الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حضانات المبتسرين تقبض أرواح الرضع فى الأقصر

حضانات المبتسرين تقبض أرواح الرضع فى الأقصر
حضانات المبتسرين تقبض أرواح الرضع فى الأقصر




الأقصر ـ أسماء مرعى

تعانى محافظة الأقصر نقص حضانات الأطفال حديثى الولادة «المبتسرين» ما جعل أهالى الأطفال «ناقصى النمو» يعيشون معاناة وعذاب من أجل العثور على حضانة لأطفالهم فى المستشفيات الحكومية التى عادة ما ترفع لافتة «كاملة العدد» فى وجوههم، فتتبدل فرحتهم وتنقلب سعادتهم بمولودهم الجديد ويدخلون فى دوامة البحث على حضانة فى المستشفيات والمراكز الخاصة بسعر يناسب دخلهم، ناهيك عن الإهمال ونقص الامكانات وقلة خبرة طاقم التمريض، الأمر الذى يهدد حياة الرضع بالموت والإصابة بالأمراض المزمنة التى قد تلازمهم طيلة حياتهم.
ووفقًا للإحصاءات يبلغ عدد موإليد محافظة الأقصر 2787 طفلا شهريًا، بمعدل نحو 93 طفلًا يوميًا، معظهم يحتاجون إلى حضانات، فى الوقت الذى لا يوجد فيه سوى 63 حضانة على مستوى المحافظة والتى لا تكفى نصف احتياجات الأطفال ناقصى النمو ما يجعل المستشفيات والمراكز الخاصة تستغل الوضع وترفع الأسعار.
يحكى نجار محمد، موظف، من أبناء محافظة الأقصر، معاناته المأساوية فى العثور على حضانة مزودة بجهاز «السيباب» للتنفس الصناعى لتوأمتيه قائلا: «إن الله رزقنى بابنتين توأمتين ولدتا فى الشهر الـ6 ناقصتى وزن، فتوجهت بهما إلى أحد المستشفيات الحكومية فى المحافظة بحثا عن حضانات مزودة بأجهزة تنفس، لكننى وجدت عجزا صارخًا من نوعية تلك الحضانات»، منوهًا إلى أنه اضطر إلى الذهاب بهما إلى مركز خاص استثمارى للحضانات والذى طلب منه نحو 1400 جنيه لليوم الواحد وهو ما يفوق طاقته المادية، ورغم ذلك كله أصر على نقلهما إلى المركز الخاص لعدم وجود أى بدائل ومكث مع نجلتيه نحو 7 أيام وبسبب ضعف حالته المادية اضطر إلى نقلهما إلى أى مستشفى حكومى، ما أدى إلى وفاة إحداهما بسبب غياب أجهزة التنفس.
وفى لهفة حَملت صباح، 20 سنة، أول مولود لها على يدها متجهة إلى المستشفى الدولى فى محاولة منها لتوفير حضانة له بعد ان ولد غير مكتمل النمو فعمره فى الحياة أيام معدودة، إلا أن المستشفى حرم الطفل من حق الحياة ورفض استقباله لعدم توافر حضانات خالية، فى الوقت الذى لم تستطع نقله إلى حضانة خاصة لضيق حالها – على حد قولها ـ لتقف عاجزة أمام طفلها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة على سلالم المستشفى فى انتظار دوره لدخول «حضانة الحياة».
وتوضح أم أروى، أنه قبل إنجابها ابنتها «أروى» طلبت من الطبيبة التى ستجرى لها العملية تجهيز حضانة لوضع ابنتها فيها فور انجابها، مشيرة إلى أن زوجها بدآ فى رحلة بحث شاقة فى المستشفيات الحكومية لإيجاد محضن خال إلا أنه وجد العدد مكتملاً فأضطر إلى حجر حضانة فى أحد المراكز الخاصة.
ويؤكد عدد من  الأطباء الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أن الأقصر تعانى عجزًا شديدًا فى حضانات الاطفال المبسترين حيث إن هناك فقط 11 حضانة تابعة للأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة.
ويلفت المتضررون إلى أن هناك عجزًا فى أعداد أجهزة التدفئة التى يوضع عليها الطفل قبل وضعه بالحضانة، علاوة على  وجود حضانات متهالكة، مستنكرين ندرة الكفاءات البشرية وعجر التمريض ذوى الخبرة، فى الوقت الذى وصلت فيه تكلفة الحضانة لـ50 ألف جنيه دون شراء أجهزة التنفس الصناعى وأجهزة «مونيتور» المنوط لها مراقبة حالات الطفل ومتابعة عمل أجهزته المختلفة.