الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأزهر يرد على تفكيك المناهج وتكفير الأئمة والطعن فى ثوابت التراث ومذهب أهل السنة والجماعة

الأزهر يرد على تفكيك المناهج  وتكفير الأئمة والطعن  فى ثوابت التراث ومذهب أهل السنة والجماعة
الأزهر يرد على تفكيك المناهج وتكفير الأئمة والطعن فى ثوابت التراث ومذهب أهل السنة والجماعة




أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب  رفضها الهجوم على الأزهر الشريف ومحاولة وصفه بالإرهاب، وقالت فى بيانها: «إنه فى ظاهرة غير مسبوقة يتعرض الأزهر الشريف – فى السنوات الأخيرة - إلى حملة شرسة، تجاوزت تحميله - ظلمًا - مسئولية بروز ظاهرة العنف العشوائى، التى تروّع الآمنين، وتستخدم القوة لفرض الآراء.. تجاوزت ذلك إلى تجريف ثوابت الإسلام، والطعن فى التراث الفكرى والحضارى الذى جعل من أمتنا العالم الأول على ظهر هذه الأرض لأكثر من عشرة قرون، والذى استلهمته أوروبا فى بناء نهضتها الحديثة..
وأوضح أن هذه الحملة الظالمة تزامنت مع بروز ظاهرة «الإسلامو فوبيا» فى الغرب حتى لكأنهما جناحان لنزعة كراهية الإسلام، وتزييف صورته، وتشويه تراثه، الذى كان الأزهر - ولايزال - حارسه الأمين على امتداد تاريخ هذا المعهد العريق.
واستطردت الهيئة قائلة: «إن  الأمر – فى هذه الحملة  تجاوز كل ألوان النقد - المشـروع منه وغير المشروع - إلى الطعن الفج فى ثوابت التراث، ومذاهب أهل السُّنَّة والجماعة، المجسدة لهوية الأمة وتميزها الحضارى، بالدعوة إلى إحراق هذا التراث وإهانة الأئمة والأعلام العدول الذين أسهموا فى إبداعه وفى حمله جيلًا بعد جيل..
ولفت الأزهر فى بيانه إلى خطورة ظهور فضائيات تصف كتب التراث الإسلامى - التى قامت على خدمة الكتاب والسُّنَّة - بأنها «كتب النفايات البشرية التى مثلت لعنة حلَّت على الأمة، والتى يجب حرقها ودفنها.. فكل التراث مبنى على النفاق والكذب والتدليس! كما تصف هذه الفضائيات ثمرات قرون صدر الإسلام - القرون الثلاثة الأولى - بلعنة الإرهاب والقتل والدموية والترويع، والكارثة الكبرى التى حلت بحياتنا.. وتصف الدين – الذى هو وحى وتنزيل إلهى ووضع إلهى ثابت - بأنه منتج بشـري، لا يصح أن يكون علمًا.. وتصف علوم الحديث النبوى بالتافهة.. وتحكم بأن كل التخلف والعته والسفه فى المجتمعات الإسلامية منذ ألف سنة سببه الفكر الإسلامى والمذاهب الفقهية الأربعة، وأئمة هذه المذاهب الذين تقول عليهم هذه الفضائيات «إنهم أئمة الشيطان، الذين يتعلم منهم الشيطان»!.
كما أشار إلى   قيام  مجلات «ثقافية» تتهم أئمة الإسلام بأنهم أئمة الثقافة التكفيرية وتعدّ الأئمة: الشافعى ومالك وأبو حنيفة وابن حنبل والأشعرى والباقلانى والبخارى والشهرستانى والغزالى - وأمثالهم - فى زمرة التكفيريين!.. كما تتهم المذهب الأشعرى – وهو مذهب أهل السنة والجماعة.. الممثل لفكر 90% من الأمة -بالمسئولية - عن الإفقار الكامل لكل من الطبيعة والسياسة والعقل.. مع دعوة هذه المجلات للأزهر إلى تفكيك هذا المذهب الذى هو جوهر تراث الوسطية الإسلامية عبر تاريخها الطويل..
وأوضح أنه غير هذه الفضائيات وهذه المجلات، وجدنا المتمركسين الذين يتهمون الأزهر ومناهجه وعلماءه بالإرهاب.. متوسلين إلى ذلك بالتفسير المادى للدين، وطيّ صفحة الإيمان الدينى، وفتح الأبواب أمام المادية الجدلية والتاريخية والزندقة والإلحاد، والبنوية والتفكيكية والحداثة وما بعد الحداثة .
وانتقد الأزهر قيام  واحدً من هؤلاء المتمركسين – الذين يناصبون الأزهر العداء – يعلن أن الإسلام دين «مادى» ويختزله فى مجرد مشروع سياسى – هو مشروع الحزب الهاشمى  الذى أسسه عبد المطلب.. ونفذه حفيده – محمد – صلى الله عليه وسلم – لإقامة الدولة العربية.. يقول: «كأنى بمحمد ينادى طيف جده: أى جدى، هآنذا أحقق حلمك.. ويتهم الرسول –صلى الله عليه وسلم – بأنه ورث التوحيد عن جده عبد المطلب.. وأخذ اسم الإسلام عن زيد بن عمرو بن نفيل.. واستعان بشعر أمية بن أبى الصلت فى صياغة التراكيب والألفاظ التى ادعى أنها وحى إلهي.. بينما هى – فى هذا الهذيان الماركسى – مواريث جاهلية.
كما رفض الأزهر الدعوة إلى أن يكون ولاء المصريين - إلى فرعون - لأنهم مصريون - وليس إلى أنبياء الله موسى وهارون – عليهما السلام، مؤكدا أن ذلك يمثل  تحالفًا فى حرب شرسة على الإسلام وتراثه الفكرى والحضارى تياراتٌ فكرية – علمانية وماركسية – وفضائيات وصحف ومجلات، اتخذت من الهجوم على الأزهر الشريف نقطة انطلاقها، لا لشىء، إلا لأن هذا المعهد العريق قد اتخذ من حراسة الشريعة وعلومها، والعربية وآدابها – وهما جماع هوية الأمة – رسالته المقدسة، التى رابط علماؤه على ثغورها منذ ما يزيد على ألف عام.. وشدد أن هذه الأمور هى حقائق ومقاصد هذه الحملة الشرسة – غير المسبوقة - التى يواجهها الأزهر الشريف – بمؤسساته العلمية.. وجامعته.. ومعاهده الدينية.. معلنًا – بلسان «هيئة كبار العلماء» أنه سيظل كما كان العهد به على مر تاريخه – الحصن الحصين لتراث الأمة وهويتها الحضارية فى مواجهة مختلف التحديات. مهما كانت شراسة هذه التحديات ومهما كانت الجهات التى تقف وراءهم، ويؤكد الأزهر أنه سيكون لهم بالمرصاد.