الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مشار: سأخوض انتخابات الرئاسة السودانية.. وسأعود لجوبا فى غضون 4 أسابيع

مشار: سأخوض انتخابات الرئاسة السودانية.. وسأعود لجوبا فى غضون 4 أسابيع
مشار: سأخوض انتخابات الرئاسة السودانية.. وسأعود لجوبا فى غضون 4 أسابيع




كتب ـ أيمن عبدالمجيد

 

كشف اللقاء الذى أجراه، الدكتور رياك مشار، نائب رئيس جنوب السودان، السابق، الذى يقود تمردًا مسلحًا ضد الرئيس سلفاكير ميارديت، بحشد من الجالية الجنوب سودانية بالقاهرة امس الأول، عن أن مفاوضات السلام بدولة الجنوب ما زال أمامها عقبات، تهدد جهود استعادة عملية السلام، والاتفاقية التى ترعاها منظمة الأيقاد وأقرها الاتحاد الأفريقى ومجلس الأمن.
وعكس اللقاء ذاته مدى ما يعوله الأشقاء فى جنوب السودان، على دور مصرى للوساطة بينهم، لوضع اتفاقية السلام بالدولة الوليدة موضع التنفيذ، حيث قال مشار بقاعة كنيسة القديسين بالزمالك الذى حضرته «روزاليوسف»: «أشكر مصر لدعواتها لى لهذه الزيارة، جئنا إلى مصر لتساعدنا فى تطبيق اتفاقية السلام،  ولنطلب دعم ووساطة مصر لتطبيق الاتفاقية، لا لأن تساعدنا فى الحرب كما زعم البعض فى جوبا، فور علمهم بزيارتنا، نحن نريد السلام ومصر دولة شقيقة نطلب وساطتها لإنجاح الاتفاقية».
واستطرد مشار: «مصر أول دولة افتتحت قنصلية فى جوبا وأول سفارة  فى دولتنا الحديثة كانت السفارة المصرية، ولذلك نريد دعم مصر لنا لتنفيذ هذه الاتفاقية، واستعادة السلام فى البلاد واستكمال اصلاحات الحكم وبناء مؤسسات الدولة فنحن وقعنا الاتفاقية، بدون تحفظات  من  جانبنا، من أجل استعادة السلام بجنوب السودان ونريد لها أن تنجح».
قال مشار: «سأعود: إلى جوبا فى غضون ثلاثة أسابيع أو أربعة على الأكثر»،- لكن على ما يبدو تلك المدة سيتخللها تنفيذ بنود يجرى التفاوض عليها لتأمين وجوده والبدء فى تشكيل الحكومة الانتقالية، حيث قال فى كلمتيه اللتين ادلى بهما فى لقاء امتد أكثر من ست ساعات،: «على سلفاكير والحكومة أن ينفذا بنود اتفاقية السلام التى تنص على نقل القوات المسلحة إلى خارج جوبا والإبقاء على 1500 فقط مع السماح لنا بإرسال العدد المخصص لنا» وهو الأمر الذى يشير إلى بحثه عن ضمانات حقيقية لتأمينة، خاصة أن جراح البلاد ما زالت تنزف دماء الحرب الأهلية، وما زال الصراع على السلطة بالدولة الوليدة محتدمًا، وهو منافس قوى على مقعد الرئاسة.
مقعد الرئاسة ذلك المقعد الذى لم يخف مشار طموحه إليه حيث قال: «سأخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، عقب الفترة الانتقالية، وأثق من الآن فى الفوز».
ومشار كان نائبًا أول مختارا للرئيس سلفاكير، قبل أن يتمرد عقب أحداث ديسمبر 2013، التى حاول سلفاكير إلقاء القبض عليه وعدد من القيادات، متهمًا إياهم بتدبير محاولة انقلاب عليه، إلا أن مشار نجح فى الفرار وزوجته أنجلينا التى كانت عضوا بالحكومة، ليتزعم معارضة مسلحة ضد الحكومة اطلقت من جبال النوبة، وعن اتهامات الحكومة له قال مشار: «هذه ادعاءات وأنا خرجت من جوبا بـ«الجلابية والشبشب» وأنا من قدامى المقاتلين، ولو خططت لانقلاب لنجح، لأنى أخطط لكل شئ بدقة».
وشدد مشار: «الحرب الأهلية انتهت» مضيفًا: نحن نريد السلام، ونريد لاتفاقية السلام الشامل أن تنجح لذلك وقعنا عليها فى 17 أغسطس، فى قاعة الاجتماعات».
ولكن السلام مرهون بالتطبيق الفعلى  لبنود الاتفاقية على أرض الواقع حتى لا يكون سلامًا هشًا وتعكس عبارة لمشار خلال اللقاء شعوره بذلك حيث قال «توقيع الاتفاقية شىء، وتنفيذها شىء، وتفعيلها شىء آخر، لذلك الحكم على حلول السلام من عدمه لن يكون قبل ستة أشهر على الأقل».
وحول نظام الحكم وفق الاتفاقية حال نجاح تطبيقها، قال مشار: «الاتفاقية، تصلح نظام الحكم فى البلاد، حيث تنص على نظام فيدرالى، وهذا مطلب لشعب جنوب السودان منذ ١٩٤١ بمؤتمر جوبا، ولو حكمت السودان بنظام حكم فيدرالى لما أضررنا للاستقلال عن الشمال، ولظل السودان موحدًا».
غير أن المخاوف من تأثيرات  سلبية للانتماءات القبلية على وحدة الدولة، مازالت قائمة،  ويرى مشار: «إن الاتفاقية تحقق النظام الفيدرالى بجنوب السودان، فهى متعددة القبائل، القبيلة الصغيرة لا تشعر بأنها جزء من الدولة إلا إذا كانت دولة قوية، تحتوى التعددية الدينية والإثنية والثقافية، وتحول تلك التعددية إلى قوة».
 وعن أسباب ذلك رفض المعارضة لمقترح زيادة الولايات إلى28 ولايه  قال:» تقسيم البلاد إلى 28 ولاية، يحدث خللًا فى المستقبل، فليس الهدف زيادة الولايات من أجل زيادتها، لأن الولاية فى الحكم الفيدرالى، يجب أن تكون لديها مواردها الاقتصادية قادرة على النهوض بالتنمية». 
وحول آليات إصلاح الجيش، ومصير الملسلحين بالمعارضة، قال مشار «الاتفاقية تنظم إصلاحات بالجيش، ليكون جيش الدولة خارج سيطرة قبائل بعينها،  بل جيش يجد الجميع نفسه فيه».
وعن اتهامه بارتكاب جرائم حرب قال مشار: «أنا لن أجرى من العدالة ولن أهرب من محاكمة أطلب إليها، نسعى لتأسيس دولة العدل، بأن يكون بها قضاء عادل، يسمح لمن شعر بظلم أن يلجأ لمقاضاة خصمة». 
 ودعا مشار الاجئين فى مصر، لتنظيم أنفسهم فى روابط أجتماعية وأحترام قوانين الدول المضيفة، مناشدًا إياهم استغلال فترة تواجدهم بالخارخ، لتحصيل العلم أو الاستثمار وجنى المال ليكونوا قادرين فى المستقبل على خدمة بلدهم عندما يحل السلام ويعودوا إليها.