السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الجمهور يقاطع العرض القطرى.. واكتساح لمهرجان قرطاج

الجمهور يقاطع العرض القطرى.. واكتساح لمهرجان قرطاج
الجمهور يقاطع العرض القطرى.. واكتساح لمهرجان قرطاج




تونس-هند سلامة

 

 فى أجواء احتفالية ضخمة، سيطرت حالة من البهجة والتفاعل الحى بين المسرح والجمهور، بشارع الحبيب بورقيبة بمدينة قرطاج بتونس، وذلك خلال الدورة السابعة عشر، لمهرجان أيام قرطاج المسرحية، والذى تختتم فعالياته غدا السبت على المسرح البلدى، يعتبر مهرجان قرطاج تظاهرة فنية وثقافية، اكتسبت خصوصية غير مسبوقة هذا العام، نظرا لتوزيع عروضه على مختلف المحافظات والقرى والمناطق الحدودية بتونس، والتى بلغ عددها 23 محافظة، تنطلق منها العروض المسرحية فى وقت واحد، وذلك على اختلاف وتنوع العروض المشاركة، حيث حرص المهرجان فى هذه الدورة على نشر عروضه، فى جميع انحاء البلاد، حتى يصل المسرح إلى مناطق لم تعهده من قبل، وهو ما ترك أثرا ايجابيًا كبيرًا، لدى جمهور وسكان هذه المناطق، واستقبلوا العروض المسرحية بفرحة عارمة، حتى أن بعضهم بكى من شدة تأثره بمشاهدة عروض مسرحية لأول مرة، وطالبوا بضرورة، تواصل زيارة هذه العروض المسرحية، لهم الفترة المقبلة، لأنهم حرموا من هذا الفن لفترات طويلة، أما ما كان لافتا للنظر منذ اليوم الأول، لبدء فعاليات المهرجان، هو تحول الشارع الرئيسى للحبيب بورقيبة، إلى ساحة فنية كبيرة، تحت رعاية وحماية الحكومة التونسية، والتى حرصت على تهيئة الجو العام، لاستقبال عروض الشوارع والميادين، عن طريق غلق شارع الحبيب بورقيبة، أمام السيارات إلى جانب تأمين المكان بالكامل، ووضعه تحت الحراسة المشددة، حرصا على سلامة جمهور المهرجان، ولتوفير الأمن للوفود المشاركة .
وفى كل شبر من هذا الشارع، والمناطق المجاروة، لابد أن تجد مسرحا يحتضنها، تقام عليه فعاليات المهرجان، وبالتالى تعمل هذه المسارح معا بالتوازى، فى وقت واحد، وتدب بها الحياة، بدءًا من الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء، من هذه المسارح المسرح البلدى، مسرح الفن الرابع، التياترو، مربع الفن، الحمراء، نجمة الشمال، المونديال، الريو، مدار قرطاج، الأرتيستو، فضاء مسار، دار الثقافة «ابن رشيق»، المركز الثقافى الجامعى «حسين بوزيان»، المعهد العالى للفن المسرحى بتونس، المركز الوطنى لفن العرائس، فضاء الفتح، المعهد الفرنسى، المركز الثقافى الخاص ريحة البلاد.
شارك ضمن فعاليات المهرجان، عدد لا حصر له من الأعمال المسرحية، من دول عربية وأجنبية، والتى تنوعت بين عروض دراما ورقص حديث وحكى ومونورداما، وعروض وثائقية وغيرها، منها عرض «برج الوصيف» من تونس، «العساس»، «زرلين الخديمة»، «كعب الغزال»، «رأس النهج»، «سوس»، «بين بين» المغرب، «رأس فاضي» فلسطين، «اومان مي» من بنين، «فوهة بركان من الحبال» من بلجيكا، «النسور» تونس، «خطيئة النجاح» تونس، «إذا عصيتم «، «التلفة» المغرب، «الحكواتية فداء عطايا» فلسطين، « 1789 فى جزيرة سان لوي» غينيا، «الماكينة» تونس، «حرير آدم» الأردن، «خيل تايهه» فلسطين، «جلسة سرية « العراق، «الخيمة» قطر، «ثامن أيام الأسبوع» الجزائر»، «الآقى زيك فين يا على» لبنان، «عندما يتوقف الزمان كوتيفورا، «ضيف الغلفة» المغرب، «السقيفة» تونس، «الأمير الحبيس» فرنسا مصر، «بوابة رقم 5» الأردن، «واحد زوج ثلاثة» المغرب، «ما عم اتذكر» سوريا، «باركود» هولند هوس، «روميو وجوليت» بغداد العراق، «أطفال الحرب» العراق، «الحياة القصيرة والجريمة» الكونغو، «ملحمة أم حادثة غريبة فضائية» اليابان، «لا تقصص رؤياك» الإمارات، «زوايا» مصر، «الحكواتى باباكر امباى السينغال، «خرف» السودان، «شارع اوتوقراطيا» الكويت، «الرقص على انغام السيفون» ليبيا .
