الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أهداف توسعة رقعة إرهاب داعش فى العالم

أهداف توسعة رقعة إرهاب داعش فى العالم
أهداف توسعة رقعة إرهاب داعش فى العالم




كتب ـ أيمن عبدالمجيد
شخصية مريضة، خليط من العقد النفسية، تشكل بالنهاية عقلية الإرهابى الانتحارى، «سيكوباتى» يبحث عن مصالحه الخاصة، وإن جاء ذلك على جثث الآخرين، فالقيادت الإرهابية، تبحث عن مصالحها الذاتية فى الزعامة والبحث عن السلطة بالتغرير بضعاف العقول باسم الدين، وضعاف العقول، مثلهم سيكوباتيين، يبحثون عن مصالحهم وأرباحهم الشخصية، فهم يسعون إلى الجنة معتقدين أن الوصول إليها، يأتى عبر قتل «الآخرين»، فيقتل من يصفهم بالكفار داخل المساجد ويستهدف الجنود والسياح فى الكرنك وهو يهتف الله أكبر قبل أن يفجر نفسه.
مريض البارانويا، يشعر بالاضطهاد يعادى المجتمع، وتتفاعل عقدة الاضطهاد مع حب الذات، فيعادى المجتمع، ويكفره، ثم يشعر بتضخم الذات ظناً منه أنه أكثر البشر إيماناً وأنه هو محتكر الحقيقة، يشعر بالتضاؤل، واللا هدف، لا يملك انتماء فيبحث عن بطولة مزعومة داخل شرنقة تنظيم، يكفر بالمجتمع الحديث، هكذا يرى الدكتور محمد الرخاوى استاذ الطب النفسى جامعة عين شمس شخصية الإرهابى الانتحارى.
لكن تلك الشخصيات المريضة، «التى زين لها الشيطان سوء عملها، فيرتكبون أكبر الكبائر وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا» بحسب الشيخ محمد زكى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، يقف خلفها قيادات تحمل أجندات سياسية، تحركها أجهزة مخابراتية، تعمل على تحويل العالم العربى والشرق الأوسط، لميليشيات متصارعة، قبلياً وطائفياً ومذهبياً، ولعل ذلك بات واضحاً أكثر من ذى قبل، بتأسيس داعش بديلاً عن تنظيم القاعدة، لتبنى داعش عقيدة مغايرة للقاعدة، فالأولى كانت تستهدف أمريكا ومصالحها كعدو رئيسى، فجيئ بداعش التى تبنى عقيدتها على هدم الدول العربية وانظمتها.
وجاء تزامن العمليات الإرهابية الأخيرة التى نفذتها عناصر داعش وفق استراتيجية نشر التوحش عبر «الذئاب المنفردة» بتفجير مسجد للشيعة بالكويت، فى حين قتل آخر نحو 37 سائحاً فى تونس، فى توقيت متقارب، بينما كانت جريمة أخرى ترتكب فى فرنسا، يعكس مسعى التنظيم الإرهابى إلى أحداث ضجة إعلامية، لإثبات الوجود، فى الذكرى الأولى، لإعلان الدواعش ما أسموه بـ«دولة الخلافة الإسلامية» فى 28 يونيو من العام الماضى.
ويرى نبيل نعيم القيادى الجهادى المتراجع فكرياً، الباحث فى شئون التنظيمات الدينية، أن تنظيم داعش يتمدد وتزداد خطورته، لعدة عوامل، الأول أن معظم التنظيمات الإرهابية فى العالم، أعلنت مبايعة داعش، وانصرفت عن تنظيم القاعدة، الذى فقد مصادر تمويله ويعانى ضعفاً، والعامل الثانى امتلاك داعش لمصادر تمويل، بعضها من أجهزة مخابراتية تقف خلف التنظيم، والأهم أنه بات يملك تمويلا ذاتيا، من تجارة الآثار وتجارة النفط الذى قاموا بالاستيلاء على آباره فى العراق وسوريا، ما يؤكد وجود انظمة داعمة لداعش هى قدرة التنظيم الارهابى على تسويق منهوباته من الآثار والبترول.
وأضاف نعيم: أمريكا وجدت فى داعش ضالتها، خاصة أن أيمن الظواهري، يرفض أن يكون عميلاً لأمريكا لعقيدته المعادية للأمريكان، رغم قبوله العمالة لأنظمة عربية تستخدمه، وبالتالى سعت أمريكا لقيادات داعش لتحريكهم لحساب أهدافها التخريبية بالمنطقة، فدعمت تأسيس داعش رغم زعم أوباما إصابة أمريكا بانتكاسة فى حربها ضد داعش وهو خداع إعلامى، وقد يخرج عن سيطرتها قريباً.
ويرى نعيم ضرورة بناء استراتيجية عربية لمواجهة الإرهاب بالمنطقة، تنطلق من المواجهة الفكرية الحقيقية بهدم الأدلة الفقهية التى يعتمد عليها قادة التنظيمات الإرهابية فى تجنيد الشباب، وليس عبر مؤتمرات مكافحة الإرهاب التى تنظم، للاستهلاك الإعلامى ويشارك بها ساسة لا علم لهم بالفقه ولا بشئون تلك التنظيمات وأساليبها.
وعن كيفية تجنيد داعش للذئاب المنفردة، لصناعة تكفيريين انتحاريين، فى الغرب والبلدان العربية، يقول نعيم، لدى داعش كتيبة للحرب الإلكترونية، تضم نحو المئات من خبراء الإنترنت من أعضاء التنظيم المجندين من بلدان الاتحاد السوفيتى المنحل مثل الشيشان، تعمل على التجنيد عبر الانترنت ونقل التكليفات والتدريب على صنع المتفجرات.
فيما دعا المستشار محمد حسن أمين عام المركز المصرى لمكافحة الإرهاب، إلى مواجهة عربية للتصدى لتنامى ظاهرة الإرهاب، عبر التنسيق الأمنى والمواجهة القانونية بتأسيس محكمة جنائية عربية لمكافحة الإرهاب.
ويرى الدكتور عبدالمنعم تليمة استاذ الأدب العربى، أن من أولويات مواجهة الإرهاب، العمل على المواجهة الثقافية، لتحصين عقول الشباب المستهدف بالثقافة، لتجفيف منابع الاستقطاب، مضيفاً: المواجهات الأمنية مواجهة للإرهابى حامل السلاح، أما فكر الإرهاب الذى يغزو عقول جديدة محاربته تكون بالمواجهات الفكرية.
ويؤكد خبراء أن استهداف شيعة العراق بالسعودية والكويت، هدفه إنهاك تلك الدول فى صراعات طائفية، لشغلها عن دعمها لجهود مكافحة الإرهاب فى البلدان العربية الأخرى وفى مقدمتها مصر.