن تضيع، ودول الاتحاد الأوروبي متعطشة لأن تدخل مع مصر في شراكة جديدة قوامها «تبييض» الملف المصري من القضايا الشائكة مثل حقوق الإنسان.
- أوروبا تسعي لشراكة حقيقية في ظل نظام ديمقراطي ينال رضا الشعب ويأتي بإرادة الجماهير، ويكون حافزاً ومشجعاً علي تعميمه في مناطق أخري كثيرة.
- الولايات المتحدة نفسها متشوقة لبدء علاقة جديدة مع مصر، بعد أن وصل الخلاف بينها وبين النظام السابق في مصر إلي أقصي درجة، وأزيلت الآن كل العقبات التي كانت تحول دون ذلك.
(7)
- «صندوق إعمار مصر» فرصة ذهبية يجب أن نتمسك بها جيداً، حتي تستطيع البلاد أن تعوض الأسابيع الماضية، وأن تنطلق من جديد في خطط التنمية والمشروعات الجديدة.
- إذا لم يحدث ذلك فالنتائج في منتهي الخطورة، وقد يقود الأمر في النهاية إلي ثورة الجياع الذين لا يجدون طعام يومهم، خصوصاً العمالة اليومية التي تعاني الأمرين.
- مصر يجب أن تنطلق بسرعة ولا تضيع وقتاً، والعالم كله مهيأ ومتحمس الآن لتلك الخطوة، ولا نريد أبداً أن يكون إعمار مصر مثل صندوق إعمار غزة.


E-Mail : [email protected]