السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فن التعامل مع المسنين يبدأ بـ«حسن الاستماع»

فن التعامل مع المسنين يبدأ بـ«حسن الاستماع»
فن التعامل مع المسنين يبدأ بـ«حسن الاستماع»




تقرير - أسماء قنديل


لا تسأم من أحاديث الكبار لأنهم غير متواكبين مع العصر الحديث أو لتكرار نفس أسئلتهم أو عدم فهمهم لمتطلبات جيلنا، لأنهم ضحوا لأجلنا من صحتهم وعمرهم حتى اشتد عودنا وقويت حججنا فى تفنيد كافة تساؤلاتهم.. فأصبحت البيوت المصرية ما بين شد وجذب بين الآباء وأبنائهم الصغار والشباب الذين لا يجيدون للأسف فن وسيكولوجية التعامل مع آبائهم وخصوصًا بعدما تقدم بهم العمر وأصبحوا فى أمس الحاجة إلى لمسة حب وعطف وحنان من قبل أبنائهم.
وحول سيكولوجية التعامل الأمثل مع المسنين، تحدثنا د.داليا الشيمى أخصائية المساندة النفسية والاجتماعية وخبيرة الإرشاد الأسرى عن كيفية التعامل مع أبيك وأمك المسنين، وتلخصها لنا فى النقاط التالية:
-عندما يكبر البشر يميلون إلى نفس اهتمام الصغار، وبالتالى يجب عليك أن تحضر لهما الأشياء التى يحبونها والتى تختلف بالطبع عن الأدوية والطلبات المعتادة، مثل «بونبوناية» أو أى نوع من «المكسرات» التى يحبونها.
-أن تكون مستمعًا جيدًا للمسنين حيث إنها من ضمن الأمور النفسية المهمة بالنسبة لهم فهم يحبون التحدث عن ذكرياتهم وهم يضحكون أو يمثلون الموقف ليحكوها لك، فحاول أن تخصص وقتًا لتستمع إليهم، ولا تُجبرهم على أن يصمتوا أثناء إنشغالك بأى شىء.
- لا تضع المسنين فى موقف محرج بخصوص ذاكرتهم حتى لا تدفعهم بعدم طلب أى شىء منك خوفًا من أن يكون طلبا متكررا.
- احفظ أعياد ميلادهم أو مناسباتهم الخاصة، لأنهم اهتموا بكل مناسباتك عندما كنت صغيرًا حتى لو سمعت منهم «وفر فلوسك» أو «هو أنا صغير على الكلام ده»، لأن ذلك يخالف مشاعر السعادة التى تملأ قلوبهم.
- تكلم مع أبيك وأمك إذا وجدتهما صامتين لفترة طويلة وسط عدد من الناس، وشجعهما على الكلام عن طريق الحديث عن ذكريات طفولتك وكيف كنت تتعبهما، فيتحدثوا عن بطولتهما فى تربيتك ويشعران أن لهما مكانا فى الجلسة.
-قم بإشراك والديك فى تفاصيل حياتك اليومية لتشعرهما بأن لهما تأثيرا فى حياتك، وذلك سوف يسعدهما جدًا.
-كرر وصاياهم أثناء المواقف المختلفة، فحين تفعل أمرا وتروى لها عنه حاول أن تكرر مقولة «زى ما اتعلمت منك يا أمى أو أبى».
- اجعل لهم أمرا خاصا يمنحونه لك كأن تُبلغ أمك أنك لا تجد مذاق طبيخها الذى كانت تقوم بإعداده فى أى مطعم أو فندق تناولت فيه الطعام.
-حاول ألا تخلف موعدا تُعطيه لهما لأنك لا تعرف مدى استعدادهما ولهفتهما لرؤيتك.
-احرص على إعطائهما هدايا ذات مدلول نفسى لديهما.
-اصطحب والديك فى الأماكن التى تتنزه فيها، مثل: مطاعم الوجبات الجاهزة والمراكز التجارية، فذكرى المكان ستبقى فى ذاكرتهما وسيرويانها لأقاربك.
-قم بتصويرهما فى المناسبات المختلفة، لأن المسنين يحبون الصور كالأطفال، حتى إذا كان تعليقهم « إحنا كبرنا على التصوير يا ابنى».
-لا ترفع صوتك وأنت تُحدثهم حتى لو كنت تتحدث لمصلحتهما مثل تناول الأدوية فى مواعيدها أو الالتزام بتعليمات الأطباء، بل دللهما كالأطفال واقنعهما بأن يتناولا الدواء لأجلك.
-إجعل أولادك يكررون قصص أهلك أمامهم لأن ذلك يشعرهم بأنهم سيعيشون فى أذهان أحفادهما وأن جيلًا جديدًا سيعرف قيمتهم.
-لا تروى أيا من قصص قسوتهما عليك وأنت صغير، حتى لا يعتبران ما تقدمه لهما هو على سبيل التصدق عليهما وأنهما لا يستحقونه.
وفى النهاية، اسسرحموا أهاليكم.. فما تفعلونه نحو آبائكم هو فيلم تقوم أنت ببطولته وهم المشاهدون، ويومًا ما سيأتى عليك الدور لتكون أنت المشاهد وابنك هو البطل الذى سينفذ نفس الفيلم معك، فأحسن بطولة فيلمك الآن بحيث حينما يُعاد على يد بطل آخر لا تخجل نفسك.