مصر تبكي الجنرال

 
الجوهري يفارق الحياة إثر نزيف حاد في المخ
طائرة حربية أردنية تنقل الجثمان إلي القاهرة.. والدفن بمقابر الأسرة بالدراسة
قررت رئاسة الجمهورية تشييع جثمان محمود الجوهري في جنازة عسكرية نظير ما قدمه للكرة المصرية خلال الثلاثين عاما الماضية ووفقا لما أكده العامري فاروق وزير الرياضة.
 ومن المقرر أن يحضر جثمان الجنرال علي متن طائرة عسكرية أردنية اليوم في حضور الأمير علي بن الحسين ولي العهد الأردني، ورئيس الاتحاد ونائب رئيس الاتحاد الدولي لتقديم واجب العزاء.
فقدت الأمة المصرية والعربية ابناً من أبنائها صاحب الإنجازات التدريبية الاستثنائية الكابتن محمود الجوهري المدير الفني الأسبق لمنتخبنا الوطني الأول ومستشار رئيس الاتحاد الأردني والذي توفي صباح أمس بأحد مستشفيات الأردن عن عمر يناهز 74 عاماً بعد إصابته بنزيف حاد بالمخ كان قد تعرض له يوم الجمعة الماضي.
ومن المنتظر أن يصل جثمان الفقيد إلي القاهرة اليوم وسط استقبال بالدموع من الجماهير وكبار المسئولين بالدولة، وسيتم دفن الفقيد بمقابر الأسرة الجوهرية بالدراسة.
ويعتبر محمود الجوهري أحد أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية أوصل منتخب مصر للتأهل لكأس العالم 1990 في إيطاليا.
بدأ حياته الكروية لاعباً بالنادي الأهلي «المصري» ولاعباً في منتخب مصر في الفترة من 1955م حتي 1966م واعتزل مبكراً بسبب إصابة تعرض لها في ركبته فاتجه إلي التدريب، عمل مدرباً لفريق النادي الأهلي المصري في بداية الثمانينيات من القرن العشرين ثم تولي تدريب المنتخب المصري في سبتبمر عام 1988 واستطاع الوصول به إلي كأس العالم عام 1990 لثاني مرة في تاريخه بعد المرة الأولي عام 1934 وتعادل المنتخب المصري مع هولندا 1/1 في أولي مبارياته في المونديال، كما تعادل مع إيرلندا من دون أهداف وخسر بهدف واحد أمام إنجلترا وخرج من الدور الأول.
فاز منتخب مصر تحت قيادته بلقب بطولة إفريقيا في عام 1998 والتي أقيمت في بوركينا فاسو وتغلب في النهائي علي منتخب جنوب إفريقيا بهدفين نظيفين وهو أول مدرب يفوز بالأمم الإفريقية لاعباً ومدرباً، حيث حصل علي الكأس مع منتخب مصر عام 1959 وكان هداف البطولة.
ويعد الجوهري من أبرز المدربين المصريين والعرب حيث تميز باستخدام إمكانيات الفريق الذي يدربه واستثمارها لتحقيق الفوز علي منافسيه في العديد من البطولات، كما قاد الجوهري المنتخب الوطني المصري للفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب العربية التي أقيمت في سوريا عام 1992 متغلباً علي المنتخب السعودي 3/2 في المباراة النهائية.
وهو أول مدرب مصري يتولي تدريب فريقي الأهلي «المصري» والزمالك «المصري» في تاريخ الكرة المصرية، كما كان أول مدرب يقود فريق الأهلي للفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1982 حينما تغلب علي كوتوكو الغاني وعاد بالكأس، كما نجح مع الزمالك «المصري» في الفوز ببطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1993 والفوز بكأس السوبر الإفريقي بعد أن تغلب علي الأهلي المصري في جوهانسبرج مطلع عام 1994، وتولي الجوهري تدريب عدد من الأندية الخليجية منها أهلي جدة واتحاد جدة، وتتلمذ علي يد الخبير الألماني كرامر الذي عمل مساعداً له في السعودية، واستفاد الجوهري من خبرته الكثير، كما تولي تدريب ناديي الشارقة والوحدة الإماراتيين وقاد منتخب سلطنة عمان في كأس الخليج عام 1996.
وفي عام 2002 تولي تدريب المنتخب الأردني والإشراف الفني علي الكرة الأردنية وقاد المنتخب الأول للوصول إلي نهائيات كأس الأمم الآسيوية في الصين عام 2004 لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية وصعد بالفريق إلي دور الأربعة وخرج أمام اليابان بضربات الترجيح بعد أن قام الحكم بتغيير المرمي الذي يسدد عليه الفريقان الركلات في سابقة لم تحدث من قبل وقلبت الموقف رأساً علي عقب، فبعد أن كان المنتخب الأردني متقدماً 2/0 تحولت الكفة لصالح الفريق الياباني الذي فاز بالبطولة، كما حقق مع منتخب الأردن العديد من الإنجازات العربية أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والثاني في دورة غرب آسيا، وقد توج العاهل الأردني عطاءه الكبير مع الكرة الأردنية بتكريم ملكي، حيث منحه وسام العطاء المتميز خلال استقباله له في القصر الملكي في عمان بعد أن أنهي مسيرته مع الكرة الأردنية التي وضع لها العديد من أسس التطور ليس علي مستوي المنتخب الأول فقط، وإنما علي مستوي المنتخبات السنية والأندية أيضاً.
وما أن أنهي مهمته في الأردن وقرر اعتزال التدريب حتي اختاره مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرية مديراً فنياً للاتحاد ليضع خبرته الطويلة في التخطيط الفني للكرة المصرية، ويعتبر التخطيط لمنتخب مصر للشباب المشارك في كأس العالم مصر 2009 أولي خطواته في منصبه الجديد.
حفل تأبين خاص بوزارة الرياضة
 
