السبت 11 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كمال العيادى: العالم الغربى يتخوف من نهوض الشرق مرة أخرى

كمال العيادى: العالم الغربى يتخوف من نهوض الشرق مرة أخرى
كمال العيادى: العالم الغربى يتخوف من نهوض الشرق مرة أخرى




كتب – خالد بيومى


أكد الروائى التونسى كمال العيادى أن الحضارة الفرعونية بدأت منذ ما يقرب من 25 ألف سنة، وقال: إن الغرب يسخر منا عندما نقول أن الحضارة المصرية القديمة عمرها 7000 سنة؛ لأنهم يعدون أنها انتهت منذ ذلك التاريخ، جاء ذلك ضمن فعاليات ندوة رواية «نادى العباقرة الأخيار» للكاتب كمال العيادى، التى نظمها المقهى الثقافى بحضور كل من الناقد ربيع مفتاح والدكتور مدحت الجيار، وأدارها الكاتب محمد موسى.
وقال العيادى: إن الرواية تعد انعكاسًا واقعيًّا لأحداث عاشها ما بين ألمانيا والقيروان بتونس ومصر، مشيرًا إلى تخوف العالم الغربى وأوروبا من الشرق ومن نهوضه مرة أخرى قائلًا: «لقد عشت فى ألمانيا، ونادى العباقرة هو ناد موجود بالفعل ويضم عباقرة على مستوى العالم، وهؤلاء يكادون يقدسون الحضارة المصرية القديمة لما كانت عليه من علم»، موضحًا أنهم يصنفون العلوم إلى علم أبيض وآخر أسود، وأن المصريين القدماء منذ بدء حضارتهم استخدموا العلم الأسود، ووصلوا فيه لمرحلة لم يصل إليها العالم حتى الآن، وأنهم عندما قرروا عدم استخدام العلم الأسود واستخدام العلم الأبيض فقط، وكان ذلك قرار من الملك سنفرو والد الملك خوفو منذ 7000 سنة، ومنذ ذلك التاريخ اعتبر الغرب أنه تاريخ نهاية الحضارة الفرعونية القديمة، وأنهم يراقبون الشرق عن كثب لخوفهم من نهوض الشرق واكتشافه لمعرفة العلم الأسود والذى بـ5% فقط من الجهد سيحققون طفرة.
ودلّل العيادى على كلامه قائلًا: «إن الأقصر كانت المركز الروحى للعالم القديم، وإن من ينتمى لعقائد المصريين كان يتجه إلى الأقصر للعبادة، وهذا يفسر سبب وجود آثار فى اليونان ومدن البحر المتوسط تشير إلى وجود المصريين القدماء».
وأوضح العيادى أنه كتب الرواية من منطلق أسطورة توارثتها مدينة القيروان بأنه يظهر فيها عبقريًّا كل  100 عام، وأنه عالج  الفكرة روائيًّا لتعكس المواجهة الجوهرية والأساسية بين الشرق المنهك بخموله والغرب اللاهث الموجوع بأمراض ابتعاده عن الروح».
وعلّق الناقد ربيع مفتاح على الرواية قائلًا: «هذه الرواية تعد إطلالة على عديد من القضايا التى نعاصرها، وأن الرواية لا ترد على تساؤل ولا تقدم حلولًا، بل كانت دائمة الطرح للأسئلة والقضايا الكبيرة لتمهد الطريق لمناقشات لمن يأتى من بعده».
وأشار مفتاح إلى أن القضية الأولى والأخيرة التى ظلت على مدار السرد الروائى هى قضية التعليم فى الشرق، التى عبّر عنها الكاتب من خلال أبطال الرواية الثلاثة، وأضاف مفتاح: أشرف الحباشى وهو الراوى، لخص نهاية رحلته قائلًا لمعلمه عبد المنصف الوعيدى الشاعر الألمعيّ: «أنت فشلت» ويقصد به أنت فشلت فى التعليم، ليعكس أن فشله كان فشل المنظومة العربية بأسرها.
وقال الدكتور مدحت الجيار: «الرواية تضعنا أمام كاتب باحث وشاعر يكشف من خلال روايته سبل التعليم وطرقه وينتقده من خلال بطل الرواية، وتعكس الرواية من خلال الحوار بين أبطالها الثلاثة الخلاف الدائر بينهم، لكنها تكشف فى الوقت ذاته عن شخصية السارد، والمختلف بصدق وأمانة، وأنه لخّص مشكلتنا العربية فى التعليم عندما كتب فى الرسالة الأخيرة أنه على من يريد أن يساهم فى بناء هذا الوطن عليه أن يخرج من بلاده ويتجه إلى الغرب ويتعلم منه ثم عليه العودة ليساهم فى بناء وطنه».
من جانبها علقت الروائية سلوى بكر بأن الرواية تعكس الخلافات بين المثقفين وتفضح مجتمعهم فى المقام الأول، وتعكس العوار الذى أصاب هذا المجتمع قائلة: «الرواية مهمة لسببين الأول لأنها تدور فى القيروان ذات الخصوصية الشديدة، والتى ترتبط بمصر ارتباطًا روحيًّا، من خلال رحلة القبائل الهلالية التى ذهبت من مصر إلى تونس وعادت إليها مرة أخرى ورويت عنهم قصص السيرة الهلالية، أما السبب الثانى والأهم فلأن القيروان فى تونس تعد مدينة الفقراء والمجانيين، وهى أيضًا مدينة الشعراء والمبدعين، أما عن تقنية الكتابة فهذه الرواية تفيض بشاعرية لغوية وتعد من أفضل ما كتب فى السرد العربى».