الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يرفضون المتاجرة باليتامى ..ويطالبون بتفعيل يوم اليتيم

العلماء يرفضون المتاجرة باليتامى ..ويطالبون بتفعيل يوم اليتيم
العلماء يرفضون المتاجرة باليتامى ..ويطالبون بتفعيل يوم اليتيم




بداية يوضح وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة فى خطبة الجمعة أن الإسلام عنى بالضعفاء وجعل إكرام اليتيم سبيلاً للجنة ونهى عن قهره، مؤكدا أن الإسلام عندما يأمر بعناية الضعفاء فإن ذلك يصب فى صالح الأغنياء ويظهر المجتمع بصورة ترضى الله ورسوله.
وشدد على أنه يأتى على رأس الضعفاء الأيتام فجعل توفير المسكن والملبس لهم أمرا مطلوبا شرعا وواجبا على المجتمع.. كمانهى عن أكل حقوق اليتامى وجعل العقاب الأليم لكل من يأكل مال يتيم.
وقال وزير الأوقاف إن كفالة اليتيم تأمين له وللمجتمع معا، تأمين له من التشرد والانحراف، وتأمين للمجتمع من عواقب هذا التشرد، كما أنه تأمين لكل شخص يخشى أن تباغته المنية وله ذرية ضعفاء يخشى عليهم الضياع أو الفقر أو الفاقة، فكما تدين المجتمع يدين لك.
وأضاف أنه ما أحوجنا إلى تنمية الحس الإنسانى، والتكافل الاجتماعى، والرحمة بالفقراء والضعفاء والأيتام والمساكين، وألا يخطر ببالنا أنهم عالة علينا، إنما هم سر العون والرحمة والبركة، يقول نبينا: (صلى الله عليه وسلم) وهل تُرْزَقُون وتُنْصرون إلا بضعفائكم؟!.
كما أعرب وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة عن رفضه قيام جمعيات رعاية اليتيم باستثمار أموال تبرعات الأيتام بعيدا عن احتياجاتهم وقال: أعجب من هذا حال بعض الجمعيات التى تقوم على رعاية الأيتام، فتجمع المال لأجلهم، وبدل أن تفى بحاجاتهم الآنية العاجلة من مطعم أو ملبس أو كسوة ونحو ذلك ممالا غنى عنه لهم، أو الإنفاق على تعليمها لم أو مداواتهم ونحو ذلك، تذهب إلى استثمار هذه الأموال، ثم تستثمر عائد الاستثمار ولا تصرف منه إلا فتاتًا، فرحة بتعلية الأرصدة مؤكدة أنها لصالح اليتيم يوما ما، على أن هذا اليتيم قد يصيبه ما يصيبه من الألم والحسرة والحرمان قبل أن يأتى هذا اليوم الذى ينعم فيه بالمال الذى جمع لأجله، وإذا كان القرآن الكريم قد نعى على أهل الجاهلية عدم إكرام اليتيم، وعدم حضهم على طعام المسكين، فقال سبحانه: «أَرَأَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ” (الماعون : 1-3)، وقال سبحانه «كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً * كَلا إِذَا دُكَّتِ الأرْضُ دَكّاً دَكّاً * وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *‏ يَقُولُ يَا لَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى * فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ *يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَادِى * وَادْخُلِى جَنَّتِي”.
وشدد أن من أشد حبس الحقوق من يحبس حق المرأة أو حق اليتيم أو حق الأجير، فيحبس الحقوق عن أصحابها المستحقين لها، وهو ليس عليهم بوكيل، إنما هو مؤتمن، وعلى المؤتمن أن يسرع فى أداء الأمانة التى ائتمنه عليها الله (عز وجل)، حيث يقول الحق سبحانه فى شأن اليتامى: «فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً»
وأكد د. محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أنه اذا كنا نحتفل فى الجمعة الأولى من شهر ابريل بالوفاء وبالعناية باليتيم وإذا كان العالم العربى والعالم بأسره يحتفل بالجمعة الأولى بيوم اليتيم فهذه عادة محمودة وهذا عرف حسن فالله يقول «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» ولكن ينبغى علينا أن نعلم أن شريعة الإسلام والتى جاء بها النبى مصطفى محمد قد اعتنت باليتيم وبالضعيف والأرملة والمسكين وحثت على الاهتمام بهم منذ ما يربو على أربعة عشر قرنا من الزمان.
 وقال: إذا كنا نتذكر اليوم الأيتام فحسبنا أن نعلم أن الحبيب المصطفى محمد هو اليتيم الذى علم المتعلمين حسبنا أن نعلم أن محمد هو اليتيم الذى صار قدوة للعالمين وسيدا للسادات بل وللعالمين.
