الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أوركسترا القاهرة السيمفونى يحكى للأطفال

أوركسترا القاهرة السيمفونى يحكى للأطفال
أوركسترا القاهرة السيمفونى يحكى للأطفال




د.حسام عطا يكتب:
تجربة فريدة تلك التى قدمها أوركسترا القاهرة السيمفونى للأطفال فى اهتمام نادر بفنون الطفل يستهدف أن يتعرف الطفل المصرى على الموسيقى السيمفونية الخالصة بلاغناء ولا إيقاعات راقصة كما اعتاد المخططون لبرامج فنون الطفل المختلفة فى مصر، خاصة فى مجال الموسيقى إذ إن تغيير الذائقة الفنية يجب أن يبدأ بالفعل مع المرحلة الأولى من التكوين وإدراك العالم، كان المشهد ممتعا والمسرح الكبير بدار الأوبرا كامل العدد بجمهور الأطفال.
 وقد ابتكر أوركسترا القاهرة طريقة خاصة لتقديم مصنفين شهيرين كتب خصيصا للأطفال، عبر الحكى المعتمد على الراوى الذى يقدم المصنف الموسيقى كحكاية يحكى هو بدايتها وتكمل الموسيقى باقى الأحداث ثم يعود الفنان المصرى الجميل محمد عبد المعطى وهو واحد من أهم فنانى جيله اهتماما وإخلاصا لمسرح الطفل فى تقديم حكيه الجذاب للأطفال وتعريفهم على الآلات الموسيقية التى تؤدى بشكل تصويرى الشخصيات الرئيسية والثانوية والأحداث وتحكى المشاعر والإطار العام.
وقد صاحب ذلك فى خلفية المسرح وراء الأوركسترا صورا لرسوم متحركة للحكايتين، هذه الصور الملونة تتحرك معبرة عن الأصوات وتربط بين الشخصية الدرامية والآلة الموسيقية مما يستهدف تعليم الأطفال أسماء الآلات الموسيقية للأوركسترا ومعرفة أصواتها، بالإضافة لتدريب الذائقة الصغيرة وتكوين أفق إدراكى جمالى يستمتع ويعرف ويفهم الموسيقى الهارمونية القائمة على التجانس وتعدد الأصوات والألحان والبعيدة عن الصوت الواحد والإيقاع الواحد، والمصنف الأول كتبه الفرنسى كامى سان صانص، وقد تم نشره عام 1922 بعد وفاته وقد كتبه وهو يمرح مع أصدقائه ولذلك فهو لعب حر انتشر وامتع الأطفال فى كل مكان هو ينقسم إلى أربع عشرة حركة لتخص كل حركة حيوان من حيوانات الغابة.
 أما المصنف الثانى فهو بيتر والذئب مصنف 67 للمؤلف الروسى سيرجى بروكوفيف، الذى كتب ذلك العمل بطلب من مسرح الأطفال بمدينة موسكو.
 وتدور الحكاية حول الطفل بيتر صاحب المواهب المتعددة، وهو لا يحظى بثقة  جده الذى يخاف علية من حيوانات الغابة ولكن ثقته بعقله تجعل منه طفلا مغامرا وينجح فى الإمساك بالذئب من ذيلة، وبروكوفيف هو صاحب فكرة وجود الراوى بجوار المصنف الموسيقى، فقد قام متحمسا بصياغة هذا القالب المبتكر.
 ولم يتوقف عند كتابة الموسيقى بل كتابة نص الروى مما أدى إلى أن حظى هذا العمل بتقدير عالمى واضح، حقيقة الأمر أن الاختيارات المهنية للمدير الموسيقى لأوركسترا القاهرة السيمفونى احمد الصعيدى، ودعم إيناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا لحفلات المدارس الصباحية امر يستحق التأمل والشكر والتقدير.