 
العامرى فاروق وزير الرياضة
 
قدمت وزارتا الدولة للرياضة والشباب أحر التعازي في فقيد الرياضة المصرية المرحوم الكابتن محمود الجوهري الذي وافته المنية بعد رحلة عطاء كبيرة ضابطا بالقوات المسلحة المصرية ورياضيا بارزا، مثل مصر لاعبا ومدربا ورافعا لعلم مصر في الكثير من المحافل الدولية.
وقال العامري فاروق وزير الدولة الرياضة إن الجوهري حقق العديد من الانجازات علي الصعيد الوطني والقاري والدولي وامتد عطاؤه الي العديد من الدول العربية الشقيقة بخبرته وعلمه وتتلمذ علي يديه العديد من اللاعبين والمدربين والإداريين.
أما الدكتور أسامة ياسين وزير الدولة للشباب فقال: إن المرحوم الجوهري كان قائدا بكل معاني الكلمة يتمتع بدماثة الخلق وكان سببا في ادخال الفرحة علي المصريين في أوقات كثيرة، مؤكدا أن مصر لا تنسي أبناءها المخلصين.. وأسرة الرياضة المصرية إذ تنعي لشعب مصر العظيم فقيد الوطن الكابتن محمود الجوهري نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله ومحبيه من جماهير الرياضة المصرية الصبر والسلوان.. وقد أعلنت وزارة الرياضة اقامة حفل تأبين للرحوم الجوهري، مع قيامها بالمشاركة في جميع الاجراءات المطلوبة لاقامة جنازة فقيد مصر.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
  حمدي يتجاهل الوفاة.. ويكتفي بإرسال نائب مدير الأهلي لاستقبال الجثمان
 
 
حسن حمدى

 
 تجاهل حسن حمدي رئيس النادي الأهلي رحيل المدرب الوطني القدير والخبير الكروي محمود الجوهري واكتفي بإصدار تعليماته بإرسال نائب مدير النادي العميد حسن مسعود مدير فرع مدينة نصر لاستقبال الجثمان.
ورغم أنعقاد اجتماع لمجلس إدارة الأهلي خلال الساعات المقبلة إلا أن مدير عام النادي محمود علام أكد أنه لن يكون هناك أي بيان رسمي لتأبين الراحل مشيرا إلي أنه سيتم التعامل مع الأمر مثلما تم تأبين العديد من الراحلين أمثال رفعت الفناجيلي وحسن جبر من خلال نعي في المجلة الخاصة بالنادي وقناة الأهلي.
وعن عدم تعامل الأهلي مع رحيل الجوهري مثلما تم مع صالح سليم بإعلان الحداد 3 أيام أكد محمود علام مدير عام الأهلي أن الموقف مختلف تماما لكون الكابتن صالح سليم كان رئيس الأهلي في هذه الفترة وقاده علي مدار 22 عاما.
 
