الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أطفال ولدتهم أمهاتهم سجناء.. حبسوا بما لم تقترفه أيديهم

أطفال ولدتهم أمهاتهم سجناء.. حبسوا بما لم تقترفه أيديهم
أطفال ولدتهم أمهاتهم سجناء.. حبسوا بما لم تقترفه أيديهم




تقرير - محمد هاشم 

  إن طعم الحرية لذيذ وأنها تاج على رءوس الأحرار لا يراها إلا المقيدون بالسلاسل والأغلال أطفال ولدتهم أمهات سجينات مقيدات بأغلال الجدران والأسوار داخل سجون القناطر بلسان حال تلعن الأطفال ذنوب وسيئات أعمال أمهاتهم تقبع السجينات من الفتيات والسيدات الشابات والمسنات كل منهن لها مأساتها الخاصة. 
«روزاليوسف» تجولت داخل أروقة السجن وصالت وجالت بين السجينات وتعرفت على المآسى والهموم والقصص والروايات. 
كان الشىء الذى لفت إنتباهنا مساحات خضراء وعنابر نظيفة وملاعب كرة للفتيات وعندما سألت الضابط المسئول عن السجن قلت لها أشعر أننى بمارينا فأجاب أن مصلحة السجون تحرص على تطوير السجون فى مساحتها ومبانيها. 
وكان الملفت فى بداية اللقاء شيف من السيدات تعمل بمهارة عالية وحرفية فى طهى الطعام للسجينات تتفنن فى المأكل والمشرب جميع الوجبات الشهية واللحوم الطازجه والمشروبات تجدها داخل الكافتريا بل الخبز الطازج تصنعه داخل كافتريتها تسمى أم أحمد ويظهر فى صوتها الخشونة واللهجة القوية والنبرة الحادة فى الرد على أسئلتنا عند بداية سؤالى عن طبيعة عملها وظروف حبسها نادت على المعلمة إيمان وقالت ياستى أتكلم مع الأستاذ ولا  لأ فأجابت المعلمة إيمان اتكلمى معاه قلت لها ماجريمتك وكيف وصلتى إلى المهنة والهيمنة على كافتيريا السجن أجابت جريمتى يا أستاذ 6 سنوات سجنًا فى قضية أموال عامة نصبت على المواطنين فأخذت جزاءها قالت إنها سعيدة بعملها داخل السجن وهى تمارس هوايتها فى الطبخ والطهى وعمل الوجبات مؤكدة أنها وصلت إلى هذا العمل بعدما تعرفت على صديقتها المعلمة إيمان داخل السجن والتى تدير الكافتريا فصارت بينهما صداقة فأخذتها تدير تساعدها فى أعمال الطهى بالسجن 
أما المعلمة إيمان والتى ظهرت من الوهلة الأولى بأنها سيدة أعمال أو سيدة لها شأن من خلال مظهرها وأتيكيتها فى الكلام وهذ ما تأكد لنا من خلال حوارنا معها أول سؤال دار بخاطرى ووجهته إليها ما جريمتك فأجابت قائلة قضايا أموال عامة وشيكات فقلت لها وكم شيك تخايلت وتمايلت وقالت 25 شيكًا فقلت لها بكام مليون فرفضت فتبسمت ورفضت الإجابة فسألتها أى نشاط كنت تعملين به فقالت تجارة الأجهزة الكهربائية فى القاهرة. 
وأضافت أنها تدير كافتريا السجن وتبيع جميع الوجبات بمساعدة صديقتها أم أحمد مضيفة أن سعر الوجبة يتراوح مابين 25 و30 جنيها، وأكدت أن هناك إقبالًا كبيرًا من السجينات على الشراء. 
وفى الجهة المقابلة من الكافتريا عنابر السيدات تقابلنا مع السيدة أم مريم وتبدو مريم الطفلة التى تبلغ من العمر عاما ونصف العام بائسة تتجلى الرحمات عليها تشكو بلسان حالها وجريمة أمها التى قادتها إلى السجن وهى فى أحشائها مضغة تحدثت مع أم مريم والتى قالت أنها محبوسة فى جريمة خطف شاب من الجيزة وسجنت هى وزوجها وهى تعول 4 أطفال من مختلف الأعمار وتباعد قضبان السجن عن رؤيتهم وقالت أنها تتميز من الغيظ وتتقطع من فراق أطفالها والتى لا تعلم كيف يعيشون فى ليالى الشتاء القارص وفى الصيف الحار. 
أما أم أنس روت لنا مأساتها وهى تحمل طفلها أنس عمره عام و9 شهور قالت إن طفلها أنس كثير البكاء وقالت إنها سجنت فى قضية مخدرات حكم عليها بــ15 سنة سجنًا وكان طفلها أنس تبدو عليه علامات البراءه وهى يكاد يتكلم فى سن المهد يشكو والدته التى أقحمته فى غيابات السجون.