الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مخابز قنا لا تجد من يشترى إنتاجها بعد تطبيق المنظومة الجديدة

مخابز قنا لا تجد من يشترى إنتاجها بعد تطبيق المنظومة الجديدة
مخابز قنا لا تجد من يشترى إنتاجها بعد تطبيق المنظومة الجديدة




قنا ـ حسن الكومى


أصابت المخابز بقرى محافظة قنا  حالة الركود  عقب تطبيق منظومة الخبز الجديدة واضطرار أصحابها لإنتاج الخبز بدلا من  بيع الدقيق فى السوق السوداء نتيجة إحكام السيطرة على كميات الدقيق من خلال المنظومة الجديدة كما أن تخيير المواطنين فى استلام دقيق أو خبز من المخابز جعل المواطنين يختارون الدقيق بدلا من الخبز حيث تنتشر فى القرى الثقافة الريفية التى تفضل الرغيف «الشمسى» عن رغيف المخابز.
فى حين كشف بعض سكان القرى فى قنا عن قيام عدد من  أصحاب المخابز ببيع حصة الدقيق المدعم والتى تصرف لهم  بأسعار مخفضة للاهالى ويحاسبون التموين على سعر نقاط الخبز وكأنهم ينتجون الخبز وذلك بالتنسيق بينهم وبين بعض مفتشى التموين.
وأشاروا إلى أن  مستودعات بيع الدقيق والمحلات والبقالات التموينية بالقرى تشهد اقبالا كثيفاً من قبل الأهالى بالقرى لصرف الدقيق المدعم مؤكدين ان تطبيق المنظومة الجديدة نجح فى القضاء على سرقة الدقيق وتجارة السوق السوداء وأن أصحاب المخابز استغلوا الأهالى بعد ثورة 25يناير ولكن النظام الحالى أنصف المواطن البسيط وحد من عمليات السرقة فى الدقيق المدعم ونجح فى وصول  الدعم لمستحقيه.
 وأكد بركات الضمرانى الناشط العمالى، أن المنظومة الجديدة نجحت بالفعل فى القضاء على تجارة السوق السوداء، والقضاء على ظاهرة الطوابير والتكدس أمام المخابز وأصبح المواطن يحصل على الخبز والدقيق بكل سهولة ويسر وفى أى وقت ولكن ذلك على حساب اصحاب المخابز بعدد من القرى بالصعيد والذى يفضل اهله الدقيق عن عيش المخابز على عكس سكان المدن والمراكز الذين يصفون المنظومة الجديدة بالممتازة.
كما طالب الضمرانى وزارة التموين والتجارة الداخلية، بضرورة إيجاد حل لمشكلة بعض أصحاب المخابز بالقرى الذين توقفت مخابزهم عن العمل وقاموا بتسريح العمالة والعمل على إيجاد حل وسط يخدم  الطرفين ولكن ليس على حساب المواطن البسيط.
فى المقابل قال أصحاب المخابز : الحكومة ذبحتنا واحالتنا للمعاش المبكر «بتطبيق هذه المنظومة حيث يتم إنتاج الخبز ولا نجد من يشتريه.
 وأشار الحاج عاطف حمدان صاحب مخبز بمركز ابوتشت  شمال قنا إلى أن المخابز تعانى من حالة ركود كبيرة بعد تطبيق منظومة الخبز الجديدة فى حين يفضل  أهالى القرى استلام  الدقيق التموينى بدلا من شراء الخبز من المخابز مما أدى لتوقفها عن العمل.
وأضاف عاطف أن معظم أهالى قرية النواهض حولوا البطاقات الذكية للدقيق وتركوا المخبز واصبح خاويا على عروشه وننتظر طيلة  اليوم ليقبل علينا أحد لشراء الخبز بعدما كانت الطوابير تمتد لمسافات طويلة  موضحا أن الحكومة ووزارة التموين لم تراع  أصحاب  المخابز وعادات وتقاليد أهل القرى عند تطبيق المنظومة.
وطالب وزارة التموين بحل سريع لهذه المشكلة التى قضت على مصدر رزقهم ومن يعمل لديهم من عمالة.
ويصف أبو الحسن عبده صاحب مخبز حالتهم «بالمأساة» لأن 90% من أبناء قرى قنا والصعيد عموماً يفضلون الدقيق عن « الخبز» لأن عادات وتقاليد  أهالى القرى تفضل  العيش الشمسى عن عيش المخابز ويعد الركيزة الأساسية للبيت الصعيدى ولذلك عند تطبيق المنظومة اختار الجميع الدقيق بديلًا عن الخبز وأصبحت المخابز خاوية وأضطررت لتسريح العمالة وتخفيضها مشيرًا إلى انه كان يجب على الحكومة دراسة طبيعة المجتمع الصعيدى قبل تطبيق المنظومة.
وأوضح عامر بخيت «عجان» بمخبز أن عمال المخابز بالقرى أصبحوا بلا عمل بعد توقف عدد كبير من المخابز عن العمل نتيجة لعزوف الاهالى عن شراء الخبز بعد تطبيق المنظومة الجديدة وقيام اصحابها  بتسريح العمالة.
وأوضح أن المخبز يحتاج الى مايقرب من 6عمال أو اكثر عامل «عجان» وآخر«خباز» وعاملين لـ«التنسيم والتهوية» وعاملين لبيع الخبز ولكن نظرًا لحالة الركود اقتصرت المخابز على ثلاثة عمال وخفض أصحابها حجم العمالة مطالبين بضرورة وجود حل لهذه المشكلة أو توفير فرص عمل بديلة للعمالة المسرحة من المخابز.
من جانبه أكد على محمود جابر مدير عام التموين بقنا أن قرار وزير التموين والتجارة الداخلية بتخيير المواطنين بين الحصول على خبز أو دقيق دفعهم لهجرة المخابز والتكدس أمام مستودعات الدقيق، بما دفع العديد من أصحاب المخابز للتوقف عن العمل وتسريح آلاف العمال.
ولفت جابر إلى أن المحافظة تمتلك  511مخبزًا منها مايقرب من 400 مخبز بالقرى لاتعمل وسرحت العمالة موضحًا أنه تم رفع الأمر للدكتور خالد حنفى وزير التموين مشيرًا إلى إنه يدرس إيجاد حل لهذه المشكلة ولكن ليس على حساب المواطن وأن المنظومة حققت قدرًا كبيرًا من الوفر والنجاح فى القضاء على سرقة الدقيق المدعم وتوفيره بالمستودعات ووصوله فعلًا لمستحقيه.