 عباس مصدوم.. ويؤكد: الراحل كان مثالا للإخلاص
 
 
ممدوح عباس
 
 
أبدي ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك صدمته وأعضاء مجلس الادارة وأعضاء الجمعية العمومية وجماهير النادي العريضة بخبر وفاة الجنرال محمود الجوهري أحد علامات التدريب والتخطيط في الكرة المصرية.
وقال عباس: ربطتني بالفقيد علاقة قوية ولمست فيه الإخلاص والوفاء والتفاني في العمل وكان وراء ظهور أكثر من نجم في القلعة البيضاء وكان يتمتع رحمه الله بقدرة غير عادية علي التخطيط والرؤية العلمية السليمة مما جعله في مصاف المدربين العمالقة في مصر والعالم العربي وإفريقيا، مضيفا: رحمة الله عليه وكل العزاء لأسرته ومحبيه وأسرة الكرة المصرية وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
 شحاتة: تعلمنا من أسلوبه المتميز في التدريب
 
 
حسن شحاتة
 
عبر حسن شحاتة المدير الفني السابق للزمالك والمنتخب الوطني عن حزنه الشديد لرحيل محمود الجوهري مشيرًا إلي أنه قيمة كبيرة في كرة القدم خاصة والرياضة عامة، وأنه حقق إنجازات كبيرة لم تتكرر. أضاف شحاتة: أن الفترة التي كان فيها الجوهري مديرًا فنيًا لاتحاد الكرة كان هناك تعاون دائم بينهما وأن الراحل كان يداوم علي حضور اجتماعات الجهاز الفني وكان يبدي إضافاته ولمساته التي استفدنا منها كثيرًا، كما استفدنا من أسلوبه المتميز في التدريب فقد كان الراحل ناصحًا أمينًا.
واختتم شحاتة حديثه قائلا: «لا كرامة لنبي في وطنه» إننا في مصر لدينا عادة سيئة يجب أن تتغير ألا وهي عدم تكريم الرموز وهم أحياء ولا نكرمهم سوي بعد وفاتهم وهذه العادة يجب أن تتغير.
 
التوءم: أصبحنا أيتامًا للمرة الثانية
 
حسام وإبراهيم حسن
 
قال إبراهيم حسن مدير الكرة السابق بالزمالك في اتصال هاتفي من الأردن خاص لـ «روزاليوسف» صدمة للجميع لقد فقدنا والدنا لثاني مرة، الجوهري لم يكن بمثابة مدرب ولكنه الأب الروحي لجيل بأكمله، عشنا معه أسعد لحظات حياتنا وتذوقنا معه طعم الانتصارات وتعلمنا منه الكثير داخل الملعب وخارجه، المشهد هنا مؤثر للغاية حيث يلتف حول المستشفي العديد من الجاليات العربية وليست المصرية فقط لتودع الفقيد رحمه الله وهذا دليل علي مدي حب الجماهير العربية له وتقديرهم لمجهوداته وتاريخه العظيم.
وأنهي إبراهيم حسن حديثه قائلا: أنا وحسام أصبحنا أيتامًا للمرة الثانية ولكن الجوهري لم يمت وسيظل بداخلنا لأنه بمثابة الشيء العظيم الذي يدفعنا للأمام دائما، وذكراه ستظل بداخلنا لنستكمل المشوار ونظل أبنائه المشرفين له.
 
عبدالغني: ذكرياتي معه كثيرة
 
 
مجدى عبد الغنى
 
 من جانبه أبدي مجدي عبدالغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق ورئيس جمعية اللاعبين المحترفين حزنه الشديد مؤكداً أن الرياضة المصرية فقدت ركناً كبيراً من أركانها وعلماً من أعلامها فمحمود الجوهري لم يكن مدرباً فقط بل كان أخاً وصديقاً وأباً ومعلماً لكل من حوله ويضيف عبدالغني: الجوهري كان منظومة كاملة مخلصاً لعمله إخلاص منقطع النظير، وأنا أحد أبنائه الذين دربهم من عام 1982 لعام 1992 وذكرياتي معه كثيرة فقد مررنا بمواقف حلوة ومواقف صعبة، وليس جيلي فقط بل الجيل الذي سبقني كان للجوهري فضل عليه فقد كان مديراً فنياً لفريق الأمل بالأهلي ودرب حسن حمدي ومصطفي يونس.
 