وأوضح أنه لا يتم تفعيل يوم اليتيم بشكل صحيح وقال: نحن لا نفعل ذلك اليوم فهناك بيوت بها أرامل ومساكين لا يعطف عليهم احد ونرى أناسا عندما يوزعون نقودا يجعلون ذلك للشهرة.
وأضاف أن النبى محمد صلى الله عليه وسلم ولد يتيما كانت رعاية الله تحوطه يحدثنا الحبيب المصطفى عن نفسه معلنا أن الحق هذبه وأدبه «أدبنى ربى فأحسن تأديبي» والإسلام حث على العناية بالأيتام فأما اليتيم فلا تقهر.
ولفت إلى أن شريعة الإسلام أوجبت علينا القيام بكل ما يصلح أمر اليتيم وبكل ما هو من شأنه إعلاء لرفعة شأن اليتيم فلا نقوم بإعطائه ما يحتاج إليه من المال فقط فاليتيم قد يحتاج إلى العطف والرعاية النفسية وغير ذلك لأن اليتيم إذا مات أبوه تجد عنده ذلا وانكسارا لا يشعر به الا اليتيم لذلك حثنا الرسول برعاية الأيتام.
واستطرد الأمير أنه اذا بكى اليتيم اهتز له عرش الرحمن «من ذا الذى أبكى الذى غيبت أباه» ثم بعد ذلك يقول الله فوعزتى وجلالى من أدخل السرور على هذا اليتيم أوجبت له الجنة وهذا إعلاما بأنك عندما تحسن إلى اليتيم إنما تقوم بالإحسان لنفسك.. خير البيوت هو الذى يحسن فيه إلى اليتيم برعاية اليتيم وادخال السرور عليه وشر بيت فى بيوت المسلمين يسئ فيه إلى اليتيم.
 وأشار إلى أن شريعة الإسلام أمرتنا بأن نراعيهم وهذه المراعاة إنما هى مراعاة لأنفسنا لأن ذلك طريقا وسبيلا لدخولك الجنة عرضها السموات والارض...الجنة لها ثمن ومن ثمن الجنة أيها المؤمن الإحسان إلى اليتيم والعطف على الارامل والقيام بشأن الضعفاء والابتعاد عن المعاصى والذنوب.
 وقال إن الإسلام اعتنى بالأيتام والضعفاء حيث جعل من أوصاف المتقين أولئك الذين يقومون بالعطف على الأيتام والأرامل «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا».. يامن تقوم بإطعام الأيتام والضعفاء اذا كنت تقوم بذلك من أجل وجه الله فلك الجزاء أما من يقوم بأخذ الصور مع الأيتام من أجل أن يقال أنه يعتنى بالأيتام ليس لك من فعله الا ما قام به.
وأضاف أن رسول الله هو أبو الأيتام من كان يلجأ اليه كان هو ملاذه... النبى محمد يقول الذى يعطف على الارملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله أو كالصائم بالنهار وقائم الليل.. كما أن صحابة النبى وخلفاءه عرفوا ذلك فصاروا يتنافسون فى هذه الخيرات فكانوا يساعدون المحتاجين والأرامل والمساكين، فمثلما امرنا الإسلام بالعناية باليتيم علينا أن نقدم العون والعطف للمساكين والأرامل.
وأوضح أنه كما حثت شريعة الإسلام على العطف على الأيتام والضعفاء حثت أيضا على العطف على ذوى الحاجات الخاصة.
من جهته أوضح الشيخ حمودة محمد حمودة، من علماء الأزهر ضرورة العناية بالطفل اليتيم جسديًا، وتوفير ضروريات الحياة له، كما ينبغى العناية به روحيًا؛ وهذا هو الجزء الأهم، فالناحية التعليمية والنفسية والتنشئة الاجتماعية هى التى تجعل من هذا الطفل إنسانًا سوياً، وعضواً نافعاً فى المجتمع، بدلاً من أن يكون عضواً هداماً وعبئًا على المجتمع.
وأضاف أن الطفل اليتيم له حق على جميع أفراد المجتمع فرعايته فرض كفاية، فإذا أُهمل أثم الجميع، وإذا حصلت رعايته من البعض سقط الوجوب عن الكل، كما أن الشرع الحنيف حثَّ على رعاية اليتيم، حيث قال النبى - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ رَحْمَةً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَةً، وَمَحَا عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَيِّئَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً) وقال صلى الله عليه وسلم: (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِى الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى).
وأشار إلى وجوب ألا يقتصر الاهتمام بالطفل اليتيم على هذا اليوم فقط؛ وإنما يجب أن يمتد على مدار العام كله حتى يبلغ الرشد.