صاحبت هذه الفعاليات المسرحية، فعاليات أخرى موازية مثل الندوات والورش الفنية، وتناولت الندوات أكثر من محور، كان المحور الأول «دور المسرح فى الوعى»، «حقوق المؤلف»، «الوضع التونسى فى باب الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والقانون الأساسى للفنان»، ونظم المهرجان أيضا يوما كاملا، لعروض الحكى بعنوان «يوم الحكواتى فى تونس الكبرى» وتضمن هذا اليوم عددًا غير قليل من عروض الحكى منها، «الخير والبركة»، «العفريت اتحزم بشريط»، «ألف حكاية فى حكاية»، «القمقم»، «الكليم»، «بياع حكم»، «تغريدة بن هلال»، «جهاد درويش»، «حكايات ناس زمان»، «حكايات صغيرة»، «حكمة الجدود»، «خرافات وموسيقات»، «سحابة تتعدى»، «عظمة سردوك»، «كتاب الحكايات» ،«منامة سلطان» .
كما استحدث أيام قرطاج، هذا العام برنامجًا جديدًا فى تقديم عروضه المسرحية، والذى قدمه بعنوان برنامج «قياسات» ومن فلسفة هذا البرنامج، أنه يهتم بتقديم عروض مسرحية فى فضاءات، وأماكن غير معتادة مثل تقديم عروض فى ساحات، وأماكن مغلقة أو مفتوحة، كما خصص المهرجان أيضا برنامجًا كاملاً، لعروض الأطفال بالمدارس منها عروض «الذهب الشفاف»، «الساحرات»، «الساحرة»، «المعاهدة»، «أنا سندريلا»، «جحا والمهرج»، «ذيب الغابة»، «رحلة فصوح «، «سندباد الأميرة نهاوند، «شهرزاد»، «كليلة ودمنة»، «مملكة القناديل»، وعروض حية للصغار منها «عضمة السردوك» للحواتى علاء الدين أيوب، «للدواء عنوان» رايدة قرمازى، «كتاب الحكايات» يوسف البلقوطى، «خرافات وموسيقيات» بغدادى عون، «حكايات ناس زمان»، «حكايات ناس زمان»، «حكايات صغيرة»، «خرافات صغار» .
   كرم المهرجان فى افتتاح دورته السابعة عشر، اسم المخرج التونسى الراحل عز الدين قنون، بعرض الافتتاح «غيلان»، وهو آخر عروض المخرج الراحل، الذى أخرجه عام 2013، ويعتبر قنون من أهم مخرجى المسرح بتونس حيث كتب، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية، منها «الدالية»، «قمره طاح»، «المصعد»، «طيور الليل»، «حب فى الخريف»، «نواصي»، «لنتكلم بصمت»، «رهائن»، «آخر ساعة» العمل الحائز على 03 أركاح ذهبية فى ليلة المسرح التونسى  أحسن عمل لموسم 2009/2010، أحسن نص وأحسن دور الممثلة الواعدة. و«غيلان»، وجابت أعمال عز الدين قنون العديد المهرجانات العربية والإفريقية والدولية مثل فينيزولا، رومانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، ساحل العاج، البينين، السنغال، بوركينا فاسو، مالطا، سوريا، فلسطين، مصر، الأردن، لبنان، المغرب، وتقلد العديد من المناصب الثقافية الهامة منها خبير دولى فى الفنون الحية، عضو المجلس الفنّى للمورد الثقافى، وقع اختياره كرئيس وعضو لجان تحكيم فى عديد المهرجانات المسرحية والتظاهرات العالمية، وهو مدير مسرح الحمراء بتونس، والمركز العربى الإفريقى للتكوين والبحوث المسرحية، وخصص المهرجان أيضا، يوم لتكريم المغرب بمناسبة مئوية المسرح المغربي، وتضمن برنامج التكريم عرض أكثر من مسرحية مغربية منها عروض «بين بين»، «التلفة»، «ضيف الغفلة»، «واحد زوج وثلاثة»، «ثلاثة باركة»، كما تمت إقامة محاضرة بعنوان «العمر القصير للمسرح المغربي»، وأقيم حفل لتوقيع كتاب «دليل المسرح المغربي»، وعقدت ندوة لمئوية المسرح المغربى تناولت ثلاثة محاور، «الحركة المسرحية المغربية قبل الإستقلال»، «المسرح المغربى من الاستقلال إلى الآن»، «المسرح المغربى والدولة «، كما أقيم معرض لصور مؤرخة من مراحل المسرح المغربى، وأقيم معرض للكتاب المسرحى المغربى، وحفل فنى موسيقى للفنان محمد الدرهم.
لم يكتف المهرجان هذا العام، بفتح أفق أرحب وأوسع للعروض المسرحية، ولكنه اتبع تقليدًا جديدًا فى منح جوائز للعروض المتميزة، فبدلا من إقامة مسابقة رسمية، كما اعتادت بعض المهرجانات المسرحية الدولية، قررت إدارة المهرجان مكافأة العروض المتميزة، بعمل لجنة لتسويق هذه العروض، بمعنى أن هناك عددًا من مديرى ومروجى، المسرح من دول أوروبية ومهرجانات دولية متنوعة، مثل بلجيكا وفرنسا وكندا واليونان ولبنان وألمانيا، وبعد مشاهدة هؤلاء المسوقين، لعروض المهرجان، يتم منح الأعمال المتميزة، فرصة للمشاركة بأحد المهرجانات المسرحية المهمة بهذه الدول، ويعتبر هذا التقليد شكلاً مختلفًا، من أشكال الترويج للعروض المسرحية سواء التونسية أو الأجنبية المشاركة ضمن فعاليات المهرجان.