عثمان: توشكى تبحث عن التمويل لاستكمال المسيرة

كتب ـ كمال عامر


أزمة كبيرة تواجه مناطق الاستصلاح الزراعى فى توشكى بعد أن أنفقت الدولة المليارات من الجنيهات على محطة مبارك 6 مليارات جنيه بأسعار 2002 و2 مليار على استصلاح 30 ألف فدان وإقامة مجتمع عمرانى جاذب للسكان، ومصنع للفرز والتجفيف وأماكن للثروة الحيوانية بأرض شركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية أحدى أذرع القومية للتشييد الحكومية.
ولعدم وجود أموال للاستصلاح والزراعة تواجه المساحات المستصلحة والمزروعة بل والمشروع ككل أزمة حقيقية قد تطيح بما تم إنفاقه.
توشكى منطقة زراعية فيها العديد من المميزات «وجود المياه والأرض برغم صعوبة الاستصلاح والطقس الجاف الذى يساعد على نضج الإنتاج قبل موعده المعروف فى غير توشكى».
إلا أن نقص التمويل أصبح مشكلة حقيقية قد تطيح بالانجازات التى حققتها الحكومة، وفى ظل وجود مخطط للتنمية وتطوير العمل بالمشروع ككل هناك محاولات للبحث فى عملية التمويل ما بين مباحثات مع بنوك أو شركات تمويل أو صيغة جديدة بالتصرف بيعًا فى الأرض المزروعة مع توجيه حصيلة البيع لاستصلاح مساحات جديدة وعمل بنية قومية من طرق ومحطات رفع وهو ما يصب لصالح عملية التنمية ككل بعيدًا عن كاهل القومية للتشييد التى بدأت تعانى من عملية الإنفاق على الشركات التابعة فى ظل البحث عن صيغ لوجود التمويل وفكرة أن تتولى شركة رمسيس زراعة وإدارة مشروع جنوب الوادى كمستأجر.
د.سمير عثمان رئيس شركة رمسيس لإدارة المشروعات فى حوار معه حول رؤية تطوير ما تحقق على الأرض من إنجازات بأرض جنوب الوادى «توشكى» وم.سيد بيومى نائب رئيس الشركة لشئون الزراعة كان الحوار حول كيفية تحويل مشروع استصلاح وزراعة 120 ألف فدان المخصصة لشركة جنوب الوادى إلى منطقة جذب سكانى بجانب ما تحقق من نجاحات هناك.
عملية تحويل الأراضى المستصلحة إلى منطقة جذب سكانى لا يمكن أن تنجح إلا فى وجود تنسيق بين وزارات الرى والزراعة والداخلية والتعليم والصحة والتموين بجانب صاحب الأرض.
وإلى أن يتم تفعيل ذلك سوف تستمر محاولات الاستصلاح أو الزراعة محاولات منقوصة فى عملية التنمية ككل.
د.سمير عثمان رئيس شركة رمسيس قال لى: منطقة توشكى بالطبع منطقة زراعية يمكن من خلال إقامة عدد من المشروعات المتكاملة المعتمدة على الزراعات عمل دفعة معنوية وتنموية بالمشروع إلى آفاق جديدة.
■ قلت كيف تحقق تلك النظرة المستقبلية على الأرض؟
- قال عن طريق عمل تكامل بين أضلاع التنمية هناك من إنتاج حيوانى وزراعى وصناعى، مضيفًا: هناك جهد مبذول فى المشروع من جانب شركة جنوب الوادى للتنمية وما حققته من نجاحات فى الاستصلاح والزراعة فى المساحات المزروعة حاليًا، وبالطبع مشروع توشكى صعب.. درجة  حرارة مرتفعة.. رطوبة منخفضة.. مناخ أقرب لخط الاستواء.. طبيعة التربة ليست جيدة بل متفاوتة، برغم ذلك النجاحات التى تحققت تعنى أن هناك رغبة فى التأقلم ومواصلة العمل.
