الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فرنسا تتوقع اعتداءات جديدة.. وتتوعد الإرهابيين

فرنسا تتوقع اعتداءات جديدة.. وتتوعد الإرهابيين
فرنسا تتوقع اعتداءات جديدة.. وتتوعد الإرهابيين




ترجمة: إسلام عبدالكريم – وسام النحراوى – وكالات الأنباء

حذر رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس من اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا فى الأيام أو الأسابيع المقبلة، مؤكدا أن هذا التهديد سيستمر لفترة طويلة، مضيفا أن اعتداءات باريس نظمت ودبرت وخطط لها من سوريا، كاشفا أنهم كانوا يعرفون أن هناك هجمات تدبر ليس فقط فى فرنسا ولكن فى أوروبا.
فيما أجرت الشرطة الفرنسية أكثر من 150 عملية دهم  فى الأوساط الإسلامية فى فرنسا منذ اعتداءات باريس الدامية، وأعلن رئيس الحكومة عزمه إغلاق المساجد والجمعيات المتطرفة التى يتم فيها «انتهاك قيم الجمهورية الفرنسية». يأتى ذلك وسط دعوات لتشديد الإجراءات الأمنية.
ومن الجدير بالذكر أن وزير الداخلية الفرنسى برنار كازنوف كان قد أعلن من قبل أن الحكومة ستبحث فى جلستها المقبلة قرارا بحل المساجد المتشددة، وذلك بعد يومين من إعلان حالة الطوارئ فى البلاد.
من جهته، أعلن مدعى باريس فرنسوا مولان، أنه تم تحديد هوية انتحاريين فرنسيين اثنين آخرين شاركا فى اعتداءات باريس، كانا يقيمان فى بلجيكا، لافتا إلى أن أحدهما هو منفذ إحدى الهجمات الانتحارية التى ارتكبت قرب استاد فرنسا، والثانى هو من فجر نفسه فى بولفار فولتير بشرق باريس.
وفى إطار التحقيقات الجارية، تشير المعلومات إلى ضلوع مجموعة بلجيكية موقعها فى منطقة مولنبيك القريبة من العاصمة بروكسل، فقد توجهت أنظار المحققين الفرنسيين إلى 3 أشقاء فرنسيين قطنوا فى بلجيكا هم: إبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام.
ويقع حى مولنبيك غربى بروكسل، ويضم هذا الحى الشعبى نسبة كبيرة من السكان المنحدرين من أصول مهاجرة، واقام فيه منذ عشرين عاما منفذو عدد من الاعتداءات الإرهابية منهم منفذ اغتيال القائد مسعود فى افغانستان عام 2001 ومهدى نموش المسئول عن المجزرة فى المتحف اليهودى فى بروكسل التى اوقعت اربعة قتلى فى مايو 2014.
فيما فتح مكتب المدعى العام البلجيكى تحقيقا يتعلق بمكافحة الإرهاب بعد هجمات فى باريس، وحث رئيس الوزراء البلجيكى مواطنيه على عدم السفر لباريس إلا لضرورة ملحة.
وفى سياق متصل، أوصت مسودة البيان الختامى لقمة المجموعة العشرين فى مدينة بيليك التركية، بوجوب تعزيز التعاون فى تجفيف القنوات المالية للإرهابيين، وتحسين الرقابة على الحدود للحد من التدفق المتزايد للمتطرفين، وتعزيز إجراءات الأمن فى حركة الملاحة الجوية، والتصدى بصورة أقوى للترويج للإرهاب عبر الإنترنت.
كما أكدت المسودة ضرورة عدم ربط الإرهاب بأى دين أو قومية أو حضارة أو جماعة عرقية، بالإضافة إلى أهمية إعطاء مكافحة الإرهاب الأولوية القصوى فى جميع الدول.
وتعول مجموعة العشرين على الأمم المتحدة فى لعب «دور محوري» فى مكافحة الإرهاب، إلا أن المسودة لم تتحدث عن تفويض محتمل من الأمم المتحدة لمهمة دولية لإنهاء الحرب فى سوريا.
وفى تعليق له على الاحداث الإرهابية الاخيرة التس شهدتها باريس، أكد موقع «ديبكا»، المقرب من الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، أن هدف عمليات «داعش» كان قتل أو اختطاف الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، مستغلين حضوره لمباراة كرة القدم بين منتخبى فرنسا وألمانيا وتواجد حشود جماهيرية كبيرة لتشتيت أنظار الأجهزة الامنية، وذلك من أجل التفاوض على حياته.
وأكد التقرير الإسرائيلى فشل الاستخبارات الفرنسية والأجهزة الأمنية فى رصد العناصر الإرهابية ومنع حدوث الهجمات، وأنها المسئولة عن هذا التقصير، ولم يستطيعوا رصد تحركات هذه العناصر التى تعاونت على الأقل مع 200 عنصر آخر لإدخالهم باريس دون رصد وإمدادهم بالأسلحة والمتفجرات، ووفرت للبعض ملاذا بعد الهرب.
أما صحيفة «التايمز» الامريكية فقد أكدت أن حجم الهجمات الدامية التى نفذها التنظيم الإرهابى وتعقيداته، يعد قفزة نوعية فى استراتيجيته، مضيفة أن ذلك بلا شك يشكل تهديدا جذريا للدول الغربية.
وأوضحت الصحيفة أن «داعش» نفذ خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة من الهجمات النوعية بدءا من تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء مرورا بالعمليات الانتحارية التى استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية التى تعتبر معقلا لحزب الله الشيعى الذى يقاتل إلى جانب الرئيس السورى بشار الأسد فى سوريا، وصولا إلى هجمات باريس التى تمت بعد يوم واحد من تفجيرات بيروت، مشيرة إلى أن توقيت الهجمات فى مصر وبيروت وفرنسا، جعلت أجهزة الاستخبارات أكثر يقينا بأن مخطط هذه العمليات مجموعة واحدة.
بينما أكدت صحيفة «الجارديان» البريطاينة إن أكثر التفاصيل المرعبة التى أكدها شهود العيان هو صغر سن بعض القتلة الذين نفذوا هذه الهجمات، إذ أن أعمارهم قد تتراوح بين 15 عاماً و18 عاماً، مشيرة إلى  أن صورة مراهق يحمل سلاح رشاش يقتل به الناس، يعد أمرا صادما.
وأوضحت «الجارديان» أن الشباب هم الذين ينجذبون لأيديولوجية «داعش» التى تستهدفهم بالدعاية المدروسة التى يستخدمها الشباب وإمدادهم بالأسلحة وعنصر التشوق والصداقات الحميمة.
فيما شككت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية فى قدرة أى إجراءات أمنية على إيقاف «داعش»، مؤكدة أن المفجرين يمكنهم دوماً اختراقها.