 تيجانا: حالة لن تتكرر
 
 
إسماعيل يوسف
 
 إسماعيل يوسف المدرب العام لنادي الزمالك وأحد ابناء جيل 90 الذي صعد مع الجوهري لكأس العالم حيث قال: محمود الجوهري ليس مجرد مدرب بالنسبة لنا أو شخص عملنا معه، الجوهري حالة لن تتكرر.. كان يستطيع احتواء مجموعة كاملة مختلفة في طريقة التفكير والاسلوب والطباع بحبه لهم وخوفه عليهم، ولن انسي مواقف كثيرة جدًا جمعتني به، لقد تعلمت منه الكثير وفراقه ليس سهلاً علينا وعلي شخصيا، ويجب أن نخلد ذكراه بإنشاء أي شيء له تقديرًا من مصر علي مجهوداته وانجازاته في مجال كرة القدم
محمد عمر: فقدت والدي
 
 
محمد عمر
 
أما محمد عمر المدير الفني لنادي الجزيرة الأردني فأكد أنه برحيل الجوهري قد فقد والده مشيراً إلي أنه مهما تحدث لن يوفي هذا الرجل حقه، ويضيف عمر أنه لم يتدرب تحت قيادة الجوهري وهو لاعب ولكنه كان أقرب الناس إليه خلال فترة تواجده بالأردن فالجوهري كان ونعم الأب للمصريين بالخارج، وقد تعلمت من مدرسته صفات كثيرة أهمها الحزم والطيبة والاحترام والإخلاص في العمل وأبدي عمر أسفه الشديد لكونه متواجداً في إجازة بالإسكندرية، مشيراً إلي أن آخر اتصال بينهما كان منذ أربعة أيام.
جمال عبدالحميد: فقدنا أسطورة إنسانية
 
 
جمال عبد الحميد
 
جمال عبدالحميد نجم مصر والزمالك أكد: الخبر صادم وصعب استيعابه، لقد فقدنا أسطورة إنسانية قبل أن تكون رياضية، الكابتن محمود الجوهري كان بمثابة أب لنا ولم نتعامل معه يومًا كمدرب أو شخص نعمل معه من أجل تحقيق انجاز، بالعكس فنحن في كل الأوقات كنا نتعامل مع والدنا ونسعي للنجاح من أجل أن يفتخر بنا، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
 
سمير عدلي: الوحيد الذي أخلص للكرة
 
سمير عدلي
 
أعرب سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب الوطني عن بالغ حزنه لوفاة المدرب القدير والكبير محمود الجوهري، مؤكدًا أن كرة القدم من الصعب أن تجود بشخص مثله، وأضاف عملت مع الجوهري سنوات طويلة تزيد علي 35 عامًا كانت البداية في النادي الأهلي لمدة 4 سنوات من 1980 إلي1984 ثم انتقلت معه للعمل في المنتخب الوطني بداية من 1988 رحلنا وعدنا أربع مرات في تدريب الفريق القومي، وأشار إلي أن الذي لم يعمل مع محمود الجوهري فهو لم يعمل في كرة القدم فهو الوحيد الذي عمل للعبة نفسها ولم يكن له أي نشاط خاص به علي عكس كل المدربين الذين يعملون في أشياء أخري بجانب كرة القدم، فقد كان الوحيد الذي يخلص للعبة ذاتها.
 
كلماته  الأخيرة.. الكرة المصرية تعاني من عدم وجود خطط طويلة الامد
 
 
محمود الجوهرى
 
 ربما لم يعرف كثيرون أن الكابتن الجوهري تحدث بشكل دقيق جدا عن ابرز عيوب الكرة المصرية قبل وفاته في حوار صحفي اجراه مع احدي وسائل الاعلام العربية مشيراً إلي أن السبب الاساسي لتراجع الكرة المصرية هو عدم وجود خطط طويلة الاجل تخدم الخطط قصيرة الاجل فضلا عن عدم احداث تطوير في النشاط المحلي بجميع درجاته المختلفة ناهيك عن افتقاده للحزم في إدارة المسابقات. وقال الجوهري في كلامة الاخير: هناك ركود في النشاط المحلي لكن دخول فرق تابعة للشركات علي المسابقات ساهم في اثراء الكرة المصرية ومع ذلك أعتقد أنه لا خوف علي الاهلي والزمالك في عملية المنافسة علي الالقاب المحلية مع دخول فرق الشركات كون القائمين علي الشركات  يعتمدون علي لاعبين يمتلكون القدرة علي قيادة فرقهم لمراكز معينة دون أن تتوافر لهذه الشركات القناعة بإمكانية المنافسة علي مراكز مقدمة أو بناء أجيال جديدة تخدم تطلعاتها المستقبلية.