الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عم ماهر» مؤذن بالأوقاف سابقا.. بائع بخور حاليا

«عم ماهر» مؤذن بالأوقاف سابقا.. بائع بخور حاليا
«عم ماهر» مؤذن بالأوقاف سابقا.. بائع بخور حاليا




 الإسماعيلية – شهيرة ونيس


لم يفكر ماذا سيفعل بعد خروجه على المعاش ولم يشغل باله بهذا الأمر حتى اصطدم بأرض الواقع، من زيادة متطلبات أسرته المكونة من 5 أفراد 4 أبناء وزوجة، فى الوقت الذى تراجع دخله، هذا حال الحاج ماهر حافظ، ابن مركز طهطا بمحافظة سوهاج، البالغ من العمر 64 سنة، كان مؤذنا بأحد المساجد التابعة لأوقاف سوهاج، الذى يتقاضى معاشًا لا يتجاوز 500 جنيه.
عم حافظ رأى أنه لا يمكن أن يواجه أعباء الحياة اليومية بهذا المبلغ البسيط الذى لا يكفى لشراء قوت يومهم، فتساءل: هل اتجه إلى الشحاذة وأنا رجل حافظ لكتاب الله تعالى؟ أم أتعامل مع الواقع المرير وأجبر أبنائى على ترك الدراسة والبحث عن وظيفة وطرق باب العمل لا العلم؟
يقول: منذ حصولى واستلامى أول مرتب معاش من الأوقاف، انتويت السفر فاتجهت إلى السكة الحديد واستقللت القطار دون أن أقصد مكانًا بعينه حتى أن وصلت إلى محافظة الإسماعيلية، فاستأجرت حجرة داخل «لوكاندة» بسيطة لحين إيجاد حل أو وظيفة «ناكل منها عيش».
وتابع: هدانى الله إلى أن أشترى بـ400 جنيه «المتبقية من المعاش» عددًا من أنواع البخور لبيعها لتساعدنى على مواجهة أعباء الحياة والمعيشة، وقتها كانت البداية صعبة، لعدم اقبال أحد على شراء البخور، لكن أبناء الإسماعيلية طيبين بفطرتهم تعاطفوا معى ومع هرم سني.
ولفت الحاج حافظ إلى أن شهر رمضان من أفضل أشهر العام، حيث الرزق الوفير والإقبال الكثيف، ناهيك عن تعاطف الأشخاص معى حين رؤيتى ومرورى فى الشارع فيتسارعون على شراء البخور ليس فقط لاحتياجهم إليه بل نوع من المساعدة.
واختتم بائع البخور: لا أمتلك المال الوفير ولا أعيش حياة مرفهة، ولكنى أعيش فى قمة السعادة، حيث راحة البال والرضاء بقضاء الله وقدره، داعيا الجميع بالبحث عن العمل بدلا من التسول والإلحاح على الأشخاص، لأن العمل خير زاد ومأوى وسعادة يحمى ويحفظ صاحبه من شر نفسك فإن النفس أمارة بالسوء.