الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عزرائيل» يترقب «الشراقوة» داخل قطارات «الزقازيق ـ طنطا»

«عزرائيل» يترقب «الشراقوة» داخل قطارات «الزقازيق ـ طنطا»
«عزرائيل» يترقب «الشراقوة» داخل قطارات «الزقازيق ـ طنطا»




الشرقية ـ نرمين محمد


يبدو أن الهيئة العامة للسكة الحديد لم تسمع عن خط قطارات «الزقازيق ـ طنطا»، ولم تضعه فى الحسبان أو حتى خطط التطوير التى تنفذها، حيث إنه مكون من شريط قضبان اتجاه واحد، علاوة على أن أرصفة المحطة محطمة، الأمر الذى أثار غضب الركاب ودفع بعضهم لتفضيل وسائل المواصلات الأخرى رغم ارتفاع الأجرة.
لم يكن هذا فقط بل أيضا عربات القطارات من الداخل لا تصلح للاستخدام الآدمى، خاصة بقطارات الدرجة الثالثة، حيث أصبحت محطمة، ونوافذها مهمشة، والأرضيات بها تشققات، أما المراحيض فحدث ولا حرج، فهى أشبه بـ«الزريبة» بل أقل بكثير.
والغريب أنه بمجرد تحرك القطار من المحطة، تشعر بأنك تستقل وسيلة مواصلات «ميكروباص» على سبيل المثال، حيث إن السائقين يقفون فى أماكن غير مخصصة لهم، لقضاء حوائجهم وتناول الإفطار والنارجيلة، أو أمام منزل أحد الركاب الذين على علاقة وطيدة بهم، الأمر الذى جعل المواطنين يصفون سير قطارات الدرجة الثالثة «الركاب» بـ«تيتا حابا».
ورغم توافد آلاف المواطنين عليه يوميا من طلاب الجامعة والموظفين والبائعين، إلا أنه لا يعرف طريقاً للصيانة والترميم، وأمام ضعف الإمكانات المادية وارتفاع أسعار الأجرة ونسبة البطالة، أصبح الأهالى مجبرون على استقلال القطار وانتظاره لساعات، قائلين: «رضينا بالهم والهم مش راضى بينا».
يقول محمد عبدالله، عامل، أحد أهالى قرية شيبة بالشرقية: «أنا كل اللى بيهمنى إنى أوصل الشغل فى معاده، لأن صاحب المحل ملوش علاقة بتأخيرى وظروفى»، منوها إلى أن أبسط أحلام جموع المواطنين زيادة عدد عربات القطار لـ10 عربات ليستوعب جميع الركاب من العمال والموظفين وكذلك طلاب الجامعة، مستنكرا من سياسة الهيئة فى زيادة عدد العربات أثناء الإجازة وتقليص العدد أثناء الدراسة.
ويتابع: ونظرا لأن عدد العربات لا يتجاوز 5 أيام الدراسة، يتزاحم المواطنين بعضهم البعض ولم تتمكن من أن تقف بقدميك فى الطرقات، مطالبا باستبدال القطارات المتهالكة بنظيرتها المطورة، خاصة بعد تهالك أرضياتها وتحطم نوافذها وكراسيها.
ويشير محمد على، طالب، قرية دنديط، إلى أن هناك حالات حوادث بالجملة تحدث على شريط السكة الحديد دهسا تحت عجلات القطار، علاوة على سقوط بعض كبار السن وطلاب الجامعات من الأبواب بسبب الأرق الذى يتعرضون له والتزاحم داخل العربات، منوها إلى أن هناك محطات لا توجد بها أرصفة ما دفع المواطنين إلى جمع التبرعات لبناء أرصفة تحمى أرواحهم وأرواح أبنائهم من الموت المحققق.
أما تسنيم عبدالسميع، طالبة بجامعة الأزهر فرع تفهنا الأشراف، من منطقة الحلبي، فتقول: نضطر إلى استقلال القطار، حاملين أرواحنا على كفوف أيدينا، ونفضل المغامرة يوميا لعدم وجود أى وسائل مواصلات تقلهم إلى الجامعة، مستنكرة انقطاع الكهرباء بالعربات أثناء عودتهم وسط ظلام الليل ما يعرضهم لحالات تحرش جنسي، ومضايقات من بعض الركاب.
وتشير عبدالسميع إلى أن غياب أفراد الشرطة داخل القطارات، أنعش عمليات البلطجة والاعتداءات السافرة والسرقة، منوهة إلى أن بعض زميلاتها تعرضن لفقد أعضاء من الجسد وإحداث عاهات مستديمة بهم جراء تهالك العربات وسقوطهم أثناء سير القطار والتزاحم داخل عرباته، واصفة قطار «الزقازيق ـ طنطا» بـ«قطار المطحونين».
وتلفت منار خيري، طالبة جامعية، إلى  أن مواعيد القطارات غير مناسبة، ليس هذا فحسب بل وتتأخر القطارات أكثر من ساعة عن مواعيدها الرسمية، علاوة على أن تكرار الوقوف بالطريق يتسبب فى تأخر الطلاب والموظفين عن جامعاتهم وأعمالهم.
وتضيف منى أحمد، أحد المتضررات: فصل الشتاء هو فصل التعب والعناء، حيث إن مياه الأمطار تتسلل داخل العربات وتغرق الكراسى، الأمر الذى يمنع المواطنين من الجلوس عليها لتصبح «خيال مآتة»، فضلا عن أن المياه تأتيك من كل حدى وصوب «النوافذ ـ الأبواب ـ السقف».
ويستنكر محمود سليمان، معلم، أحد أهالى قرية النخاس، عدم تحرك المسئولين أو محافظ الشرقية لإنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن كاهل الركاب، خاصة أن معظمهم فقراء وامكاناتهم المادية لا تطيق التكييف وأسعار المواصلات الأخرى.