الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أطفالنا والكارتون الخطر!

أطفالنا والكارتون الخطر!
أطفالنا والكارتون الخطر!




 كتب - أمير حجاج

بابا، «أنا عاوز أنام معاها» 5 كلمات صدمنى بها ابنى الصغير أثناء جلوسى معه، فصرخت فيه: من قال لك ذلك فأجابنى «من الكرتون يا بابا»، وقتها وقف تفكيرى وعجز لسانى عن الكلام، ماذا أفعل وبما أرد، أخشى أن يكون ردى خاطئا ويؤدى لنتيجة عكسية، «الحقونى».
تماسكت نفسى لكى لا أصدر تصرفا أندم عليه، ابنى الصغير يريد أن يمارس البغاء والفحشاء وعمره ست سنوات، «عليه العوض».
بالطبع لا يعلم معنى ما يقوله، ولكن مع الوقت سيعلم، لو لم ننتبه، ستعتمد أفكاره على مثل هذه الأفلام الكارتونية البذيئة التى لا تعرف شرعا ولا خلقا ولا دينا فقط تريد أن تهدم جيلا هو الحلم الذى ننتظره لإعادة ثقافتنا التى ضاعت واختفت، ثقافة لم يتبق منها إلا أطلال.
أين «الكارتون» الهادف الذى كان يحث على النظافة والنظام والتدين وحسن التعامل مع الآخرين واحترام الكبير، إلخ إلخ إلخ.
أفلام كارتونية تحث على العنف والمعاملة السيئة، مضمونها غير مفهوم ونتيجته سلبية، تبث فى عقل الطفل العشوائية والكره وعدم التمييز بين الخير والشر واللامبالاة فى التعامل مع الأمور، «أفلام» تهدم الطفل والأسرة والمجتمع.
من السبب؟ كلنا خاطئون ولكن تختلف النسبة من شخص لآخر، فأما الآباء فقد وفروا له الجو المناسب لمشاهدة هذه الأفلام وعدم الاهتمام بمحتواها غير مبالين ولا مهتمين بمستقبل، مهتمون بالشكل والفيس بوك وتويتر والواتس «من شبّ على شىء شاب عليه».
أما المجتمع فقد أهان الطفل وعلمه الرقص على «فرتكة فرتكة على الصقفة وع السكسكة» وغيرها دون سرد بل واستسهل هذه الأفكار الهدامة لتنتشر بيننا كالنار فى الهشيم حتى أصبح واقعا وما يخالفه خطأ كبيرا.
وعن الإعلام فيهتم «الا من رحم ربى» بالشو والإثارة و«الفرقعة» التى يحصد من خلالها أكبر قدر ممكن من المشاهدة، وأيا كانت النتيجة فلا يهم، المهم نسبة المشاهدة والإعلانات.
وبالنسبة للتربية والتعليم، فقد طارا وحل محلهما «الفهلوة والتهريج»، نعيش زمنا يضرب فيه التلميذ المعلم، يقتحم فيه الآباء المدارس، ويتطور الأمر إلى أسلحة واشتباكات ومن ثم قتلى.
هكذا أصبح حالنا، أطفال بلا تخطيط، شباب بلا وعى، مجتمع بلا ثقافة والنتيجة أمة بلا هوية.
ما الحل.. أجيبونى يرحمكم الله.