كمثال فى خريطة التطوير أخرج لى د.سمير عثمان من خلال اللاب توب مجموعة من الرسومات الهندسية والتخطيطية وهى عبارة عن قبلة الحياة للمشروع لإعادة الروح فيه كمثال من خلال الرسومات، شرح سمير  عثمان قائلاً: فى الإنتاج الحيوانى كمثال يمكن تخصيص 5 آلاف فدان لزراعة محاصيل لتغذية الحيوانات بالتعاون بين شركة جنوب الوادى وشركة رمسيس، عمل محطة إنتاج حيوانى تقام على الأصول الموجودة برتوش تطوير لـ 1000 رأس وزراعة 800 فدان لإنتاج محاصيل حقلية لتغذية الحيوانات.
أيضًا ضمن الخطة زراعة قمح، بساتين، ذرة، وزراعة المتخللات عنب ومانجو وفلفل و200 فدان نخيل لأنواع نادرة!
مضيفًا.. ممكن عمل مجزر لخدمة التسمين ووحدات تغذية لمشروع ألبان.
ممكن أيضًا عمل خلايا شمسية لتوليد الكهرباء لتشغيل الباقتات بدلاً من الاعتماد على الكهرباء التقليدية، مما يوفر عائدًا ماليًا مهمًا للشركة.. وهو ما يعظم التنمية المستدامة من استصلاح باستخدام أشعة الشمس الموجودة.
وهو ما يتيح تطوير «سيستم» الرى، عندنا شركة كيما تحصل منها على سماد ممكن عمل سماد بالمشروع.
وبالطبع سيتم شراء الإنتاج الحيوانى من السودان أو دول إفريقية.. وهنا ستلاحظ من خلال الخطة أن 70٪ من طعام الحيوان يعتمد على الإنتاج المحلى من أرض جنوب الوادى ورمسيس بتوشكى.
وبالنسبة للمجزر ممكن أن أفتحه أمام الغير.. أيضًا ضمن الخطة إنشاء مصنع علف، مصنع لحوم مجزر، مدبغة للجلود، تربية دواجن، رءوس أغنام، وتربية النخيل لأنواع نادرة بتجيب فلوس.
وأضاف: التربة فى مشروع توشكى تحتاج لعمل كثير.. ومصاريف ودقة فى الخدمة.
■ عندما قلت لكن مثل هذه المشروعات تحتاج للتمويل فى ظل عدم وجود أموال لهذا الغرض بالقومية للتشييد؟
- قال د.سمير عثمان: أولا فى عملية الإنتاج الحيوانى التمويل ذاتى المطلوب دورة تسمينية واحدة العائد منها سيتدفق على باقى الدورات.
بالإضافة هناك مشروع مع القابضة للتشييد للتعاون والبحث والتفاوض مع كل جهات التمويل بنوك أو غيرها لتحقيق التمويل فى حدود المطلوب لاستكمال ما لدينا من مقومات اقتصادية لتلك المشروعات.
أنا عندى مثال أن هناك ثلاث جهات شركاء فى البحث عن صيغة تمويلية لحل مشاكل المشروع والشركاء هى القومية للتشييد وشركة جنوب الوادى «توشكى» وشركة رمسيس وهناك صيغ قانونية تساعد مثل قانون 143 لسنة 1984 بمنح حق انتفاع لمدة 5 سنوات للشخص وترتفع إلى 15 سنة بعد الزراعة، وممكن ندرس مقترح بيع الأرض الزراعية الموجودة ورصد عائد البيع لاستصلاح أرض جديدة وتوفير قوة دفع لخطط التطوير.
فى نهاية الحوار قال د.سمير عثمان: هناك مقترح المشروعات بتخصيص 5 آلاف فدان لمصنع السكر وتصنيع للعصائر المجففة، طماطم، زبيب وأضاف: أنا مؤمن بنظرية «أسلق ثم أسبك» بمعنى لو علمت بأن ضيفًا سيحضر لمنزلى أدعو الأسرة لسلق اللحوم لأكون جاهزًا لو أتى مبكرًا ونلجأ لتسيبك الطعام، فيما لو تأخر الضيوف هذا ينطبق على المشروعات فى توشكى طبقًا للظروف يجب أن نستعد.
م. سيد فتحى نائب رئيس شركة جنوب الوادى اهتم بوضع اللمسات الأخيرة لأوراق المشروع ورسوماته للعرض على مجموعة إماراتية حضرت خصيصًا للبحث عن صيغة للتعاون لشراء مساحات مزروعة.