الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنا أحلم




 
لكل منا حلم يتمنى تحقيقه ويسعى للوصول إليه، وبالنسبة لي اعتقد أنه يستحيل تحقيقه أو أننى أعجز عن تحقيقه بمفردى وهو أن تسير الفتيات فى الشوارع دون أن يتحرش بهن أحد أى من كان فلا أرى فى عيونهن خوف أو ذعر لمرور أى الرجل أو حتى طفل أحمق يقلد الرجال الكبار فى تحرشهم، حلمى أن أمشى على كوبرى قصر النيل دون أن التعرض لى ببذاءه من المارة والباعة، وأن أشعر بالأمان فى عيون الاجنبيات وهن يسرن ويرتدين ما يناسبهن من الملابس فى أي وقت.
 
لا أجد تفسيراً لظاهرة «السعار الجنسى» المنتشر فى شوارعنا، ولا أعرف أسبابه وأتساءل ما الذى يدفع طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره أن يعاكس فتاة تتجاوز العشرين من عمرها ويسمعها أقبح الكلمات أو يلمس جسدها، وأرفض توجس مقولة أن المرأة هى السبب.
 
أخشى ألا يتحقق الحلم لأن معظم الرجال أدمنوا التحرش بجميع أنواعه واستشعر ارتياحه كلما عبر نبذ بكلمات غير محترمة للمرأة التى يراها فى الشارع وأشعر بأن الشباب صار لديه حالة تشيزوفرانيا فهو يصلى ويصوم ويتحرش جنسيا فى آن واحد يتزوج من امرأة يطالبها بالتحشم خارج وداخل المنزل ويهوى مغازلة الفتيات المختلفين عن هذا السياق.
 
أريد تفسيراً نفسياً للرجل الذى يتحرش بالمرأة وعليه أحلم أن نتكاتف جميعا أمام تلك الظاهرة فهو واجب الأم تنشئة ابنائها وتعودهم على احترام المرأة لأنه احترام لشخصها فلا تهان عند الكبر.
 
وأحلم بسن القوانين والتشريعات من أجل حماية المرأة المصرية وأن يحترم رجال الشرطة الفتاة التى تحضر شاب للقسم لاثبات واقعة التحرش بها لفظيا أو بدنيا.
 
لا أريد دفن رأسى كالنعام وابتعد عن الحديث فى هذا الموضوع حتى لا يعتقد أحد بأنى اتحدث عن مواقف شخصية، فمن تريد أن تصمت فلتأخذ نصيبها من التحرش ومن تريد أن تواجه فعليها أن تحارب لتحقيق حلمنا جميعا.