الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصور الثقافة تصدر «التاريخ الإنسانى للسد العالى» ليوسف فاخورى

قصور الثقافة تصدر «التاريخ الإنسانى للسد العالى» ليوسف فاخورى
قصور الثقافة تصدر «التاريخ الإنسانى للسد العالى» ليوسف فاخورى




كتب - إسلام أنور


صدر حديثا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب «التاريخ الإنسانى للسد العالي» ليوسف فاخوري، يؤرخ الكتاب لرحلة بناء السد العالى عبر عيون الصناع الحقيقيين لهذا الحلم من العمال والمهندسين وسكان النوبة وأسوان، هؤلاء الأبطال الذين همشتهم السلطة.
يرصد الكاتب رحلة 34 ألف صانع مصرى للتاريخ الحديث و1700 خبير روسى وهم من حولوا أسوان المدينة الصغيرة إلى خلية نحل لاتهدأ، وقد جمع فاخورى حكاياتهم وشهاداتهم ليصنع منها تاريخا حيا من لحم ودم للسد العالي. يعيد الكتاب الاعتبار للإنسان، العِرق الذهبى للتاريخ، من خلال شهادات وعبارات من عملوا فى المشروع، تلك الشهادات الإنسانية البليغة فى عفويتها وصدقها، وكان الاهتمام الأكبر للكاتب هو أن يسجل الأحاسيس والمشاعر التى تنمو وتربط ما بين العامل والحجر والنهر: أن يسجل العلاقة بين المهندس والعامل والآلة والموقع، متوقفا طويلا أمام عبارات قد تبدو عابرة، وقد تبدو عاطفية، لكنه بحسه الأدبى والإبداعى لم يرها كذلك؛ ناظرا فى دلالاتها الإنسانية والتاريخية التى تتجاوز العابر والعاطفي.
يقول فاخورى فى مقدمته للكتاب « لطالما شغلنى العرق الذهبى لتاريخ «الإنسان العادي»، فهو الفاعل الأصيل والمفعول به. يتوارى فى كتب التاريخ ليبرز الحكام كأبطال أو كأنذال. وفى صمت تنسحب ذاكرة الأمة إلى أفراد شاء القدر أن يتصدروا المشهد كأن البشر صانعى الحدث كتلة صماء».
 ويضيف «كان السد العالى حدثًا فريدًا فى حياة من عملوا فى الموقع، وبلغ عددهم 34 ألفا إضافة إلى 1700 خبير روسي، وفى حياة النهر الذى لم نعد نرى دمار فيضانه وغرق الأراضى ابتداء من 1964، وفى واقع الحياة على الأرض حتى الآن وإلى مدى غير منظور. طوفان البشر الذى اجتاح مدينة صغيرة لا يزيد عدد سكانها على 35 ألف نسمة جعل المدينة خلية نحل لا تهدأ. تحولت مصائر من لم يكن لديهم بطاقات شخصية، وحين راحوا يستخرجونها كان البعض منهم له سابقة قانونية، ولحاجة العمل إلى عمالة كثيفة أصدر رئيس الجمهورية قرارا بألا يعتد بالسابقة الأولى. وباتساع حركة التعليم المجانى تعلم أبناؤهم وأصبحوا محامين ومهندسين وارتقوا إلى مناصب عليا فى الدولة. أصبح العامل الزراعى ابن المدينة واكتسب صفاتها وتعايش مع سلوكها، ونسى جريمته الأولى ليصبح مواطنا كامل الأهلية». ويكمل « هذا المشروع هو الوحيد الذى تم عليه استفتاء شعبي، فمنذ استطاع «أدريان دانينوس» المصرى اليونانى الأصل أن يقنع مجلس قيادة الثورة بالمشروع فى أكتوبر 1952 بدأت الدراسات بتكليف الشركات الدولية المتخصصة فى السدود «هوختيف» الألمانية و«مارسيليا» الفرنسية ثم البنك الدولى، واستدعت الحكومة المصرية أكبر خبير فى السدود فى العالم الأمريكى «كيرزاكى». بدأت الحكومة المصرية فى عمل ندوات فى المدارس والجامعات والأندية والمصالح الحكومية ومراكز الدراسات والنقابات لشرح أبعاد المشروع وما سينتج عنه من فوائد أو عوارض وكيفية علاجها. وحين بدأ العمل كان كل عامل أو مهندس أو فنى يدرك حجم المشروع ويفهم دوره جيدا، قال لى أحد العمال الذين شاركوا فى البناء: «كانت كل الناس فاهمة إيه الهدف من بناء السد العالى من خلال أغنية عبد الحليم حافظ، حتى الندوات اللى بتتعمل مكناش محتاجينها. أنا كنت بقبض 12جنيها فى الشهر، فى يوم قالوا نروح نقبض الإنتاج بتاع الشهر اللى فات، فوجئت الصراف بيدينى 60جنيها قلت له أنا لىّ شهر بس. قاللى الكرّاكة اللى انت شغال فيها كان إنتاجها عاليا، وحسيت إن المجموعة اللى شغالة فى الكرّاكة من السواق للمساعد للعاملين اللى بيمسكوا الكابل بتاع الكهربا لأن قوته 6000 فولت، الكل عايز الكرَّاكة بتاعتهم تحقق أكبر عمل ممكن».