الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مرضى الإسماعيلية يلفظون أنفاسهم فى مستشفى الجامعة

مرضى الإسماعيلية يلفظون أنفاسهم فى مستشفى الجامعة
مرضى الإسماعيلية يلفظون أنفاسهم فى مستشفى الجامعة




الإسماعيلية - شهيرة ونيس
مأساة حقيقية يعيشها مرضى الإسماعيلية بسبب الإهمال الذى وصل إليه المستشفى الجامعى الذى يخدم محافظات «الإسماعيلية السويس بورسعيد شمال وجنوب سيناء»، حيث يعانى أزمة فى نقص عدد الأسرة الخاصة بالعناية المركزة التى لا تتناسب وأعداد المواطنين والمرضى الذين يستقبلهم المستشفى يوميا، والغريب هنا أن أنظار العالم أجمع اتجهت أخيرا إلى باريس الصغرى بعد افتتاح قناة السويس الجديدة.
يعمل المستشفى الجامعى بـ10 أسرة عناية عامة مجانية، و7 آخرين عناية قلب، و4 أسرة عناية جراحة قلب وصدر، وسريرا واحدا للمخ والأعصاب، فضلا عن أن عدد أسرة العناية المركزة داخل المستشفى العام بالإسماعيلية ١٤ سريرا يعمل منهم ٩ فقط والـ4 الأخرى خارج الخدمة لوجود عجز فى طاقم التمريض والأطباء المتخصصين.
يقول عبدالرحمن، أحد أهالى الإسماعيلية: إن الكارثة هى أن هناك توافدا كبيرا على المستشفى جراء حوادث الطرق، منوها إلى أن إدارة المستشفى طالبت بتوفير أسرة عناية مركزة لاستقبال أكبر عدد ممكن من الحالات المرضية التى تواجه الموت بسبب العجز الصارخ بالمستشفي.
ويتابع: حينما تعرض نجلى لحادث طريق أسرعت به إلى المستشفى الجامعى لإنقاذ حياته، إلا أننى فوجئت بالمستشفى تبلغنى: «وفر لنا سرير فى العناية المركزة لأن كل الأسرة مشغولة»، الأمر الذى أجبرنى على الانتقال إلى مستشفى خاص لإنقاذ حياة نجلي، رغم ضعف حالتى المادية وارتفاع أسعار المستشفيات الخاصة.
ويضيف عبدالله حسنين: «المشكلة الحقيقية فى الإسماعيلية تكمن فى القوى البشرية، وأيضا مستشفى الطوارئ التابع لجامعة قناة السويس والذى تحول إلى مستشفى تخصصى غير مجانى بأسعار مبالغ فيها، رغم أنه تم إنشاؤه على أنه مستشفى للطوارئ وليس تخصصيا بمقابل مادي، ليصبح المستشفى التخصصى مستشفى خاصا لعلاج الحالات الخطرة والحرجة من الأغنياء وميسورى الحال أما الحالات المرضية من الفقراء فلا مكان لهم فيه».
ويقول مصطفى محمود، موظف، إنه شاهد حادثا مروعا لانقلاب أتوبيس على طريق «الإسماعيلية- القاهرة» راح ضحيته 7 أشخاص لم تتمكن مديرية الصحة من إسعاف حياتهم خاصة أنهم لم يجدوا أسرة فى العناية المركزة تبعدهم عن الموت.
أما عن مستشفى الأميرى العام فالأمر يزداد سوءا أكثر منه فى الجامعي، فيتواجد به 19 سريرا خاصا بالعناية المركزة، المفعل منها 9 فقط، وذلك لعدم توافر أطباء اخصائيي عناية مركزة، فضلا عن عدم اكتمال التجهيزات الخاصة بهم، أمام إقبال الحالات الخطرة التى تتوافد يوميا على المستشفي.
يقول أحد أطباء المستشفى العام، إنه وبالرغم من تواجد أسرة عناية مركزة داخل المستشفى إلا أن المفعل منها 9 فقط، و6 معطلين، منوها إلى أن كل طبيب يختص بمتابعة 4 حالات، وممرضة لكل حالتين، وذلك وفقا لبروتوكول العمل داخل العناية المركزة، مستنكرا ندرة الأطباء والممرضات التى ساعدت فى تفاقم الأزمة داخل المستشفى الأميرى بالإسماعيلية وبالتبعية تدهور منظومة الصحة بصورة ملحوظة داخل المحافظة الصغيرة.
ويوضح الطبيب أنه يشاهد عشرات المرضى يلفظون أنفاسهم الأخيرة بسبب عجز المستشفى فى إنقاذ حياتهم من الموت فى مشهد من أصعب المشاهد التى يتعرض لها الأطباء، حيث لايمتلكون حينها إسعاف المريض، ورغم أن لديه الخبرة الكافية إلا أنها لا تكفى أمام غياب ونقص الأسرة من غرف العناية المركزة.
ويتابع: تتوافد العشرات من حالات الحوادث التى تحتاج إلى سرير فى العناية المركزة، ويأتى رد إدارة المستشفى لذوى المرضي: «شوفله مكان خارج الإسماعيلية وهو موجود هنا فى الاستقبال عندنا لحد ما تيجى تاخده وتسافر بيه».
ويؤكد الدكتور ممدوح غراب، رئيس جامعة قناة السويس، أن القوة الفعلية للمستشفى الجامعى التخصصى بالاسماعيلية هى 20 سريرا فقط للعناية المركزة، لن تكفى استيعاب جميع الحالات التى تتردد على المستشفى يوميا من داخل وخارج المحافظة، منوها إلى أن مديونية وزارة الصحة تجاوزت نصف مليون جنيه.
من جانبه رفض الدكتور هشام الشناوي، وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية الإدلاء بأى معلومات عن تفاقم الأزمة، ملتزما الصمت أمام الحالات التى تتعرض للموت يوميا، بسبب تهالك المنظومة الصحية بالمحافظة.