الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عبدالرحمن متولى.. بطل من عزبة «الشال»

عبدالرحمن متولى.. بطل من عزبة «الشال»
عبدالرحمن متولى.. بطل من عزبة «الشال»




الدقهلية - أسامة فؤاد
عبدالرحمن محمد متولى رمضان 22 سنة أحد أبطال القوات المسلحة الذين استشهدوا صباح الاربعاء الماضى إثر الهجوم الإرهابى على عدة كمائن بشمال سيناء.. الشهيد أصبح رمزا للشجاعة والبطولة وشرفاً يتوج رءوس كل أبناء محافظة الدقهلية التى أنجبته وفخراً لكل مصر.
كان من الممكن أن تبقى بطولات هذا الشهيد طى النسيان لولا التقرير المصور الذى أعدته ونشرته القوات المسلحة عن الأحداث وشهادة قائده عن بطولة عبدالرحمن الذى استطاع بمفرده قتل 12 إرهابيا وظل يقاتل ويدافع عن الكمين رغم إصابته بطلق نارى فى جانبه حتى استشهد بطلق نارى فى الرأس.
الشهيد عبدالرحمن ابن عزبة الشال احدى المناطق العشوائية بمدينة المنصورة ينتمى لأسرة محدودة الدخل فوالده يعمل كهربائى معمار ووالدته ربة منزل وأشقاؤه محمود حاصل على معهد فنى صناعى ويعمل استورجيا وعادل حاصل على دبلوم زراعى وكل أفراد الأسرة وزوجة شقيقه محمود وطفليه يقيمون جميعا فى شقة لا تزيد على 50 مترا ورغم المعاناة الكبيرة لتلك الأسرة فإنها إحدى الاسر الوطنية التى تحب مصر.
بدأ والد الشهيد الحاج محمد كلامه قائلا: أتقبل التهنئة لكونى فى فرح وبهجة ولا أتقبل العزاء لكون ابنى عاش بطلا واستشهد فداء لمصر.
قال الاب: ابنى عبدالرحمن منذ صغره كان يكافح معى ويساعدنى فى العمل رغم أنه الابن الأصغر لكن كان رجلا يحس بالمسئولية وبعد أن وصل للمرحلة الثانوية بدأ يعمل فى المحال التجارية ويخصص الجزء الأكبر من راتبه إن لم يكن كله للأسرة لم يفوت أى فرصة له فى خدمة أبناء منطقته ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم وما إن انتهى من المرحلة الثانوية التحق بالمعهد الفنى الصناعى بالمحلة الكبرى وكان يتمنى أن يكون مهندسا ولكن لم يحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بالهندسة فقرر أن يقدم نفسه للتجنيد وكان يتمنى الخدمة بسيناء ولم يتخيل أحد أن عبدالرحمن كان يجمع من أصدقائه بعض المال لكى يسافر للجيش نظرا لما نعانى منه.
وأوضح والد الشهيد أنه بعد انتهاء فترة تدريب عبدالرحمن اختير ليخدم فى سيناء وكانت أمنيته أن يخدم فيها وطلب منى عدم إخبار والدته لكى لا تقلق عليه ومنذ 10 أيام أخبرها بأنه يخدم فى سيناء بعد أن قالت له يا عبدالرحمن أنا شوفتك يا عبدالرحمن فى سيناء فيارب يحميهم فرد عليها ادعى لي ما أنا هناك معهم بالفعل وفى صباح يوم الثلاثاء قبل الحادث بيوم اتصل عبدالرحمن على تليفون زوجة شقيقه وفى حديثه لها أكد لها أنه حلم أن المنصورة كلها تجرى خلفه عند مسجد النصر هذا المسجد الذى شيع منه جثمانه وطلب منى ومن والدته الدعاء.
وقال لوالده: ربنا يستر علينا من بكرة يا أبويا وفى مساء الأربعاء فوجئت باتصال يقول: أنت والد عبدالرحمن قلت له نعم قال البقاء لله ابنك شهيد فلم اتحمل المكالمة وبعد 5 دقائق اتصل فقلت له أنت بتقول إيه فقال ابنك شهيد وبطل فتوجه أخى وعدد من أبناء الشارع للقاهرة.
ويؤكد الحاج محمد أن نشر القوات المسلحة شهادة المصابين والحديث على زملائهم خفف كثيرا علينا وعلى مصر كلها خاصة بعد حديث قائد عبدالرحمن عنه وموقفه وتمكنه من قتل 12 إرهابيا واستمراره فى القتال رغم إصابته حتى استشهد.
وتضيف والدته الحاجة سيرة رجب 45 سنة: ابنى عريس وابنى عايش الشهيد لا يموت أبدا وأنا واحدة ست يخدنى وأنا أحارب مع أولادى زملاء ابنى للانتقام من الإرهابيين الخونة تجار الدين عبدالرحمن كان نازل إجازة يوم الخميس يوم تشييع جنازته وعبدالرحمن كان بمثابة خاطب فأحد الجيران له ابنة محترمة فطلبه أن يكون عريسا لابنته وأكد له أنت هتعتبر مثل ابنى وأنا متكفل بكل مصاريف الزواج بس مش هفرط فيك فكان عبدالرحمن محبوبا جدا من الجميع.
وقالت: كان عبدالرحمن يدى ورجلى فأنا لم أرزق ببنت فكان يساعدنى فى الأعمال المنزلية وشراء كل لوازم البيت كان كل حاجة لي فى الدنيا وعوضى عند ربنا واحتسبه عندك يارب شهيدا فى جنة خلده فابنى كان حاسس أنه سيموت شهيدا فكتب على صفحته بالفيس بوك قبل رمضان بـ5 أيام «أنا رايح الجيش وأنا مش جاى تانى وهاموت شهيد».
وطالب أحمد متولى رمضان عم الشهيد بإطلاق اسمه على الشارع والمدرسة المجاورة لهم وتوفير فرصة عمل لأحد شقيقيه عادل أو محمود.
وانتقد تجاهل المحافظ المحاسب حسام الدين إمام لأسرة الشهيد فلم يقدم واجب العزاء لكونه مشغولا فى الموائد الرمضانية.