السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بدون مقدمات

بدون مقدمات
بدون مقدمات




هذا الدمار الشامل الذى أحدثته قوى الشر الصهيو أمريكى غربى بمشاركة من بعض الدول وبعضها يطلق عليه دويلة بمنطقتنا العربية خاصة عندما نتأمل الواقع الأنى الذى نعيش ونتجرع مرار فصوله البغيضة وكأننا مكتوفو الايدى والحيلة وحتى الإرادة.
لم يكن أبدا وليدا للصدفة بل مرتب له بعناية ودقة منذ ردح من الزمن الغابر وما يدعو للدهشة والانبهار يعلم تفاصيله القاصى والدانى عبر جميع الوسائل والوسائط الظاهرة والباطنة لم تكن تلك المخططات سرية أو حتى قاصرة على الغرف المظلمة كلها مخططات «عالمشاع» بل والهواء والوسائط المستحدثة.
لم تكن احداث تحرير الكويت او حتى أحداث الحادى عشر من سبتمبر سوى مدخل لغرث بذور القواعد العسكرية وتناميها تمهيدا وحيدا لانفاذ المخطط المعلن لإعادة تقسيم المنطقة العربية وشمال افريقيا باستهداف جيوشها وتحقيق اكبر قدر ممكن من تخريب البنية الفوقية والتحتية وتأجيج الصراع الدينى والمذهبى والطائفى والعرقى وحتى القبلى وحصد الارواح وتهجير وتشريد من كتب لهم النجاة ولكونها دائما خطط شيطانية مرنة يتم استبدال الكاوبوى الامريكى وأعوانه من الغربيين وانتشالهم من آتون الصدام المباشر وما يترتب عليها من نتائج لم تكن ضمن فاتورة الخطة، واستبدالهم بالمرتزقة ممن أطلقوا على أنفسهم إسلاميون وتم اختيار العديد من المسميات الايحائية الرنانة.
هم مرتزقة أو عصابات الجريمة المنظمة عابرة القارات مستفيدة من دعم مادى ومعلوماتى وتكنولوجى وجميع اللوجيستيات التى تضمن لهم حد التخريب والترهيب اللازم من قبل ودعم مجموعة من الدول العظمى والصغرى المستفيدة لدعم مخطط الفوضى غير الخلاقة.
ما سلف لا يختلف عليه اثنان فهو أمر واقع نعيشه على مدار الساعة منذ نهاية العقد الاخير من القرن الماضى.
لم تكن القوى المفرطة الاستعمارية على هكذا تصور كفيلة ببلوغ الهدف وتحقيق المبتغى التفكيك والتمزيق وتجزئة المجزء.
كان هناك سلاح سرى يتغلغل بهدوء ودهاء قد أتى ثماره فعلا وعرفناه بالقوة الناعمة الجديدة حروب الجيل يمكنها أن تخلق دمارا أكثر عنفا وتأثيرا أكثر فتكا بالأمة من أسلحة الدمار التقليدية، ولها أن تقوض أى مجتمع من الداخل بل تكبله وتشل مقوماته ومكامن قواه، على الرغم من أنها غير مرئية.
ففى عام 2001 وعلى التوازى أنشأت الولايات المتحدة الامريكية حوالى (350) برنامجاً مختلفا بميزانية ضخمة تستهدف التعليم والثقافة والمعلومات للترويج «للديمقراطية» من وجهة نظر خدمة أهدافها ولخلق جماعة جديدة من المواطنين العرب المستعدين للتركيز إيجابيا على قيم وسياسات الولايات المتحدة.
وقد انضوت كل تلك البرامج تحت ما أطلق عليه «مبادرة دعم الشراكات فى الشرق الأوسط» وبدأ تنسيق نشاطات هذه المبادرة من مكتب وزارة الخارجية الامريكية الرئيسي، ومكتبها الإقليمى الراقد فى تونس.
وهو ما يؤكده عدد الشباب العرب الذين تلقوا تثقيفا سياسيا أمريكيا فى الولايات المتحدة وفى بلادهم عبر استحداث المدارس ذات النظم التعليمية الغربية الامريكان والإنترناشيونال والبريتش (IJ ).
وإذا كان هناك ألفا مواطن عربى يشاركون فى برامج التبادل أو التدريب فى الولايات المتحدة فى نهاية عام 2000، فقد صعد ذلك الرقم بين عامى 2004 و2009 إلى عشرات الآلاف.
لكن يبدو جليا وواضحا انه كان لضخامة الأموال المستثمرة فى المبادرة «دعم الشراكات فى الشرق الاوسط» نتج عنه على ما يبدو بعض التغيير الإيجابى بالنسبة للولايات المتحدة وما من خلفها، لكن كيف تحقق ذلك وماهية الاداة تلك الشريرة فى باطنها الناعمة فى مظهرها؟
نظمت «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية»، فيما نظمته، برامج مرتكزة على التعليم، مثل المنح الجامعية، وبرامج تعلم الإنجليزية، وتكنولوجيا التواصل الاجتماعى «Twitter، Facebook» وغيرها من وسائط.
وقد استهدفت تلك البرامج المتعلمين الصغار والناضجين ومعلميهم، مركزة فى العادة على الفئات الأقل حظا ابناء الطبقات المتوسطة وما دونها.
ومن أجل استمرار ونمو مجتمع مدنى قوى من وجهة نظرهم الشريرة بطبيعة الحال، فإن الأمر الحاسم هو أن يتقدم إلى الأمام «الجيل التالي» من القادة المسلحين بالتدريب والخبرة الناعمة الفتاكة فى بناء الائتلافات والقيام بالحملات السياسية والتفاوض السلمى لتكبد عبء أدوارهم القيادية.
إن «مبادرة الشراكة الشرق أوسطية» مكنت أولئك القادة والناشطين الطامحين، من خلال برامج التبادل، أن يزيدوا من فهمهم للقيم الديمقراطية والحكم الرشيد وحكم القانون من خلال تعريضهم وخوضهم للحوارات مع مدربيهم أو نظرائهم فى الخارج».
وقد سعت «المبادرة الخبيثة لإلهام الشباب لكى يصبحوا مواطنين وقادة مجتمع محلى ورواد أعمال مندفعين».
وإذا أبقينا ما سلف رهن أعيننا، فإنه لا يعود مفاجئا أن يصبح صغار السن قوة الدفع الأساسية خلف القلاقل فى المنطقة.
فذلك لم يكن فقط لأن الناس الأكبر سنا غير منخرطين باستعمال التكنولوجيات الحديثة، بل لأن كبار السن لم ينخرطوا بدراسة الفلسفة الصحيحة ولا القدر الكافى من الثقافة والعلوم والمتغيرات.